
الحرب إنتهت، لا.. لم تنتهي، الحرب ستنتهي قريباً، بالتأكيد (كثيرون) يرغبون في نهاية الحرب، قلنا كثيرون ولم نقل (الجميع يرغبون) لأن هناك من يرغب في إستمرارها بغرض إشباع الذات بالمزيد من الفساد والإستغلال حتى لو كان ذلك على حساب مصلحة شعب السودان وهذا ما أكده واقع الحال ونحن نتابع أسوأ فترة سياسية في تأريخ السودان شهدت الفوضى الحقيقية على أصولها.
والفساد الذي نعنيه ليس على مستوى المال، بل على كافة المستويات،
وبالتأكيد لا يوجد شخص سوي يرغب في إستمرار الحرب ما لم يرتبط إستمرارها بمنفعته.
مما تتقدم تتضح الصورة بأن نهاية الحرب هي أشواق ورغبات تلامس دواخلنا ولكن تختلف طريقة هذه النهاية، فهناك مجموعة ترغب في نهايتها بمفهوم القضاء التام على الجنجويد، وهناك فئة ترغب في نهايتها بوقف القتال اليوم قبل الغد دون توضيح رؤيتهم وهؤلاء جماعة (لا للحرب)، وهناك من يرغب في نهايتها عبر التفاوض.
إذن تتفق الرغبات بنهاية الحرب وتختلف الطُرُق في الكيفية التي تحقق ما ذهبت إليه الرغبات وهذا يقودنا إلى مخاطبة قيادة البلاد ممثلة في سعادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بإعتباره رئيس البلد ونناشده بالإنفعال مع الوضع المائل الماثل وضرورة تحركه من منطلق المصلحة العامة للبلاد والشعب وليس من منطلق الحرص على كرسي الرئاسة.
الحقيقة التي يسندها الواقع الذي عشناه بالأمس ونعايشه البوم أن البرهان أثبت فعلاً ومن خلال التجربة أنه يشكل (أكبر مُعوِّق) لتقدم البلاد
منذ سقوط البشير وحتى اليوم وهي فترة رئاسته التي وصلت سِت سنوات وهي بالمناسبة أطول فترة بعد حكم الإنقاذ، نعم فترة حكم البرهان قدمت للسودان أسوأ وأضعف حقبة في تأريخه، أرهقت مواطنه ويكفي إستدلالاً علي سوئها أنها تسببت في الحدث الأسوأ في تأريخ البشرية وهو حرب الجنجويد الذين رعى البرهان كل دورات (النمو الضار) الخاصة بهم من زيادة عدد وعتاد وسيطرة على كل المواقع الاستراتيجية المحيطة بالعاصمة و(خنقها) بإحكام وإضعاف القوات النظامية بإحالة خِيرة الكوادر للمعاش وحل هيئة العمليات، يعني بالواضح سلَّم البرهان البلاد للأوباش (تسليم مفتاح) لولا لطف المولى ودعوات الصالحين.
وختاماً نقول إن التأسيس لنهج التعامل مع البرهان بطريقة (القداسة) وممنوع الإقتراب من مجرد تصويبه وده (ما وقته)، هو أول عتبات الإفساد وإلحاق الضرر بالبلاد والعباد.





