
قطع فرسان معركة كازقيل صباح أمس الاثنين رأس الأفعى ومعه آخرين وكسر بذلك عنق المليشيا في معركة هي قبل الأخيرة للقضاء على الجنجويد في كردفان ولكن آخر قادة الدعم السريع قتل في كازقيل وصارت المليشيا بلا قيادة حقيقية الا من حسين برشم الذي ظل خفيف الخطى يهرول من المعارك مع أول طلقة ، ولكن ماكن الصادق الذي صرع أمس في كازقيل يمثل قيمة عسكرية كبيرة جدا وهو خريج مدرسة الدفاع الشعبي وأكثر قادة المليشيا التزاما بالسلوك غير الجانح للنهب والسلب وجمع المال، وخاض ماكن الصادق مع الدفاع الشعبي في تسعينات القرن الماضي معارك تلشي ونمر شاقو ومن المفارقات أن النقيب حينها شمس الدين كباشي كان من قادة العمليات و”ماكن الصادق” مجاهدا تحت قيادته ..
والمفارقة الثانية أن “ماكن الصادق” حينما انضم للدعم السريع خاض معركة طروجي التي خسر فيها الدعم السريع أكثر من ثمانين ضابطا وهرب حميدتي من طروجي إلى الأبيض ولم تطأ قدماه أرض جبال النوبة حتى اليوم وأمس كانت نهاية ماكن الذي استرد الدبيبات بعد تحريرها والحمادي وحتى كازقيل وهو شخصية مغامرة حتى التهور
أما قصة هلاكه أمس فإن بعض تفاصيلها ربما تضر بمسار العمليات وتكشف ماهو مخبوء عن المليشيا لمعارك قادمة في الدبيبات وابوزبد والدلنج .
ولكن ماحدث امس ان المليشيا بعد أن خسرت معركة السبت وفقدت أكثر من أربعين قتيلا ومائة جريح جمع ماكن الصادق نحو مائة عربة مسلحة وراجمة أربعين دليل وتحرك في جنح الظلام من الدبيبات والحمادي ومع بزوغ الشمس هاجمت المليشيا القوات التي تمركزت في جسر الوادي العميق وانتشرت أخرى غرب منطقة رياش التي تبعد أقل من ثلاثة كيلومترات من كازقيل المدينة وبدأت الاشتباكات العنيفة وكان الهالك ماكن الصادق يقود قوة كبيرة تتخذ من شارع الأسفلت مسارا لها لأن أغلبها اي القوة تمتطي عربات مصفحة وأثناء الاشتباك تم تطويق المليشيا من ورائها حيث كانت هناك قوة من الجيش تتمركز في كازقيل المدينة ودخولها المعركة مكنها من القضاء التام على المليشيا وقتل خمسة من كبار القادة وتدمير سبعة عشر سيارة والقبض على أربعة عشر أخرى تم عرضها أمس للرأي العام وهربت المليشيا إلى الدبيبات تجرجر خيبتها وفشلها وهلاك قائدها الوحيد الذي كان يشكل مصدر قوة وثقة وماكن الصادق هو مزيج من المسيرية والحوازمة والده من المسيرية الزرق فرع العنينات أولاد ام هجليجه وأمه من الحوازمة دار بخوتة.
ماذا بعد معركة كازقيل أو الرياش ومن يقود الدعم السريع بعد هلاك ماكن الصادق؟ من أسباب نجاح عمليات التحرير التي بدأت أمس التعبئة التي قام بها الفريق شمس الدين كباشي وسط المقاتلين ولأنه رجل يحبه العسكريون والجنود ويحظى بثقتهم كان لوجوده في الأبيض ومخاطبته لمتحركات الصياد والمشتركة واسود العرين أثره البالغ في تعبئة بطاريات المقاتلين والجيوش تقاتل بقادتها وشمس الدين كباشي مثل القائد العام الفريق البرهان خير تمثيل وأفضل نيابة ولكن ثمة حاجة إلى متابعة وزيارات آخرين من أعضاء المجلس السيادي لدفع متحركات تحرير كردفان ودارفور التي بدأت الآن تخوض معركتها قبل الأخيرة
أما من يقود الملشيا بعد هلاك ماكن الصادق ومن قبله حسبو والتاج فولجنق وشيريا فإن المليشيا أصبحت بلا قيادة الا من قطاع الطرق واللصوص أمثال موسى اغيبش من الشنابلة ام بريش وعمر المتفلت ومعركة الدبيبات القادمة ربما قضت على “ضنب الأفعى” وتم دفن الدعم السريع في مقابر أبوزبد والسنوط قبل الوصول إلى الدلنج والفولة