
ظهور قائد ثاني المليشيا المتمردة في الفاشر حقيقة ، وهذا دليل على أن هدفهم الدخول إلى قيادة الفرقة السادسة مشاة ، فمنذ يناير 2024م كانت المدينة الهدف الاساسي للمليشيا وتكفل بذلك هذا الأرعن ، واختفى خلال عدة أشهر للمزيد من التحشيد والتعبئة..
ومع ضغط الجيش في كردفان ، وفقدان مدينة بارا ، فإن المليشيا تركز جهودها على الفاشر بأى ثمن..
لا يستطيع عبدالرحيم دقلو قائد ثاني المليشيا البقاء فى نيالا سوى للحظات ثم يغادرها إلى الأطراف بحثا عن مناطق يشعر فيها بالأمن ، ولكن ما أكثر صعوبة من ذلك قضية العودة للتفاعل مع الحواضن الاجتماعية فى القرى ، لأن هناك اسئلة كثيرة لا يمكنه الاجابة عليها :
- عن المفقودين..
- عن حقوق المستنفرين
- عن وعود (الشهداء)
- عن علاج الجرحى..
عن النصر العاجل وقد تطاول الأمد وخف البريق ومالت الشمس على الغروب.. وضاقت (الوسيعة)..
وكذلك النزاعات بين أطراف المليشيا المجرمة ، وصراعات المجموعات..
فى الأيام الأولى للتمرد (من ابريل – يونيو 2023م) كانت كل تحركات قائد ثاني المليشيا فى الخرطوم وشرق النيل وبحري ، كان بامكانه البقاء فى شارع 1 بالخرطوم أو المشاركة فى الهجوم على المدرعات من خطوط الخلفية ، أو متابعة الهجوم على القيادة العامة..
ومنذ يونيو 2023م غادر إلى دارفور ، ثم لم تتوفر معلومات عن ظهوره بالخرطوم سوى نوفمبر 2023م قبيل مهاجمة مدني على طريق القذافى وهي واقعة لم تثبت ، ولكن المؤكد أنه كان حاضرا فى الهجوم على بابنوسة فى الشهور الاولي من هذا العام..
ومنذ مايو 2024م ، تفرغ دقلو كليا لمعركة الفاشر ، وكان قريبا من مسرح العمليات فى مليط ونحوها ، ثم تراجع وجوده بعد فاعلية اصطياد القادة ، فمنذ هجوم على يعقوب قائد المليشيا فى شمال دارفور ، فإن كل قادة الهجوم على الفاشر قتلوا ، وهذه نجاعة قوة الاستخبارات ، لم يعد التقدم لقيادة المتحركات نقطة تسابق ، واخر القادة الذين تم الدفع بهم هلكوا..
الروايات التي تشير إلى مشاركة عبدالرحيم فى معارك الفاشر صحيحة ، ولكن الفترة قصيرة ثم التراجع ، وكانت نقطته المفضلة جقوقو ومناطق وجبال منواشي والتسلل بالوديان والقرى ، مع قوة حماية وتغطية تقنية مكلفة ومعقدة ، ومرهقة نفسيا وذهنيا ، ولكن هذا مطلب الداعمين ، وكان مطلوبا قبل اجتماع الرباعية وهو مطلوب الآن لجزء من الضغوط..
التحية للمرابطين والمرابطات فى الفاشر ولكل الصابرين والصابرات فيها.. حفظكم الله وسدد رميكم وثبت الأقدام..
حفظ الله البلاد والعباد
د.ابراهيم الصديق على
16 سبتمبر 2025م..