مقالات الرأى

ايمن كبوش يكتب … ما بين استوزار ساتي ومنزل كامل.. جيشنا كيفنو… ؟

تابعنا على واتساب

قلت له: انشغلنا كثيرا طويلا هذه الأيام بالسياسة.. (متلازمة طق الحنك السودانية).. كما بتنا أقل اهتماماً بالعمليات الحربية التي تدور رحاها في مسارح عديدة وانصرفنا كذلك عن اخبار الانتصارات التي تتحقق حاليا في صمت.. كما حدث في محور الخوي.. حيث سجلت القوات المسلحة والقوات المشتركة تقدما ملحوظا سوف يسهم بإذن الله في هروب المليشيا المتمردة من الخوي والنهود والدبيبات.

صارت الحكاية.. للاسف الشديد.. هي ترشيح السفير (نور الدين باشا ساتي) وزيرا لوزارة الخارجية… وصارت الدعاية الحالية هي قصة منزل وسكن رئيس الوزراء الدكتور كامل باشا ادريس، نخشى ما نخشى، ايها السادة والسيدات، أن تسرقنا السكينة القديمة لتقودنا إلى التوقف في محطات وتوهمات شعب الكساح البائد… ذلك الشعب الذي كان (يهنق ويهشتق) على جداريات (شكرا حمدوك)… ثم يقيم معرضا تاريخيا لقميصه الذي صار أيامها… اشهر من قميص عثمان.. !

السودانيون في العادة.. يخافون من الاهتمام الزائد بالاشياء.. ويرون في ذلك الاهتمام مدعاة ل(الشراب).. و(الشراب) بفتح الحروف قبلي وبحري، كما في عاميتنا السودانية، يعني الانتقاص من الفأل القادم.. لدرجة تحويل الاتجاه و(ميلان البخت).. من الفرح الى الحزن.. من النجاح الى الفشل.. وما بين الترقب وانتظار المستحيل كل ذلك سيظل مجرد (زعم) يحكمه (المزاج العام) غير مثبت بحقائق علمية.. ولكننا في العادة محكومين على الشيوع.. وندرك بأن الفوبيا هي وليدة الخوف الشديد.. الاهتمام الزائد.. الفرح الزائد.. الآمال الزائدة.. كل هذه اشياء لا غنى عنها في الحياة ولكنها مثل ملح الطعام عندما يزيد عن حده.. او حتى (الحب) عندما (يفوت حدو).. بكل هذه المخاوف نمضي على ضفاف نهر الحياة لنقول يجب علينا التخفيف من مشاهدة تراجيديا (حكايتنا كامل) لأن كامل هذا لا يحمل عصى موسى لتغيير المعالم في بلد مسكون بالازمات.. لا ينبغي أن نرفع سقف التطلعات والطموحات وتصديق ما يقال عن تخفيض أسعار السلع والعلاج المجاني في بلد انقطاع الكهرباء والمياه و(عيشة هاك وكف).. ولكن علينا أن نسأل كفاحاً عن وضع الجيش.. كيف هو حال متحركاته ؟! وكيف هي أموره العملياتية وكيف هي تجهيزاته لحرب كردفان ودارفور.. خاصة بعد أن عاد معظم القادة من المملكة العربية السعودية، تقبل الله منهم حجتهم.. وتقبل دعواتهم لصالح شعب السودان.

انا مطمئن على أن الأمور بخير.. فقد عاد الصناديد من الإجازات الخارجية والداخلية بمعنويات عالية.. والان هم أكثر تفاؤلا لإحراز تقدم في محور العمليات.. حيث لا تشغلهم السياسة ولا توقفهم محطات التسابق إلى المغانم..

رغم ما يحيطني من تفاؤل حول أوضاع الجيش… إلا أن رسالة وصلتني ممن اعتدت منه أن يطمئنني حتى في أيام الحصار والودار.. نزعت عني ذلك التفاؤل بعض الشيء: (في تقديري كل ما يثار في هذه الأيام هو إلهاء لحدث مفاجئ وكبير وربنا يجيب العواقب سليمة.. قلت لي دورى النخبة خبرو شنو ؟)..

نسأل الله أن تكون كل الأمور بخير.. يستطيع الجيش أن يطرد كل المخاوف بأن تغطي انتصاراته على ما يحدث في دهاليز السياسة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى