مقالات الرأى

الطاهر ساتي يكتب … يحدث الآن ..!!

:: عندما كان رئيساً لنادي الأمير البحراوي، رافقت صديقي أسامة عبد الجليل الصائم مؤازراً في مباراة ضد الأهلي شندي.. وأذكر أن الأهلي كان قد أنهى الأهلي الشوط الأول لصالحه (3/ صفر)، فأصدر أسامة قراراً باقالة المدرب وطرده بين الشوطين، فعاتبته و ناشدته بالصبر على المدرب لحين إكمال المباراة، فرفض المناشدة قائلاً : ( لا لا، لازم يمشي عشان نحافظ على النتيجة)، أي ليخرج فريقه مهزوماً بثلاثة أهداف دون زيادة، وهذا ما حدث..!!

:: ويبدو أن المجلس السيادي بحاجة إلى نظرية أسامة الصائم أحياناً..وعلى سبيل المثال بلغ اليوم سعر الدولار في السوق الموازي (3.600 جنيه)، وليحافظ الجنيه السوداني على هذا المستوى، ومنعاً للمزيد من التدهور، فعلى المجلس السيادي إقالة محافظ بنك السودان برعي الصديق سريعاً، أي قبل أن يحل الرقم (6) محل الرقم (3)..!!

:: ومن المفارقات، تباهى محافظ بنك السودان المركزي قبل أيام بما أسماه بتدخل البنك تدخل سريعاً لاحتواء تذبذب سعر صرف الجنيه، ووصف التذبذب بالمؤقت و المحدود، وكان سعر الدولار يوم حديثه أقل مما هو عليه اليوم ..وهذا يعني أن تدخله السريع أوصل الجنيه إلى ما هو عليه اليوم، والله يعلم ما سيكون عليه حاله في تمادى المحافظ بالتدخل السريع، وما لم تتم إقالته ..!!

:: وبالأمس، كشفت الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة عن حجم الإنتاج من الذهب في الفترة من يناير إلى سبتمبر هذا العام ( 53 طناً)، ولم تكشف عن حجم التهريب البالغ قدره ( 44 طناً)، وهذا محض رقم مراد به تخدير أنفسهم و السلطات العليا، إذ هناك تقارير لأجهزة رسمية تُقدّر حجم التهريب بثلاثة أضعاف حجم الصادر، والسياسات التي يتحكم فيها بنك السودان هي أقوى أسباب التهريب..!!

:: وقلتها من قبل بأن بلادنا إصطلت من قبل بتجربة احتكار الذهب لصالح بنك السودان، وليس من الرُشد إعادة إنتاج التجارب الفاشلة و الفاسدة ..ونفهم أن يشتري بنك السودان الذهب لصالح المخزون الاحتياطي، وليس للتجارة و التصدير، فهذه وذاك من مهام البنوك التجارية و الشركات، فيما تنحصر مهام البنوك المركزية في التشريع والرقابة، ومن المعيب أن يُزاحم البنك المركزي التُجار في الأسواق .!!

:: فالدول تنهض بالاقتصاد الحُر، و المنافسة الشريفة بالجودة و السعر، وليس بالاحتكار و إستغلال السلطة ضد حركة التجارة.. وقلنا أن احتكار بنك السودان لتجارة الذهب مدخل للفساد و يزيد التضخم و يقلل عائد الصادر ويرفع حجم التهريب و سعر الدولار، وهذا ما يحدث الآن ..ومجلس السيادة يعلم ذلك و لا يعمل أي شئ، فالمحافظ أقوى من كل سلطات المساءلة والمحاسبة.!!

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى