
نتحدث كثيراً عن حرية إرادتنا أو (عزة النفس)، ونظن أن الأمر يمكن أن يكون كما نريد بكل (بساطة)، فإرادتنا أوعزة أنفسنا أوكبرياؤنا ، تمثل أعظم مانملك من (ثروة)، لكن هذه الثروة تكون في (مهب الريح) إن لم نوفر لها (البيئة الوطنية) الصالحة التي (تنمو وتزدهر) فيها ومن ثم تصبح (مشبعة) لمعنوياتنا و(وجودنا) في الحياة..بمعني أن الأمر يحتاج إلي (جكّة) وهذه المفردة بلغتنا (الشعبية)، تؤكد أهمية بذل (الجهد الإضافي) عند أي مسألة تبدو (مستعصية) ليهون الحصول عليها..ونحن (كأمة) نحتاج كثيراً لهذه (الجكة) لنتحول إلي (وطن رقم) في هذا العالم الذي (يأكل) فيه القوي الضعيف..فكيف إذاً تكون عزة النفس هذي، ونحن لانستطيع أن نستفيد من ثرواتنا القومية المترعة حيوانية ومعدنية وزراعية..؟!!
كيف تكون عزة النفس ومشروع الجزيرة أكبر مشروع في افريقيا والوطن العربي وغيره من مشاريع منتجة في (حالة مرثية)، ولاتستطيع أن تحقق شعار (السودان سلة غذاء العالم..؟!!) فيضحي الشعار حالة متحفية..؟!!
من أين لنا بهذه العزة وتهريب ثرواتنا (ينهك ويفقر) خزيتنا العامة..؟!!
وكيف تكون العزة والبلد (رهينة) لكثير من العملاء وحملة الأجندة الأجنبية والنفعيين والأنانيين الذين يبيعون وطننا للاجنبي في وضح النهار..؟!!
كيف تكون لنا عزة النفس وكبرياء وإرادة وطنية حرة، ونحن نسقط كل نظام حكم سعي لإنعاش الوطن وحرك التنمية ووفر الرخاء والأمن والإستقرار..؟!!
وكيف تكون وثلة من أبناء وبنات الوطن يوحلون في (عار) تدمير البلد بالحرب و(التواطؤ) في ذلك مع اعداء الأمة، وبلا حياء يتفاخرون (بمنكرهم) هذا، ويفرحون لكل مصيبة تصيبنا..؟!!
كيف تكون لنا عزة نفس مستمرون في إهدار رأسمالنا البشري(الكفاءآت الوطنية)، ولانستطيع إستخدامهم بتهيئة الجو الذي يبدعون فيه، فتأتي دول خارجية و(تخطفهم) لصالحها..؟!!
وكيف نبني عزتنا وإرادتنا في (شموخ) وبيننا من هم مسلمون ويقفون في صف العملاء وأعداء دين الأمة ويلوثون أياديهم (بجرائم خطرة) سيواجهون أوزارها يوم الحساب الأعظم..؟!!
عزة النفس والإرادة والكبرياء، تظل مجرد شعارات (ممضوغة) لاتغني ولاتسمن من جوع إن لم نزل عن طريقها (عقبات) صنعناها بأنفسنا و(توطنت) فينا وهي كما ذكرنا في هذا المقال، فإن لم نبن امتنا وإن لم نترك ونغادر (فراغاتنا) الاجتماعية و(نتصالح) مع الوطن وإن لم نستثمر ثرواتنا (رأسمالنا الطبيعي) وإن لم نضع الشخص المناسب في المكان المناسب لتفعيل رأسمالنا البشري (الكفاءآت)، وإن لم نتخلص من امراض السياسة والصراع حولها..فلن تكون لنا إرادة ولاعزة نفس ولا كبرياء، إن لم نأخذها بحقها فلاتغدو مجرد (أوهام)…ألا هل بلغنا اللهم فاشهد..!!
سنكتب ونكتب…!!!