مقالات الرأى

حسين خوجلي يكتب .. الطريفي زول نصيحة .. سيناريو الاجتماع الأول لحكومة (درقة الرغوة)

تابعنا على واتساب

1
هي محاولة لرسم سيناريو لأول اجتماع زائف لحكومة (درقة الرغوة) بقيادة التعايشي، والتي خاطبها حميدتي بالهاتف. وقد شك المجتمعون في صوته وتهامسوا وهم يرتعدون: ترى من أين يخاطبنا (البعاتي)؟ هل من كينيا أم من الإمارات أم من المقابر؟ هل هو صوت طبيعي وجسد طبيعي، أم أنها آخر نسخة مجودة ومنقحة من الذكاء الاصطناعي؟

2
لم يبدأ الاجتماع الأسفيري الزائف بالقرآن الكريم كما تعود أهل الإسلام وأهل السودان، وحتى الحزب الشيوعي السوداني ليس استثناءً من ذلك. حيث اعتبر الحلو، بلهجة آمرة، هذا السلوك ضرباً لقيم العلمانية التي وقع عليها الجميع، بما فيهم حميدتي الذي يدعي الصوفية والالتزام.
أدار الاجتماع محمد الحسن التعايشي، والذي بدا في عجلة من أمره، بادي الشحوب والاضطراب، قائلاً للجميع بصوت مغموس في الحشرجة والتردد: على المجتمعين أن يقدموا إنجازاتهم على طريقة (ما قل ودل)، لأن معلومات الاستخبارات التي وصلتنا الآن تفيد بأن طيران الجيش يحلق فوق سماء نيالا، وإذا بدأ القصف قبل بداية الاجتماع فسوف نتوجه بطائرة خاصة إلى كاودا أو إلى نيروبي حسب ما يقترحه أعضاء الحكومة العلمانية أو يقتضيه الحال. وسوف نتيح الفرصة الأولى للسيد اللواء فضل الله برمة ناصر، وزير الدفاع، ليقدم لنا تقريره المختصر الأول ورئيس حزب الأمة وكيان الأنصار المختطف.

3
برمة ناصر وزير الدفاع: فقدنا كل الشرق وكل الوسط وكل الشمال، والفاشر استعصت علينا وأجلت إعلان الانقسام، الأبيض صامدة وبابنوسة. وعجزنا في تجنيد مرتزقة جدد، والكولومبيون ضاعفوا من مرتباتهم وحوافزهم مما جعل الاستعانة بهم شبه مستحيلة، إلا إذا وصل المدد الموعود. أما حفتر فقد أوقف الدعم إلا بضمانات الذهب المنهوب، وكاكا اعتذر بأن أتاوته من الدولة الخارجية الداعمة قد تأخرت. والمسيرية يشتكون من التهميش وقلة الموارد وإهمال جرحاهم، وعجزنا في تجنيد كوادر جديدة من القبائل العربية. وكلك ما جرى فإني أرى تجميع كل القوة المقاتلة التي نملكها لتهاجم في ضربة واحدة: إما احتلال الفاشر أو الأبيض. وأرجو أن تسمحوا لي في نهاية هذا الاجتماع أن أتقدم باستقالتي من هذا المنصب الصعب، واختيار عسكري شاب لدواعي المرض واضطراب في صحتي البدنية وتوترات نفسية وعائلية. ولكنني رغم ذلك لا أمانع في أن أصبح رئيساً لأي برلمان في أي عاصمة أفريقية تمنحني الاطمئنان والعلاج والمراجعة الصحية.

4
الطاهر حجر وزير الداخلية: لقد قمت بإعداد هيكلة نظرية وقائمة لمتطلبات شرطة وجهاز عسكري للتأمين المدني، فإن وجدنا الأرض التي تصلح للمشروع فسوف أبدأ بالتنفيذ. أما الآن فستبقى مهمة وزارة الداخلية حبراً على ورق. وإني أقترح أن يصدر القائد حميدتي أمراً باستخراج الجوازات والرقم الوطني لجماهيرنا المتوقعة من مركز الطباعة في النيجر، وإن تعقد الأمر فأرجو نقله إلى أنجمينا لتسهيل مهمة الخدمات لكوادرنا ولعرب الشتات القادمين من الصحراء الكبرى لقرب المسافة وتحالف حكومة كاكا.

