مقالات الرأى

عبدالماجد عبدالحميد يكتب .. الحج والعمرة .. أليست من أولويات رئيس وزراء السودان؟!!

■في وارد الأخبار أن الدكتور كامل إدريس رئيس وزراء السودان في طريقه لزيارة المملكة العربية السعودية في بحر هذا الأسبوع وفي معيته أكثر من 6 وزراء لمناقشة قضايا ذات اهتمام مشترك مع المملكة العربية السعودية.
■ لسنا هنا بصدد التذكير بأهمية علاقة السودان الاستراتيجية مع السعودية والتي تستحق أن يتم التعامل معها بطريقة تفكير مختلفة تراعي حجم التحول الهائل الذي شهدته وتشهدها المملكة في السنوات الأخيرة.. تحول تجاوز مرحلة التعاون والتفاهم السابق بين الخرطوم والرياض وما نخشاه أن يكون وفدنا الوزاري برئاسة رئيس الوزراء سيذهب إلى المملكة وليس في حقيبته رؤية واضحة لما يريده من القيادة السعودية.
■ حتي لا يذهب بنا توارد الخواطر بعيدًا، نأمل أن تجد كلماتنا هذه طريقها إلى رئيس الوزراء قبل أن تقلع طائرته من مطار بورتسودان إلى الرياض.ومن ذلك أن الوفد الوزاري رفيع المستوى رفقة رئيس الوزراء ليس من بينه وزير الإرشاد والأوقاف السوداني، والذي يبدو استبعاده من قائمة الوزراء المرافقين لرئيس الوزراء أمرًا مثيرًا للقلق والتساؤل، ذلك أن الملفات العالقة في ملف الحج والعمرة والأوقاف بين السودان والسعودية تتطلب تدخلًا عاجلاً وتفاهمًا مباشرًا بين قيادة البلدين في حضور وزير الإرشاد والأوقاف.
■ مما علمته أن وزير الإرشاد والأوقاف وضع طلبًا للسماح له بزيارة السعودية منذ شهر ونيف، ومع ذلك لم يتم البت في طلبه، وتم لاحقًا تجاوزه من مرافقة رئيس الوزراء إلى المملكة.
■ هنالك قضايا عالقة في ملف الحج تتطلب، كما قلنا، حديثًا مباشرًا مع الجهات المختصة بشأن الأوقاف والحج والعمرة. وقناعتي أن رئيس الوزراء والوفد المرافق له ليس لديهم المعرفة ولا الاهتمام بهذه القضايا. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، ليس سرًا أن جهات وشخصيات معروفة ذات صلة بمكتب رئيس الوزراء تقف وراء إقالة الأمين العام للمجلس الأعلى للحج والعمرة.ولسنا هنا بصدد العودة إلى الجدل المثار حول ضلوع قنصل السودان بجدة في تفاصيل إعفاء أمين الحج والعمرة، ومع هذا، لابد من الإشارة إلى جزئية ذات صلة بهذه القضية، وهي أن وصف (مجموعة السِقالة) أصبح ملتصقًا بمجموعة محددة من المحيطين بالدكتور كامل إدريس، وهي مجموعة مشابهة لمجموعة المزرعة التي كانت تحيط بالدكتور عبد الله حمدوك، رئيس وزراء الثورة المصنوعة، وهي مجموعة كانت (تُصدِر) قرارات التعيين والإعفاء من خلف ستار، وتدفع بها إلى الجهات المعنية بالتنفيذ، حيث تتم إقالة هذا المسؤول أو ذاك دون النظر إلى ما بين يديه من ملفات وقضايا يتطلب إنجازها وجوده في المنصب، ولن تقوم القيامة إذا لم تتم إقالته!!
■ منذ أسبوعين والمجلس الأعلى للحج والعمرة بلا أمين عام يقوم بتسيير أموره.ما كان منتظراً أن يتم تكليف أمين عام للحج والعمرة لمباشرة العمل في مصفوفة الحج التي بدأ الأمين المقال متابعتها مع السلطات المختصة في السعودية، وهي مصفوفة تمضي دون توقف. وهذه مرحلة تجهيز أرض المشاعر، والتي تتنافس عليها كل الدول، والأحقية لمن يدفع أولاً، وبمعرفة لا تتوفر إلا لمن أداروا هذا الملف من داخل الإدارة العامة للحج والعمرة، خاصةً في هذا التوقيت الحرج من جدول مصفوفة الحج.

■ المأمول، ولمصلحة السودان، أن يتم إلحاق وزير الأوقاف السوداني مع الوفد المرافق لرئيس الوزراء إلى المملكة العربية السعودية؛ لأن قضايا الأوقاف السودانية هناك، وقضايا الحج والعمرة من القضايا العاجلة في الوقت الراهن، وهي قضايا تهم قطاعاً واسعاً من السودانيين. ومن أهمية هذه القضايا أنها صارت من الملفات المرهقة والمؤرقة لصانع القرار السوداني. إرهاق وأرق يتطلب تفكيراً موضوعياً للمعالجة على المستويين القريب والبعيد، لكن ليس بطريقة المعالجة التي اتبعتها مجموعة السقالة ببورتسودان، والتي أقالت سامي الرشيد وعجزت عن تسمية بديل له، وفي ذات الوقت استبعدت وزير الأوقاف من وفد الدكتور كامل إدريس إلى الرياض!!

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى