(1)
حديث الفريق اول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة نهار الأحد (23 نوفمبر 2025م) ، يشكل خطوط كلية لسياسة مرحلة جديدة للتعامل مع الأزمة السودانية ، ومثلما كانت حشود مليشيا آل دقلو الارهابية بحاجة للتفتيت والتشتيت ، فإن (فخ) التكتلات الخارجية كان بحاجة للتفكيك والتنوير ، فقد استندت المؤامرة ضد السودان على مخطط كبير خارجياً مع سردية شائعة وبيانات زائفة ، وهذا الحديث هو جزء من محاورات تتطور وفق سياقات الأحداث..
ونقطتان لابد من النظر اليهما واولهما: الثبات في الموقف السوداني ، في رؤيته ومنطلقاته وتماسكه ووحدة الصف الوطني ، فهذه حرب وجودية استهدفت الوطن بشعبه وموارده وارادته ، ولم يكن مقبولاً التعامل معها بسقف دون هذا التوصيف..
وثانيهما: الوضوح دون مواربة أو مناورة ، فهذه قضية وطنية كبرى ، ومن حق كل مواطن معرفة تفاصيلها بعيداً عن محاولات التزييف والتضليل والتجهيل..
(2)
وفي جانب آخر فإن حديث البرهان الجهير لا يبتعد كثيراً عن المسرح الميداني ، وكما تمددت رسائل داعمي مليشيا آل دقلو الارهابية بعد دخولهم الفاشر وبارا ، وتصاعدت لهجتهم فإن الرد جاء في توقيت انكساراتهم ، مع أن كل مراحل المليشيا المتمردة في حالة تراجع وإن علا الضجيج ، وتكاثر العويل..
وهو جهير لانه حدد بوضوح الموقف الوطني:
- السودان يرحب بكل مبادرة للسلام ، يكون شريكاً فيها ، وتحترم سيادته وتراعي مصالح شعبه..
- لا مجال لأي مفاوضات تكون ، الأمارات العربية المتحدة طرفاً فيها ، أو تهدف لتمكين دور مستقبلي لمليشيا آل دقلو الارهابية وداعميهم ، فهؤلاء اجرموا في حق شعبنا ووطننا ، ولا يمكن التعايش معهم..
- ربط وقف إطلاق النار بإجراءات وترتيبات عملية لا تسمح للمليشيا والمرتزقة بإعادة التدريب والتسليح والتموضع ، وإنما تنفيذ إتفاق جدة (مايو 2023م) ،
- الموقف الحكومي تسنده إرادة شعبية ، وهى الضامن والسند ، وهي صاحبة الحق في تحديد الخيارات السياسية من خلال حوار سوداني – سوداني ، فلا اطماع (للقيادة العسكرية) في أمر الحكم ، وهو أمر اشتملت عليه رؤية الحكومة..
- تلك إشارات عابرة طاف عليها الفريق اول البرهان في حديثه امام قادة الجيش..
(3)
هذه الحديث ، يعتبر مرحلة جديدة تستدعي تعزيزها بإسناد سياسي ومشروع وطني يستصحب كل شركاء المعركة والفاعلين والمؤثرين ، وفاعلية أكبر للجهاز التنفيذي في ثلاثة مسارات ، الانتاج والانتاجية ، وفاعلية العمل الدبلوماسي والاعلامي ، وتسريع عودة المهجرين والنازحين وما يقتضي ذلك من توفير الخدمات الضرورية..
وفي سرديات البرهان جانب آخر ، حفي بالالتفات والاهتمام ، وهو اشارته للمتكررة لفريق عمل (لجان واجتماعات وتداول) ، وهذا أمر باعث على الاطمئنان ، وسيكون الأمر أكثر موثوقية خروج الفريق من الدائرة الضيقة إلى العلن ، لمشاركة افكارهم للراي العام السوداني وللفضاءات الواسعة ، ولإسقاط حالة التوجس من كل حديث عن (التفاوض وشروطه واجندته)..
ولنا عودة – بإذن الله – لقراءة تفاصيل ومحتوى الحديث ..
حفظ الله البلاد والعباد
24 نوفمبر 2025م