5
الهادي إدريس وزير الخارجية: إني أعترف بأنه لم تعترف بنا أي دولة حتى الآن، رغم اتصالاتنا المكثفة بالدول العربية والإفريقية وأمريكا الجنوبية ووكالات الغوث والجمعيات الأجنبية التي تديرها كوادرنا الصديقة. ورغم هذا الإخفاق فإن اجتماعاتنا اليومية لم تنقطع أبناء وبنات إبليس وجمهوريات الجن الأحمر.
نصر الدين عبد الباري وزير العدل: ما زال قانون إشاعة (المريسة) وإباحتها على الطاولة، وسيصدر خلال أيام. وقد طلبنا من الأشاوس بألا يتعرضوا لستات المريسة إلى حين إصدار القانون. ومنحناهم تسهيلات للشرب المجاني (قرعة واحدة) لكل مليشي، أما الثانية فتدفع نقداً بالنقد المزيف أو تقيد في دفتر الجرورة. أما بخصوص المخدرات والآيس وتوابعها فسوف يصدر الفتوى فيها النور حمد بحكم التسهيلات الفقهية التي نالها من الرسالة الثانية. أما بشأن القوانين العلمانية التي تجرد الإسلام من كل صلاحياته وثوابته فقد اكتملت وسوف تطرح على البرلمان الأسفيري القادم، والذي نأمل أن تجاز بالإجماع السكوتي حتى يتسنى لنا إرسالها للجنة التشريع بالكونغرس والاتحاد الأوروبي المؤازر للخطوة التاريخية.

6
القوني حمدان دقلو وزارة المالية والاقتصاد: فشلنا حتى الآن في توفير امتيازات المرتزقة الأفارقة والكولومبيين، ولذا نقترح بأن يخصص لنا القائد حميدتي نسبة من قيمة الذهب المنهوب من المواطنين والمصارف ومبالغ الفدية حتى نستطيع التسيير في المرحلة القادمة. أما ما يخص سكن ومرتبات وامتيازات الكادر السياسي بالداخل والخارج ومصاريف أسرهم، فهي مؤمنة في بنك كاودا وفرعه بجوبا وبنك كينيا المركزي.
أحمد حسين أيوب وزير الزراعة والغابات: خطة الوزارة في إفراغ سهل دارفور وكردفان من المزارعين من زراعة الفول والسمسم والدخن وطق أشجار الهشاب ماضية من نجاح إلى نجاح، فقد اكتملت الخطة تماماً بإشاعة الإرهاب والتخويف والمجازر، تمهيداً لإقامة سهل الخراب والتجويع حسب اتفاقنا مع الشريك الخارجي لبيع الأرض بتراب القروش الخالية من القبائل والأفراد وأصحاب الحواكير والحجر والشجر.
7
لنا مهدي (الأنصارية الملوّنة الباكية) وزيرة الري والموارد المائية:
جثث الضحايا أفسدت مياه النيل، وقد تم إلقاء الجثث في الآبار حول المدن والقرى. ونجحت خطتنا في تسميم وتلويث الآبار الارتوازية، وأصدق مثال على ذلك تلويث وتسميم المياه في مدينة الهلالية، وقد نُقلت التجربة للكثير من القرى والمدن الصغيرة. أما الحفائر فقد تم تجريفها بالكامل، كما تم إيقاف كل مشاريع حصاد المياه، وأُكتملت خطة تدمير كل (الكدوانكي) بكردفان ودارفور. وقمنا بتحطيم كل اللافتات المعبرة عن أهمية المياه، خاصة المشروعات التي تحمل آية: «وجعلنا من الماء كل شيء حي»، وهي عادة تعودها الكيزان للاتجار بالدين وتسويق أفكارهم عبر الآيات لدغدغة مشاعر البسطاء.

علي رزق الله السافنا (الفقيرة) السجين الهارب، وزارة التربية والتعليم:
كانت من أولى القرارات الاستراتيجية التي اتخذناها هو إلغاء اسم وزارة التربية والتعليم وتحويلها إلى (وزارة القراية) كما يقول القائد المفدّى اللغوي حميدتي. نجحنا في إغلاق كل المدارس في دارفور وكردفان إشاعةً للجهل النشط، حتى نحفظ الفرصة كاملة للأطفال جنوداً في قوات المليشيا المناضلة. وقد أقنعنا إنجمينا بمنع الطلاب اللاجئين من أداء امتحان الشهادة، إلا أن الجلابة كعادتهم خذلونا وقاموا بفتح المدارس في الولايات التي فقدناها والتي تشكل 90% من رقعة السودان، ونظموا امتحان الشهادة بالداخل والخارج. ولكنها خطوة، رغم نجاحها، سنقوم بإفشالها في القريب العاجل بفضل دعم الأصدقاء. وكما تعلمون فإن نشر العلم والتعلم ومحاربة الجهل هو أول الخصوم لمشروعنا في دولة دقلو الديمقراطية.

8
دكتور علاء الدين نقد، وزارة الصحة:
يكفي وزارتنا فخراً أنها دمّرت كل المستشفيات الخاصة والعامة في كل المدن، وشرّدت الأطباء والكادر الصحي. ومن ضمن المشروعات الإنسانية قامت وزارتنا بحماية المواطنين من عذاب الجراحة والأمراض المستعصية بأن قمنا بتصفيتهم راحةً لهم، كما حدث في مخيم أبو شوك وزمزم. ولم تبقِ سلطة بورتسودان إلا مستشفى النو، والمساعي جارية لتدميره حتى تكتمل النسبة 100%.

شاورن وزير التعليم العالي:
نرفع القبعات تعظيماً لقيادات الأشاوس التي دمّرت كل الجامعات السودانية والكليات، ودمّرت مكتباتها ومعاملها، وشرّدت طلابها وأساتذتها في المدن الغربية والمنافي البعيدة. ويكفينا فخراً أننا لم نميز ولم نستثنِ جامعة من هذا القرار الوطني العظيم، وحتى جامعات نيالا وزالنجي والجنينة والضعين قد قمنا بتمديدها وإحراقها وسرقتها، رافعين شعار (تساووا في الجهل قبل أن تتساووا في العلم). إنها عدالة الكادحين.

أسامة سعيد وزير العمل والموارد البشرية:
من البشريات التي نسوقها في هذا الاجتماع أننا لا نحتاج إلى أي ميزانية غير ميزانية الوزير وحاشيته، لأنه لا يوجد في مناطقنا المحررة لا عمل ولا موارد بشرية.

النور حمد وزير الثقافة والإعلام:
سوف نشيع وسط العامة والخاصة ثقافة ومفاهيم الرسالة الثانية للإسلام للأستاذ محمود محمد طه، حيث لا مكان لصلاة الحركات ولا زكاة للأموال ولا صوم إلا صوم الأصالة، ولا حج إلا حول القلوب. وبهذا نضمن الراحة الكاملة للأجساد والعقول لجماهير شعبنا المرهقة من وعثاء النضال.
ومن البشريات الجديرة بالنشر أننا سوف نعيد طباعة كتاب القراي لمرحلة الأساس الذي تظهر فيه صورة الخالق في لوحة الفنان العالمي مايكل أنجلو. وسوف نلغي سورة (الزلزلة) عن مقررات الأطفال في الروضة والخلاوي – إن وجدت – لأنها تدخل الرعب في قلوب هؤلاء الأبرياء الأغمار. وسوف تتوالى الإنجازات العملية والنظرية تباعاً.

