مقالات الرأى

د. ابراهيم الصديق يكتب.. البرهان: حديث جهير و موقف وطني

(1)

حديث الفريق اول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة نهار الأحد (23 نوفمبر 2025م) ، يشكل خطوط كلية لسياسة مرحلة جديدة للتعامل مع الأزمة السودانية ، ومثلما كانت حشود مليشيا آل دقلو الارهابية بحاجة للتفتيت والتشتيت ، فإن (فخ) التكتلات الخارجية كان بحاجة للتفكيك والتنوير ، فقد استندت المؤامرة ضد السودان على مخطط كبير خارجياً مع سردية شائعة وبيانات زائفة ، وهذا الحديث هو جزء من محاورات تتطور وفق سياقات الأحداث..
ونقطتان لابد من النظر اليهما واولهما: الثبات في الموقف السوداني ، في رؤيته ومنطلقاته وتماسكه ووحدة الصف الوطني ، فهذه حرب وجودية استهدفت الوطن بشعبه وموارده وارادته ، ولم يكن مقبولاً التعامل معها بسقف دون هذا التوصيف..
وثانيهما: الوضوح دون مواربة أو مناورة ، فهذه قضية وطنية كبرى ، ومن حق كل مواطن معرفة تفاصيلها بعيداً عن محاولات التزييف والتضليل والتجهيل..
(2)
وفي جانب آخر فإن حديث البرهان الجهير لا يبتعد كثيراً عن المسرح الميداني ، وكما تمددت رسائل داعمي مليشيا آل دقلو الارهابية بعد دخولهم الفاشر وبارا ، وتصاعدت لهجتهم فإن الرد جاء في توقيت انكساراتهم ، مع أن كل مراحل المليشيا المتمردة في حالة تراجع وإن علا الضجيج ، وتكاثر العويل..
وهو جهير لانه حدد بوضوح الموقف الوطني:

  • السودان يرحب بكل مبادرة للسلام ، يكون شريكاً فيها ، وتحترم سيادته وتراعي مصالح شعبه..
  • لا مجال لأي مفاوضات تكون ، الأمارات العربية المتحدة طرفاً فيها ، أو تهدف لتمكين دور مستقبلي لمليشيا آل دقلو الارهابية وداعميهم ، فهؤلاء اجرموا في حق شعبنا ووطننا ، ولا يمكن التعايش معهم..
  • ربط وقف إطلاق النار بإجراءات وترتيبات عملية لا تسمح للمليشيا والمرتزقة بإعادة التدريب والتسليح والتموضع ، وإنما تنفيذ إتفاق جدة (مايو 2023م) ،
  • الموقف الحكومي تسنده إرادة شعبية ، وهى الضامن والسند ، وهي صاحبة الحق في تحديد الخيارات السياسية من خلال حوار سوداني – سوداني ، فلا اطماع (للقيادة العسكرية) في أمر الحكم ، وهو أمر اشتملت عليه رؤية الحكومة..
  • تلك إشارات عابرة طاف عليها الفريق اول البرهان في حديثه امام قادة الجيش..
    (3)
    هذه الحديث ، يعتبر مرحلة جديدة تستدعي تعزيزها بإسناد سياسي ومشروع وطني يستصحب كل شركاء المعركة والفاعلين والمؤثرين ، وفاعلية أكبر للجهاز التنفيذي في ثلاثة مسارات ، الانتاج والانتاجية ، وفاعلية العمل الدبلوماسي والاعلامي ، وتسريع عودة المهجرين والنازحين وما يقتضي ذلك من توفير الخدمات الضرورية..
    وفي سرديات البرهان جانب آخر ، حفي بالالتفات والاهتمام ، وهو اشارته للمتكررة لفريق عمل (لجان واجتماعات وتداول) ، وهذا أمر باعث على الاطمئنان ، وسيكون الأمر أكثر موثوقية خروج الفريق من الدائرة الضيقة إلى العلن ، لمشاركة افكارهم للراي العام السوداني وللفضاءات الواسعة ، ولإسقاط حالة التوجس من كل حديث عن (التفاوض وشروطه واجندته)..
    ولنا عودة – بإذن الله – لقراءة تفاصيل ومحتوى الحديث ..
    حفظ الله البلاد والعباد

24 نوفمبر 2025م

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى