
*والمهندس أبوبكر حامد نور نائب رئيس اللجنة الوطنية لفك الحصار عن الفاشر ونائب رئيس حركة العدل والمساواة يطوّف بنا حول عدد من القضايا المتعلقة بالأوضاع السياسية والعسكرية في البلاد في لقاء جمعنا به رفقة عدد من الزملاء الصحفيين كانت الفاشر تتصدر روليت الجلسة وتستحوذ على كل شئ فكلما هبط بنا الحديث في مدرج موضوع آخر تصعد بنا الفاشر مرة أخرى حتى خيل لنا بأننا في رحلة حقيقية إلى المدينة التي يضرب أهلها امثولة رائعة تستحق ان تدرس في اعتى الكليات العسكرية كونهم يمارسون الصمود بهذه الكيفية أمام مليشيا اقل ما يمكن وصفها بأنها مجرمة ومتجردة من الإنسانية.
تعقيدات الملفات في إتفاق سلام جوبا الذي يكمل عامه الخامس هذه الأيام دون تنفيذ كامل لبنوده والخلافات التي بدت ظاهرة على مكوناته وترتيبات الحوار السوداني الذي يعيد صياغة المشهد السياسي والأمني في البلاد علاوة على الأوضاع داخل حركة العدل والمساواة التي ترتب قيادتها للانتقال للفعل السياسي كلها كانت حاضرة في الجلسة الا ان الفاشر ومعاركها التي بلغت (252) معركة نالت اهتماماً وافراً من الحديث.
نعم الفاشر التي تحتضن أكثر من 900 الف من المدنيين ضرب أهلها من الجيش والمشتركة والمستنفرين والمقاومة الشعبية أمثلة شاخصة أمام اعين التاريخ الا انها تحتاج إلى تدخلات عاجلة من الجميع لا ان نترك الدولة تقاتل وحدها، نحتاج جميعنا ان نتحرك في مساحات عديدة تكشف حجم الإنتهاكات والجرائـم التي ترتكبها المليشيا
هل تعلم أن جوال السكر في الفاشر سعره يقارب الأربعة مليون ( أربعة مليار) وجوال الدقيق الدخن بلغ سعره اثنين مليار اما الزيت والصلصة و البصل وباقي السلع هذه أصبحت من الرفاهيات دعك من أن (القرض) هو العلاج الوحيد لجميع الأمراض والجروح والامباز هو الوجبة الرئيسية ومع ذلك مازال اهل الفاشر ( يلوكون القرض) وماسكين في بلدهم دون يستسلموا أو يبيعوا.
ما يجري في الفاشر لم يعد مجرد “أحداث” إنها كارثة حقيقية وجريمة مكتملة الأركان. تستخدم فيها أسلحة التجويع والتعطيش والموت بالبطيئ ما يجعل المدينة تقف على حواف الموت، فواجب اللحظة أن نعير الفاشر اهتماماً اكبر نعيد صفوفنا و نتعامل مع ما يجري بعقل و مسؤولية لا بمشاعر التجاهل والتمييز فما يحدث فيها لا يقل عما يحدث في غزة.
لماذا لاتتحرك اجهزتنا الإعلامية المحلية في تدويل حصار الفاشر في ظل صمت العالم العامل ( اضان الحامل طرشة) واكتفى الجمهور في البلاد فقط بمتابعة مهاترات (عشة الجبل وهبة جبرة) باهتمام لما لا يدق إعلام الدولة ناقوس الخطر حيال ما يحدث لأهلنا الصامدين
لماذا لا تفتح أجهزة الدولة الرسمية، كالتلفزيون القومي ووكالة السودان للأنباء (سونا) نافذة يومية تعكس معاناة المواطنين في المدينة التي تعاني ويلات الحصار لأكثر من عام ونصف.
ولماذا تعير القنوات الفضائية الخارجية مثل الجزيرة، والعربية، والحدث والبي بي سي اهتماماً أكبر و تُفرد مساحات لقضايا الفاشر والوضع الإنساني فيها، بينما وسائل إعلامنا مشغولة بجمال فرفور وشريف الفحيل ؟