9
إبراهيم الميرغني وزير الشؤون الدينية والأوقاف:
ستكون أولى أولوياتنا إلغاء الخلاوي والمساجد، بل نغلق جميع دور العبادة ومقار الطرق الصوفية. وسوف يكون الدين مشاعاً يتساوى فيه الإسلام والكجور والوثنيات والشرك والإلحاد بعدالة العَلمانية التي تنظم وتنتظم العالم اليوم. وانطلاقاً من حرية الاعتقاد فسوف أبدي بأهلي وأقوم بالخطوة الثورية الأولى بإغلاق ضريح السيد علي الميرغني، وإلغاء الطريقة الختمية، وتحريم المولد (البرزنجي). وسوف نقوم بتجريم أي مادح ينشد سراً أو جهراً (شي لله يا حسن يا حسن يا سلطان الزمن).

دسيس مان وزير الشباب والرياضة:
سوف نقوم باقتلاع اللحى كما فعلها الرفيق شارون في السريحة، وتجريد النساء من الملابس الشرعية تسهيلاً لأداء المناشط الرياضية في حرية وطلاقة. ونقل المريخ والهلال إلى قرية الزرق، ولتصبح الرياضة بيادة تجنيد للأشاوس ليزحفوا نحو الشمال بعد تجريد كردفان من فضائلها وقبائلها. وفرض جلالاتي نشيداً للقوات، وإحدى روائعي نشيداً وطنياً بديلاً لقصيدة أحمد محمد صالح التي تمجّد سودان 56.
10
النقيب خلا خادم الله خشمين حريكة الشهيرة بـ(شيراز خالد) وزيرة التنمية الاجتماعية:
أعزائي في هذا الاجتماع التاريخي الذي نكرم فيه المقاتلات (أمات قرون): إلى حين تأسيس مجمعاتنا في دارفور الخراب وتدمير مجتمعات الوسط الماهل والشرق والشمال وكردفان، فسوف يكون لكل مقام مقال. وأرجو من الاجتماع أن يعقد جلسة صلح بيني وبين الرفيق بقال، الذي هو غاضب من تعييني مشرفاً عليه في إدارة الخرطوم سابقاً قبل الهروب الكبير.

الباشا طبيق وزير الحكم الاتحادي:
تطبيقاً لأوامر القائد بأن يجعل عمارات الخرطوم سكناً للكدايس، فإني سأجعل من ولايات السودان مقابر للفطائيس، وشعاري في ذلك – الذي يعرفه الدهماء تماماً – (إن لم تنفع فضر). وحينها دوت قاعة الأوغاد بالهتاف والتصفيق: (عاش كفاح الطبقة الهاملة وعايش مناضلي المرايس والكدايس والفطائس).

11
محمد يوسف مصطفى (زول الحلو) وزير التقنية والاتصالات:
إن برنامجي باختصار هو أن نحول اسم (زين) إلى (شين)، و(سوداني) إلى (حمداني)، و(إم تي إن) إلى (أم قرون). وستكون شفرة الاتصالات (عِرْد الفلقاي)، ومن بلاش بنكك تملا تنكك. وضجت القاعة الأثيرية بالقهقهات الملوثة استحساناً.

عثمان عمليات وزيرة الطاقة والنفط والكهرباء:
بالمسيرات ضربنا كل المحطات والمحولات وجاء دور المولدات. أما البترول فهو في قبضة المرتزقة والأراضي المحترقة. أما الطاقة فلا طاقة لنا بها حتى إصدار إفادة بذلك لاحقاً. أما الظلام فهو حبيب الظلاميين، ومن غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى أن يموت ويحترق.

12
عبد الرحيم دقلو وزيرة المعادن:
ولأن المعادن أصبحت هي المصدر الأساسي للثورة والذهب والعملة الصعبة، فإني أتواضع لتقلدها خدمة للثورة والثوار والأشاوس. ومادام هناك حفرة النحاس – التي هي في حقيقتها حفرة الذهب – ومادام هناك جبل عامر والتنقيب الجاري بالسخرة، وجبل مرة وجبال النوبة المحروسة ببندقية الأجنبي وفتات الرزق، فإن الدولار الملطخ بالدماء والذهب سيظلان وقوداً لحرب العصابات. وأوصي زملائي أن يكونوا في عباراتهم في غاية الوضوح، فقد ماتت إلى الأبد لغة الدسدسة والغتغيت، ولا نامت أعين الجبناء. وصاح الاجتماع بنغمة متفق عليها: (سير سير يا خطير).

