
هذه رسالة من (جنرال كبير)، بخدمة يمين وعرق جبين وخبرة سنين طويلة ممتازة.. يمثل (الآتين من جوف المعارك لا حصاداً يبتغون ولا حبوب).. هدفه المصلحة العامة وان تستقيم الامور.. علما بأن رسائله التنبيهية السابقة قبل الحرب كان لها صدى وتأثير دفع ثمنه على الصعيد الشخصي، ثم لاحقاً دخل السودان كله في النفق المظلم.. لابد أن نتعلم (من الماضي وجراحو).. ونقرأ: (بعد السلام.. استاذ ايمن تحية احترام وتقدير.. (اني ارى شجراً يسير).. هكذا قالتها زرقاء اليمامة ولم يصدقها قومها وباقي القصة معلومة.. قالها لي عبر الهاتف أحد المجاهدين في الخطوط الأمامية بغرب كردفان: (.. تم بيعنا والشغلة بايظه..).. تذكرت حينها ما فعلته بنا الحرب النفسية التي أدارها القحاطة بامتياز وبدأت بمعليش معليش ما عندنا جيش وكنداكة جات بوليس جرا والكجر والشنو ووو وباقي الشعارات الهدامة والتي نجحت في تغبيش الصورة الزاهية للقوات المسلحة والأجهزة الامنية والشرطية لدى المواطنيين وخاصةً الشباب والأطفال وهذا ادى بدوره إلى إحجام الشباب من الانخراط في سلك الجندية، وأبعد من ذلك اصبح منتسبي الأجهزة النظامية يرتدون الملابس المدنية في الذهاب والإياب إلى مواقع عملهم بل وصل الأمر إلى التسلل لواذا إلى مضاجعهم.. بعد تمرد مليشيا الجنجويد وحلفاءهم من الأحزاب العميلة والدعم الكبير من دويلة الشر وبعض دول الجوار الهزيلة والرخيصة ونجاح القوات المسلحة في امتصاص الصدمة الاولى، تدافع أبناء السودان خلف قواته المسلحة دفاعاً عن العرض والأرض وذاك كان الهم الاول والأخير ولم يقاتلوا إلا تحت راية السودان (لا حزبية ولا قبلية)… على قيادتنا الا تجرى وراء سراب الرباعية وتتبع الأحلام الوردية للغرب وتتخلى عن هؤلاء الشباب بثمن بخس تحت دعاوى الأرهاب وفوبيا الإسلاميين فهم السند والركيزة وهم من أذاق الجنجويد مر الهزيمة.. المعركة لم تنتهِ بعد ويريدون تجريدنا من أهم أسلحتنا ولا زال الشجر يسير.. ولا أريد أن أفصّل وأزيد.. إلا إذا لم تُفهم الرسالة..)
ثم رسالة أخرى في بريد الرحيل المر: (رحم الله محمد طاهر ايلا وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ونسأل الله تعالى أن يهدى قادتنا سبل الرشاد ويلهم صواب أختيار أمثال المرحوم إيلا وهم كثر يملأون فضاء السودان الواسع واراضيه اليباب.. وهم كمياه أنهارنا الخالدة ووديانا الجامحة وأمطارنا الغزيرة والتى لا نحسن استغلالها.. السودان غنى بالمورد البشرى الذي تتوفر فيه كل مقومات النجاح ولكن تبقى العلة فب الاختيار المناسب للمكان المناسب وفق اشتراطات الأهليه بعيداً عن المحسوبية والفساد الذي أقعد سودانا العظيم وأصابه بالشلل والكساح..) فريق دكتور ركن/ نصر الدين عبد الفتاح
والراحل المقيم محمد طاهر ايلا يملأ المساحات بسيرته العطرة: (أوافقك الرأي تماماً.. على المستوى الشخصي لم أقتنع بوالٍ مثل إقتناعي التام بالراحل محمد طاهر إيلا رجل الدولة القوي الذي تزين بالصرامة والحسم والنزاهة والعفة وقطع دابر الفساد في كل مفاصل المواقع التي عمل بها وإنجازاته المفخرة تتحدث عن نفسها بعزة وإباء وشمم.. لم يكن ذلك الوالي التقليدي الذي جل همه العربة الفخيمة والمكاتب المكندشة والكراسي الوثيرة.. كان مكتبه هو الميدان وشعاره خدمة الوطن والمواطن وتحقيق إنجاز تلو إنجاز بلا ضجيج و لا إعلام و لا (شو).. ما أعظم أن تلتزم الصمت ويتحدث عنك تاريخك وإنجازاتك ومواقفك النبيلة.. طبت حياً وميتاً دكتورنا الفخيم وفارس الشرق محمد طاهر إيلا.. والوالي الآخر الذي أقنع الجميع كما ذكرت هو الرجل القوي الفذ.. مولانا أحمد هارون والي شمال وجنوب كردفان.. ونتذكر شعاره الأثير: (موية طريق مستشفى والنهضة خيار الشعب).. لواء شرطة م مصطفى اكد