منشقون عنها كشفوا عن تجاوزات وإنتهاكات جسيمة .. المليشيا … تفاصيل “معتقلات الموت”

تقرير : ضياءالدين سليمان
الانشقاقات داخل الدوائر المقربة من قيادة مليشيا الدعم السريع أصبحت عادة تحدث بصورة متكررة كلما اقتربت القوات المسلحة من تحرير البلاد من دنس المليشيا المتمردة وتتجدد كلما وطأت ارجل الجيش والقوات المساندة له مناطق جديدة معلنة سيطرتها عليها.
تتناسل انشقاقات المليشيا المتمردة وتتكرر مع كل فجر جديد الا ان المنشقون جميعهم اتفقوا على أن الدعم السريع يعيش في وضع خارج دائرة الإنسانية فممارساته وانتهاكاتها وجرائمه التي إرتكبها في حق الشعب السوداني تقف شاخصة على أنه لا يعدو عصابة صعدت على قمة السلطة في البلاد على حين غفلة من الزمان
وامس الأحد أعلن عدد من المستشارين القانونيين انشقاقهم عن مليشيا الدعم السريع في مؤتمر صحفي عقد بمدينة بورتسودان كشفوا من خلاله عن حجم الانتهاكات والجرائم التي إرتكبتها وترتكبها المليشيا المتمردة.
إنشقاق
وأعلن عدد من المستشارين القانونيين في مليشيا الدعم السريع، امس الأحد عن انشقاقهم عن ما وصفوها بعصابة آل دقلو ، مؤكدين التزامهم التام بالعمل إلى جانب القوات المسلحة.
وكشفت المجموعة خلال مؤتمر صحفي من خلال منبر “سونا” الدوري المنعقد بالعاصمة المؤقتة بورتسودان، عن انتهاكات جسيمة للقانون وحقوق الإنسان من قبل قوات حميدتي، تضمنت جرائم القتل والسلب.
ووفقًا لوكالة السودان للأنباء، أشار المنشقون إلى ما وصفوه بـ “استشراء الفساد والتمييز العنصري داخل المليشيا”، مؤكدين أنها “أداة تهدف لزعزعة البلاد ونهب مواردها”، منتقدين إنشاء حكومة “تأسيس الأسرية” التي تهدف، حسب قولهم، إلى تقسيم البلاد.
أسباب الانشقاق
وأكد المنشقون عن مليشيا الدعم السريع بأن انشقاقهم نهائياً ولا رجعة فيه وذلك بعد أن تبين لهم بالدليل القاطع أن هذه المليشيا قد تجاوزت كل الخطوط الوطنية والأخلاقية، وأصبحت أداةً لتدمير السودان وتمزيق نسيجه الاجتماعي، وانتهاك كرامة مواطنيه..”.
وقالت المجموعة المنشقة ، إن انشقاقها جاء بعد أن كانوا حضورا وشهودا لكثير من المواقف والوقائع ورسم السياسات التي ظلت تنسجها المليشيا وشركاؤها من بعض القوى السياسية والتي كانت تهدف إلى تدمير السودان وتشريد شعبه وطمس هويته وتاريخه ونهب ثرواته
معتقلات الموت
واكد مصطفى عبد الكريم المستشار في حقوق الإنسان والقانون الدولي، المنشق من صفوف مليشيا حميدتي، إنهم رصدوا عبر المنظمات الوطنية الحقوقية وجود أكثر من 60 معتقلاً عشوائيًا من أصل أكثر من 100 معتقل يُعرف بمعتقلات الموت في الخرطوم لدى مليشيا الدعم السريع، منوهًا إلى أن هذه الإحصائية غير دقيقة بحسب تقديراتهم.
وأفاد بوجود مراكز تابعة للدعم السريع، حيث يُمارس فيها التعذيب وتُرتكب انتهاكات بحق المحتجزين. وكانت هذه المراكز في الأصل منازل للمواطنين المهجرين، إلا أن المعتقلين يبقون فيها لفترات طويلة، تتراوح بين أسابيع وأشهر، بتهم تتعلق بالتخابر، قبل نقلهم إلى سجن الرياض الرئيسي المعروف بهيكله المميز.
وأشار في حديثه إلى وصول أكثر من 1000 شخص لحالات إنسانية حرجة داخل سجن سوبا، نتيجة تفشي الأمراض التي تتضمن الكوليرا والكبد الوبائي، بسبب ضعف وانعدام الغذاء والعلاج، ما تسبب في إغلاقه من قبل القوات.
صعوبة الحصر
وفي ذات السياق ، كشف عبد الكريم عن صعوبة حصر العدد الكلي للمعتقلين داخل سوبا بسبب دخول أعداد مختلفة من المواطنين بشكل يومي، منهم من يلقى حتفه بسبب الانتهاكات الصارخة.
وأكد المستشار في حقوق الإنسان وجود أكثر من 317 مسجونا من كبار السن يعاني بعضهم أمراضًا مزمنة، بالإضافة إلى عدد مقدر من الأطفال القصر دون 15 عاماً.
الا ان معلومات متطابقة اوضحت بأن سجن سوبا كان يحتوي على نحو أربعة آلاف سجين منهم أسرى من المواطنين و”آخرين”.
فيما أكدت مصادر حقوقية بإن سجن سوبا كان “به جرائم ترقى إلى جرائم حرب، لم يكن هناك أكل أو شراب ولا رعاية صحية..”، وأن “عدد الوفيات تجاوز (40 ـ 50) شخصا في اليوم بسبب غياب الرعاية الصحية، وتبقى الجثة أحياناً خمسة أو ستة أيام قبل دفنها.
خطوة مهمة
ويرى مراقبون بأن خطوة انضمام عدد من المستشارين القانونيين للعمل الي جانب القوات المسلحة خطوة مهمة تحمل دلالات انهيار صفوف المليشيا
ويقول الدكتور خالد الطريفي استاذ العلوم السياسية في الجامعات السودانية إن مثل هذه الخطوة التي وصفها بالمهمة ستفتح باب التنوير لبقية حاملي السلاح..”. متهماً المليشيا بمخادعة شعوب ومواطنين وقبائل المناطق التي سيطرت عليها، وغررت بعدد كبير من الشباب.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها مليشيا الدعم السريع انشقاقات داخل صفوفها، حيث تكرر مشهد انشقاقات المستشارين المقربين من دوائر القيادة بالدعم السريع لأكثر من 5 مرات منذ اندلاع الحرب في السودان.