13
فارس النور والي الخرطوم:
قد أقنعت القائد دقلو من دون جهد أو مشقة بأن يوفر لي ميزانية الكنيسة التي وعدتُ ببنائها في الخرطوم إنجازاً رامزاً لدولة العلمانية، ولا دين ولا شرف ولا انتماء، فهذه محض أخلاق برجوازية. وكل ادعاءاتي القديمة بالخلق السوداني ومزاعم الإسلام والإسلاميين قد ذهبت مع الريح، فانتظروني مع ناقوس الكنيسة، فقد دفنتُ إلى الأبد ذكرى الوجبة المدرسية التي كان ينفق عليها علي عثمان وبنك الطعام وبنك أم درمان الوطني.

جوزيف توكا والي النيل الأزرق:
إن أول إنجازاتي – تحريراً للتاريخ – أنني سأقوم بنبش قرب عمارة دنقس وعبد الله جماع، فإن تحالف الأفارقة والعرب هو الذي أفضى بنا إلى دولة 56 المجرمة، تلك التي علمتنا الذوق والاستقامة والكتابة.

مبروك مبارك سليم والي الشرق:
إني أقولها باختصار وتجرد ومباشرة: (إن صحت التجارة المرا والحمارة، وإن ما صحت التجارة كفاني الحمارة). وأضاف سيادته: أرجو من الإخوة الوزراء أن يتحدثوا بلغة الغُبُش، ومادامت قوافلي تمضي من نجاح إلى نجاح في تهريب السلاح فإن للشرق غولاً يحميه.

أبو القاسم الرشيد والي الشمال الكبير:
أما أنا فسوف أكون صريحاً: نعم لقد تم تعييني نظرياً حاكماً للشمال الكبير، ولكن بصراحة لا أجد في كل هذه المساحة من الجيلي إلى حلفا مكاناً أستطيع أن أزوره ولو خلسة، فكل هذه الأرض قد ملأها الغضب والمقاومة الشعبية. فابحثوا لي عن وظيفة أخرى أو تكليف مختلف، فإن تجربتنا الثورية علمتنا بأن الاعتراف سيد الأدلة.

صديق عثمان (بايع الموية في حارة السقايين) والي الوسط الماهل:
هنا رفع الباشا طبيق وزير الحكم الاتحادي يده وصوته قائلاً: لقد عيّنا هذا الكادر عن حزب الأمة العجوز، الذي قدّم لنا خدمات جليلة لم نكن نتوقعها، إلا أننا حتى عقد هذا الاجتماع الأثيري لم نجد لهذا الكائن أثراً، فمعلومات الحزب لم تخطرنا بعد: هل هو حي أم ميت أم هارب أم أنه بحث عن وظيفة أخرى متنكراً في إحدى دول الجوار؟ وعلى أي حال ما زلنا ننتظر سعادته برمة وصديق الصادق أن يقدما لنا بديلاً.
وأخيراً، يبدو أن المشيئة الوطنية المباركة لهذا الشعب ولسان حاله لا تدع مثل هذه الأفعال والأقوال الشيطانية تمر بسلاسة وتلقائية، فقد انطلق الميكروفون الداخلي للشباب الذين يقدمون خدمات الصوت والتوثيق بالأبيات المسموعة التالية، كأنها أتت من فضاءات الغيب أو انشقت عنها هذه الأرض الطيبة المرتوية بالدماء والشهداء، صارخة في غضب بقول العارف الفصيح:
شوق يخضُّ دمي إليه، كأن كل دمي اشتهاءْ
جوع إليه … كجوع كل دَمِ الغريق إلى الهواء
شوق الجنين إذا اشرأب من الظلام إلى الولادَهْ!
إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون!
أيخون إنسانٌ بلادَهْ؟
إن خان معنى أن يكون، فكيف يمكن أن يكون؟

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى