التقارير والحوارات

إعتقلته السلطات التشادية بتنسيق مع الدعم السريع.. إعتقال يوسف عزت .. صراعات داخلية

تقرير : ضياء الدين سليمان

على نحو مفاجئ قامت السلطات التشادية بإعتقال يوسف عزت المستشار السياسي السابق لقائد مليشيا الدعم السريع دون توضيح الأسباب التي قادت الي اتخاذ تلك الخطوة.

ورغماً عن ان حكومة الرئيس كاكا في تشاد والتي تتأمر مع المليشيا المتمردة ضد البلاد الا خطوة إعتقال عزت تأتي ضمن الصراعات الداخلية التي يعيشها الدعم السريع وان واقع المليشيا لا يخلو من تعقيدات تشير الي أن الأوضاع بداخلها ليست على ما يرام وفي طريقها الي الانفجار.

ويعتبر عزت من أقرب العناصر لقائد التمرد حميدتي إبان تواجده في السلطة قبل الحرب علاوة على أنه احد مهندسي الانقلاب الذي اوقد نار الحرب في السودان وكانت موكلة اليه مهمة الإشراف على إذاعة بيان استلام السلطة حال نجاح الانقلاب.

*التفاصيل*

وأكدت مصادر مطلعة على أن السلطات التشادية  اعتقلت المستشار السابق لقائد الدعم السريع، يوسف عزت،
وأفادت المصادر أن عزت اقتيد في 11 أكتوبر الماضي برفقة شخصين آخرين من بلدة أدري التشادية التي وصلها لمعاودة والدته المريضة.

وقالت إن السلطات التشادية رحّلت يوسف عزت إلى أنجمينا دون أن تسمح له بالتواصل مع أسرته، ودون معرفة الأسباب وراء احتجازه.

وأشارت المصادر إلى أن عزت توجه من الإمارات إلى تشاد، وبعدها غادر إلى السعودية قبل أن يعود مجددًا إلى أنجمينا.

*من هو يوسف عزت؟؟*

لم تكن علاقة يوسف عزت بالدعم السريع قديمة ولم يكن هو من المؤسسين له فالرجل طوال تاريخه السياسي والذي بدأه منذ تسعينيات القرن الماضي ظل متأرجحاً ومتنقلاً بين الاحزاب والحركات المسلحة
فحينما كان طالباً بالجامعة كان ناشطاً ضمن احد الاحزاب ذات الفكر اليساري قبل أن يختار الهجرة الي دولة كندا التي مكث فيها لعشرات السنين لينضم في تلك الفترة الي حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور والذي انشق منه ايضاً مكوناً فصيلاً بإسم الجبهة الثورية المتحدة التي تولى فيها منصب الأمين السياسي، وشارك في عملية اتفاق الدوحة للسلام في دارفور ضمن قوى التحرير والعدالة، قبل أن يختلف مع رئيس الحركة التجاني السيسي وينشق عنه.
وليختفي عن أنظار الساحة السياسية قبل أن يظهر مجدداً في العام 2021م مستشاراً سياسيا لحميدتي والتي كان حينها نائباً لرئيس مجلس السيادة، ونشط وسط القوى السياسية والمدنية وأصبح مبعوثا لقائد مليشيا الدعم السريع والمتحدث الأول باسمها عقب اندلاع الحرب في السودان.

*أدوار ومهام*

منذ تعيينه مستشاراً سياسياً لحميدتي في العام 2021م بدأ عزت مستقلاً خلفيته اليسارية في تقريب وجهات النظر بين الدعم السريع وقوى إعلان الحرية والتغيير والتي شهدت توترات منذ حادثة فض اعتصام القيادة في يونيو من العام 2019م ولم تكن العلاقة في أفضل حالتها حتى بعد التوقيع على الوثيقة الدستورية والتي بموجبها تكونت الحكومة شراكة بين المدنيين والعسكريين حتى الاطاحة بالحرية والتغيير عبر قرارات أكتوبر من العام 2021م ليبدأ بعدها عزت التواصل العميق مع أحزاب الحرية والتغيير وكوّن منها ظهيراً سياسياً مسانداً للدعم السريع جعل الرؤية بينهما متسقة بشأن الاتفاق الإطاري بدعم من بعض القوى الدولية يتقدمها فولكر ليستمر هذا الفعل بعد الحرب فقد ظلت الحرية والتغيير والتي تحولت لاحقاً لتنسيقية تقدم التي  تفرقت لاحقاً الي صمود وتأسيس لتشكل الغطاء السياسي للمليشيا المتمردة.

*إقالته*

وأقدمت مليشيا الدعم السريع على خطوة الاطاحة بيوسف عزت من منصبه مستشاراً سياسياً لحميدتي على وقع خلافات بينه وبين عبدالرحيم دقلو قائد ثاني المليشيا.

وبحسب مصادر فأن خلافات عزت و عبدالرحيم دقلو تعود إلى هيمنة عبدالرحيم وتكريسه للسلطات السياسية والعسكرية تحت يديه دون الرجوع الي شخص آخر لاسيما في الأوقات التي اختفى فيها حميدتي عن المشهد ما جعل عبدالرحيم ينفرد بكل القرارات المتعلقة بالتواصل مع الأحزاب والواجهات السياسية على غرار تقدم وصمود وغيرها من الأحزاب التي تشكل الدعم السريع السياسي الي جانب التواصل مع المؤسسات والمنظمات الدولية الداعمة لمليشيا الدعم السريع

وأكدت المصادر الي أن الأمور ساءت لدرجة بعيدة بين عزت وعبدالرحيم بعد نقل مسؤوليات عزت الي مجلس التنسيق المدني الذي يشرف عليه مباشرة عبدالرحيم وهذا ما جعل عزت يطلب اعفاءه من منصبه مشيراً الي أنه لا يمكنه العمل تحت قيادة عبد الرحيم دقلو بحكم تجربته وقناعاته، إلا أن عبدالرحيم كان يصر على أن الدعم السريع يجب أن يكون جميع أفراده عسكريين يتلقون التعليمات العسكرية ولا يوجد في الهيكل التنظيمي مسمى باسم مستشار سياسي.

*خلافات المليشيا*

معلومات مؤكدة تحصلت عليها الكرامة تشير إلى أن إعتقال يوسف عزت يأتي ضمن صراعات النفوذ التي تعيشها المليشيا

حيث أكدت المعلومات على أن حميدتي قرر ان يدفع بعزت ليكون مستشاره للتنسيق مع أحزاب وتجمعات تحالف تأسيس الذي يرأسه حميدتي علاوة على أن يشكل عزت حلقة وصل ما بين حكومة تأسيس الذي يترأسها التعايشي مع بعض المنظمات الدولية لاسيما وان عزت قد عاش في أوربا عشرات السنين

وأشارت المعلومات الي إن إعتقال عزت جرى بتنسيق ما بين عبدالرحيم دقلو والسلطات التشادية بعد أن علم ان عزت ينوي الاستقرار في مدينة نيالا وبدء مهامه في الإشراف على حكومة التعايشي وهو الأمر الذي يفسر صمت قادة الدعم السريع وعدم تواصلهم مع السلطات التشادية للإفراج عن الرجل الذي يحمل أيضًا الجنسية الكندية.

وبحسب مصادر مطلعة أكدت بان عبدالرحيم يتخوّف من الطموح الزائد لعزت في تقديم نفسه زعيماً سياسياً على حساب مشروع الدعم السريع وان مواقفه وتقديراته الشخصية لا تتوافق مع الدعم السريع لاسيما وان عبدالرحيم يرى بأن حكومة التعايشي فشلت في ان تنال اعتراف الدول الصديقة والمؤسسات الدولية.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى