بحري … إغلاق التابوت الصامت
تقرير : ضياءالدين سليمان
تصاعدت خلال الأيام القليلة الماضية وتيرة المعارك العسكرية التي تخوضها القوات المسلحة ضد مليشيا الدعم السريع في مدينة بحري الخرطوم ، حيث إستطاعت قوات الجيش من إعادة السيطرة على منطقة السامراب في الجزء الجنوبي الشرقي لبحري عطفاً على التموضع فيها واتخاذها قاعدة إنطلاق للعمليات العسكرية التي تهدف الي تحرير بحري
ولما كانت الأنظار تترقب أن يدخل بواسل القوات المسلحة عاصمة ولاية الجزيرة مدينة ودمدني كان لقوات منطقة الكدرو العسكرية وسلاح الأسلحة رأياً اخراً بسحق مليشيا آل دقلو الإرهابية وتكبيدها خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات القتالية في عموم بحري والسامراب على وجه الخصوص.
السامراب
تمكنت قوات الجيش السوداني من السيطرة على منطقة السامراب شمالي بحري بعد معارك عنيفة أجبرت فيها المليشيا على الانسحاب الي عمق منطقة كافوري التي تتواجد فيها قوات المليشيا بكثافة
وبحسب المصادر فإن خطوة سيطرة قوات الجيش القادمة من منطقة الكدرو على السامراب ستتيح لها الالتحام بقوات منطقة حطاب شرقاً ومن ثم التوجه لضرب اوكار المليشيا في كافوري والعزبة
وبسطت القوات المسلحة سيطرتها الكاملة على منطقة السامراب حيث خاضت فيها معركة ضارية مع المليشيا عند محطة اللستك بعد تدمير 4 مدافع ثنائي وراجمة كاتوشا
غارات وعمليات نوعية
مصادر عسكرية أكدت للكرامة بأن قوات العمل الخاص التابعة للقوات المسلحة تمكنت من التسلل ليلاً الي داخل مناطق عمق المليشيا في كافوري حيث نفذت عمليات نوعية بالتزامن مع المعارك التي تشنها قوات الجيش ومشاركة قوية من قوات الاحتياطي المركزي التابعة للشرطة السودانية .
أسفرت العمليات النوعية عن مقتل عدد من القادة الميدانيين للمليشيا حيث تتمركز هناك مايسمى بقوات النخبة وهي قوات فيها معظم القادة الميدانيين الذين نادراً ما يخوضون المعارك فغالبيتهم من المقربين لأسرة ال دقلو ويرجع اصلهم الي الماهرية.
فيما شن الطيران الحربي غارات جوية استهدفت متحركات المليشيا في منطقة حلة كوكو بشرق النيل كما استهدف تجمعات المليشيا في المنطقة الصناعية والحاج يوسف بشرق النيل حيث كانت تتجمع قوات المليشيا لفزع قواتهم المدحورة في شمال بحري.
التابوت الصامت
أكدت مصادر عسكرية عن دفع قوات الجيش السوداني بفرق من المشاة ميكانيكية لإزالة الألغام والتي من المتوقع أن تكون وضعتها المليشيا في طريق تقدم قوات الجيش في المنطقة ما بين العزبة وكافوري
ونفذت القوات إنتشارا حربيا بغرض التأمين والسيطرة وسط تقدم إلى “ضاحية كافوري”.
وبحسب مصادر فإن قوات الجيش تهدف الي بالسيطرة على “كافورى” والتي بها تكون القوات المسلحة السودانية قد كسرت رقبة التمرد في منطقة بحري باغلاق التابوت الصامت بعد تقدم قوات الجيش الي وسط بحري والتقاء جيشي حطاب والكدرو بجيش سلاح الإشارة والقيادة العامة وفرض حصار على المليشيا في مناطق شمبات الشعبية الصافية حلة حمد المزاد هناك ، وإغلاق كل المخارج والمداخل يتبعه هجوم مضاد و ضغط عملياتي متقدم بغرض التحييد النهائي.
العمل بصمت
يرى خبراء عسكريين بأن الجيش انتهج إستراتيجية العمل بصمت بعيداً عن ضجيج الإعلام وصخبه في تناول اخبار العمليات العسكرية
وأشار الخبير العسكري اللواء متقاعد راشد النعيم الي أن أنصار الجيش تفاجأوا بالعمليات العسكرية في بحري قبل المليشيا مشيراً الي أن ذلك مثّل عنصر مباغتة للمليشيا التي وجدت نفسها مجبرة على التراجع الي مناطق كافوري
وأضاف راشد اذا استطاع الجيش دخول منطقة كافوري فإن يعني بداية نهاية معركة الكرامة وانهيار مليشيا الدعم السريع
واردف اللواء المتقاعد الي أن أكبر المستفيدين عمليات بحري هم مواطنو مدينة أم درمان محلية كرري على وجه الخصوص الذين حصدت مدافع المليشيا التي تنطلق من مدينة بحري المئات من أرواح المدنيين في ام درمان فإن تحرير بحري يعني المزيد من الأمان والاطمئنان لمواطني ام درمان.