*إن مايحدث الآن في عاصمة دارفور فاشر السلطان، وأرض المحمل والقرآن، من جرائم يندى لها جبين الإنسانية كفيل بأن يحرك كل صاحب ضمير حي، ليس في السودان فحسب بل في كل العالم ،فهذه المدينة التي استباحها الجنجويد أعملوا فيها كل حقدهم وسوء فعلهم، قتلوا النساء والأطفال والشيوخ والأسرى دون وازع من ضمير أو خوف من رادع وعقاب ينتظرهم في الدنيا والآخرة.
*فاشر السلطان لم تكن مجرد مدينة أورقعة جغرافية في غربنا الحبيب بل هي جغرافيا وتاريخ وبوتقة تلاقي مجتمعي أنصهرت فيها كل مكونات السودان، وكانت الفاشر مدينة يسودها التسامح تجمع كل الطيف الإجتماعي والقبلي دون تمييز ولكن هؤلاء المرتزقة الطارئين والعابرين يجهلون ذلك التاريخ الوضئ.
*الفاشر ليست مسرح معركة عابرة في حرب الكرامة، بل هي أسطورة من الأساطير ،وسيكتب ويوثق التاريخ كيف أنها أستعصت على الأوباش من عربات الشتات والمرتزقة من كل الجنسيات المستجلبين بدراهم الأمارات لقرابة
” 270″ معركة، وتجاسرت على القصف المستمر بالمسيرات والمدفعية والأسلحة المحرمة دولياً ،صمدت وقاتلت بقواتها المسلحة والقوات المشتركة والقوات النظامية والمساندة والمقاومة الشعبية ولم تستبق كل هذه التشكيلات وأهل الفاشر شيئاً ولا جهداً في صد العدوان، وفعلوا كل الممكن والمستحيل في مقاومة تتار العصر الحديث ولكننا خذلناهم وخذلهم العالم المتآمر والجبان والخاضع لنفوذ اليهود والأمريكان وأموال الأمارات دويلة العدوان .
*لم تسقط الفاشر ابداً، فقد سجّلت حضورها في دفاتر التاريخ والكرامة والشجاعة والعزة بصدور عارية وبطون جائعة وقليل زاد ،وكثير من الإيمان والثبات واليقين بعدالة قضيتها وحقها المشروع في الدفاع عن الوجود والأرض والإرث والذكريات والأمكنة .
*ستظل الفاشر حكاية عصية على النسيان وملهمة لكل الناس وقصة جديرة بأن تروى للأجيال وتحجز مكاناً راسخاً في المناهج وكتب التاريخ والبطولات الكبيرة.
*لم ولن ينسى السودان لأهل الفاشر صبرهم وبسالتهم وقوة إرداتهم وعزيمتهم وهم يطوعون المستحيل ويقارعون عدوان خارجي بعدة وعتاد وأسلحة متطورة ومرتزقة يقتلون ويأتي غيرهم.
*وحّدت الفاشر وجدان كل السودانيين بمختلف مشاربهم، وانهالت التبرعات والدعومات من كل مناطق ومدن السودان، ورغم استحالة وصولها لإغاثة المنكوبين من الجوع والحصار، كانت إشارات رامزة ودالة على التضامن وتوحيد السودان خلف راية كفاح الفاشر وأهلها.
*لم تسقط الفاشر ولكنها أستنفدت كل سبل الدفاع ولم يعد في مقدورها أن تواجه كل هذا المد من السلاح والبشر من كل قارات العالم، ويكفيها شرفاً أن قتلت منهم الآلاف قادة وضباط وجنود ومرتزقة أجانب وأذاقتهم العلقم في كل معاركهم الجائرة.
*ستعود الفاشر عزيزة مكرمة،مثلما عادت الخرطوم ومدني وسنجة وأم درمان والجيلي وود النورة والقطينة ،وسيعود أهل الفاشر من جديد لديارهم رغم أنف الخونة والمرتزقة وسيحاسب كل من أجرم وينال الجزاء والقصاص كل من قتل ونكّل بالمواطنين الأبرياء.
*رحم الله شهداء الفاشر والعزة للسودان وقواته المسلحة وشعبه وكل من دافع عن كرامة السودان، والخزي والعار للمليـشيا وداعميها والمتلونين الذين يرددون ببلاهة “لا للحرب” ويفرحون بجرائم المرتزقة وغزو المدن وحصارها وترويع الآمنين.