تقرير : ضياءالدين سليمان
تداولت أنباء كثيفة على مواقع التواصل الاجتماعي عن استهداف طال قائد ثاني مليشيا الدعم السريع عبدالرحيم دقلو عبر غارة جوية نفذت بدقة عالية فيما تداولت منصات أنباء عن وفاته
ولم يتأكد بعد مصير عبدالرحيم دقلو الذي يعد الرجل الثاني في المليشيا والمشرف على العمليات العسكرية ولكن تطابقت معلومات من عدة مصادر عن تعرضه لإصابة مباشرة أثناء اشرافه على معارك بابنوسة
عملية نوعية
واكدت مصادر عسكرية ومنصات مقربة عن عملية استهداف طالت إحدى السيارات القتالية التي يشتبه بأنه بداخلها عبد الرحيم دقلو، القائد الثاني بمليشيا الدعم السريع، أثناء تحركه على طريق غرب مدينة بابنوسة، وسط تباينات واسعة بشأن حالته الصحية ومصيره النهائي.
وبحسب معلومات حصلت عليها “الكرامة” وصف المقدم بدر الدين يوسف من القوة المشتركة العملية بأنها “مسيرة استراتيجية”، مؤكداً في منشور على صفحته بفيسبوك أن “وفاة عبد الرحيم دقلو غير قابلة للنفي”، في إشارة إلى ما اعتبره نجاحاً عسكرياً نوعياً.
ووفق مصادر محلية، جرى الحديث عن إصابة دقلو ونقله أولاً إلى مستشفى في الضعين قبل تحويله إلى نيالا، بينما ترددت روايات أخرى تزعم وفاته خلال العملية، دون صدور أي بيان رسمي من الطرفين يوضح حقيقة ما جرى.
وتشير التقديرات إلى أن هذه الموجة من الأنباء تأتي في ظل سوابق مشابهة سرت خلال الأشهر الماضية حول إصابة أو مقتل دقلو، قبل أن يتضح لاحقاً أنها كانت، وفق مصادر عسكرية، جزءاً من حرب المعلومات بين القوات المتصارعة.
غير أن الملف هذه المرة اتخذ بعداً إضافياً، إذ تحدثت مصادر إقليمية عن تزايد توتر داخل الدوائر الداعمة للدعم السريع، مع تداول مزاعم حول رغبة أطراف إماراتية في تقليص نفوذ عائلة دقلو بعد تعثر مخططاتها في السودان—وهي ادعاءات لا يمكن الجزم بها حتى الآن لكنها تشعل الترقب حول المرحلة المقبلة في مسار الصراع السوداني.
ويأتي ذلك بالتزامن مع تصاعد الاهتمام الإقليمي والدولي بتطورات المشهد الميداني، وارتباطه بملفات حساسة مثل الذهب، أمن الحدود، والتحولات السياسية التي قد تعيد تشكيل موازين القوى في السودان
غير قابل للنفي
واورد الكاتب الصحفي عبدالماجد عبدالحميد رئيس تحرير صحيفة مصادر في مقال بعنوان “غير قابل للنفي”، جملة من الإفادات التي تتناول تطورات الصراع، داخل مليشيا الدعم السريع
أكد عبدالماجد أن المعلومة “غير قابلة للنفي” بأن الهارب عبد الرحيم دقلو تعرّض لـ “إصابة مباشرة في معارك كردفان مشيراً إلى أن المليشيا تتكتم عن إصابته وسط مخاوف تنتابها بعدم تماسك قوات المليشيا التي تدين بالولاء لحميدتي وشقيقه بدوافع قبلية
وأشار الكاتب إلى أن “عصابات ومليشيات التمرد” قامت باقتـ ـياد “نساء وأطفال من محيط بابنوسة”، ونقلت بعضهم إلى مدينة نيالا والبعض الآخر إلى “دولة جنوب السودان” الي جانب تاكيده على مشاركة ما يزيد عن “200 مرتزق كولومبي” ضمن قوات المليشيا في الهجوم الذي استهدف مدينة بابنوسة.
مسيرات نوعية
وبحسب معلومات تحصلت عليها الكرامة فان الضربة الجوية التي استهدفت عبدالرحيم دقلو ضمن معارك بابنوسة والتي كان يشرف عليها دقلو بنفسه نفذتها مسيرات نوعية جديدة والتي أفاد فيها خبير عسكري بأن هذه النوعية من المسيرات الجديدة تعمل بنظام حفظ وتوجيه ومتابعة يسمى Image، وهو الجيل الرابع والاحدث لـ (الدرونز) وهي من ضمن منظومة الأسلحة التي تحصل عليها الجيش مؤخراً من إحدى الدول الصديقة
وهذا المسيرات تتمتع بوجود نظام يتابع وبدقة الشخصية المستهدفة ليكمل مهمته بنجاح، وبنسبة عالية جداً من الدقة تتجاوز 90%
وهي نوعية مسيرات من المتوقع أن تحدث فارق في مسرح العمليات خلال الفترة القادمة وقد اثبتت كفاءتها بإستهداف عدد من قيادات المليشيا خلال الفترة القليلة الماضية.
تحركات مرصودة
القوات المشتركة عبر ناطقها الرسمي السابق أحمد حسين مصطفي أوردت في بيان توضيحي أن الاستخبارات ترصد تحركات دقلو الذي ما زال مستمراً في الإشراف من على البعد علي ارتكاب جرائم الابادة الجماعية والتطهير العرقي في السودان حيث ظل يتنقل من دول الجوار لحشد المرتزقة ثم يعود للدويلة الراعية للمليشيا للإشراف على تحركاتهم في ارتكاب الجرائم والانتهاكات وهو هارب من المواجهة ولا يجيد قيادة المعارك بنفسه وبدلاً من مواجهة قواتنا يكتفي بالإشراف عن بعد
وأضاف لذلك ننصح ابواقه في بعدم التسرع في نشر الإشاعات المغرضة لان اذا ما أتى دقلو الي أرض المعركة فالخيارات أمامه ستكون محدودة ومصيره سيكون اما اسره وتسليمه الي القضاء السوداني في حال استسلم أو أن يسير في طريق من سبقوه الي السماء ذات البروج
اقتربت النهاية
يرى مراقبون أن نهاية عبدالرحيم دقلو باتت قريبة من واقع أن الخناق قد ضاق عليه في كل مكان لا سيما بعد أن توسعت دائرة سيطرة الجيش واصبحت نطاق حركته محدودة علاوة على على ان تحركات دقلو باتت مرصودة عبر أجهزة الاستخبارات العسكرية وهو ما يؤكد أن قائد ثاني التمرد سيكون قريباً اما في عداد الموتى أو اسيراً في قبضة القوات المسلحة
وقال الدكتور خالد الطريفي استاذ العلوم السياسية والإستراتيجية أن الهجمات المكثفة التي تشنها نسور الجو هذه الأيام جعلت جميع عناصر المليشيا في خطر وليس دقلو فقط مشيراً الي انها احدثت خسائر كبيرة وسط المليشيا الأمر الذي جعلها تهرب بإعداد كبيرة من محاور القتال
ويضيف الطريفي أن مقتل قيادات بارزة في الدعم السريع يؤكد على قدرة الاستخبارات في رصد تحركات قادة المليشيا وهذا يوكده الاصطياد النوعي لابرز قادة الصف الأول في الآونة الأخيرة وهي رسالة بليغة في بريد حميدتي وشقيقه باقتراب نهاية ال دقلو





