
كتب يوسف عمارة أبوسن
مع كل يوم جديد تتغير العديد من الأشياء من حولنا، تتصاعد الأحداث في بلادنا ولا شك أنها للأفضل دائما، اليوم نحتسب كرام شهداءنا وندعم مقاتلي وجنود وضباط وضباط صف وقادة الفرقة 22 مشاة بابنوسة ونقدر جهدهم وثباتهم ونربت على اكتافهم المباركة ، ونبلغهم بموعود الله أن النصر آت ، وأن للباطل صولة وللحق جولات ، وفي كل انعطافة ومحنة في هذه الحرب المفروضة على شعبنا هناك دروس ومنح ..
فكل يوم ينقص فيه الأشرار فردا أو يخسرون آلة أو يبطؤون خطوة يصب ذلك في خانة ترجيح كفة الخير دائما واقتراب النصر ، بالمقابل فالدماء التي ضمخت أرض بلادنا من الشهداء والجرحى والمصابين، والأموال التي فقدت والأعراض التي انتهكت تظل في رقاب الذين ظلموا ومن عاونهم على بغيهم وعدوانهم صمتا عن كلمة الحق أو مظاهرة على الظلم أو مداهنة للباطل أو قتال في صف البغي، ثم تُظل مظلة الله ويحمي حرزه كل من لم يخلط إيمانه بظلم ميتا كان فيجعل الله لوليه سلطانا، أو حيا فيعده الله بما يرغب رضا منه ورحمة وسترا ثم فوق ذلك المكافآت الربانية على ما يكابد المرء جهدا وضحية وصبرا وإيمانا وثقة في موعود الله الأصدق (ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطؤون موطئا يغيظ الك فار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين).
إن النصر دائما حليف المؤمنين والفتح والتمكين يعقب الابتلاء وسيعود كل شبر من بلادنا خاليا من الدنس والفساد وسيتمكن الصابرين من عبور مرحلة التمحيص، فالابتلاء نفسه نعمة (وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين)، ثم (ليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور)، والكفر كفر النعمة والكفر التعدي على حدود الله ومحاربة الله ورسوله والسعي في الأرض فسادا ونزع الأمن من قلوب الناس بترويعهم وهتك أمنهم وإبادتهم بدعوى إبليس (أنا خير منه) ثم دعوى الجاهلية ورفع رايتها والكذب على الله والقول على الله مقتا أكبر وسوء فعل وطوية، لكن (الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور) ولا أخون من أعداء اليوم المستقوين بما يظنونه فوق قدرة الله حشدا وجمعا لكل الأسباب المادية بلا حساب ليد الله التي لم تخالف سنته يوما ولن تجد لسنة الله تبديلا.
ويظل الأمل معقود على عون الله وتوفيقه وبركته وصمود الرجال وتضحياتهم وجهدهم وصدق القيادة وصواب توجهها وحسن بلائها، وفوق ذلك عدالة ما نقاتل من أجله وما نضحي في سبيله إيمانا واحتسابا، فهذه الحرب أزالت صدأ النفوس فتيقظت وبينت صدى صوت الله في الضمائر فانتبهت، فعادت الحياة للهمم الميتة وتعلم الناس أن الهروب من الموت موت آخر، فصار شعارهم: اللهم إن هي إلا ميتة واحدة فأجعلها في سبيلك، فإن كانت خشب الباطل المسندة حريصة على الموت في سبيل باطلها، فالأجدر بأهل الحق أن يكونوا أشد حرصا على ميتة إن فاتتهم فقد فاتهم فضل لا يجنى وشرف لا يطال، فطوبى لمن سبق ولمن صدق ولمن بعصائب الحق ألتحق، ما بدل ولا تبدل وعلى درب الحق أقبل.
إن قواتكم المسلحة السودانية والقوات المساندة لها تخوض معركة الكرامة تحت راية واحدة ، وتقود بأفضل ما يقاد به المقاتلون في المعارك بالحنكة والتدبير وحسن القراءة للميدان الداخلي والمحيط الخارجي ، وزاد الناس جميعا الصبر والفداء والتفاني، ولا سلاح أمضى من روح الفرد وحوافزه الذاتية ثم إيمانه العميق بأنه في الجانب الصحيح من التاريخ والحاضر ، فالشعب السوداني منتصر برؤية قيادته السديدةروالرشيدة والجيش ظافر ومنصور والمستقبل أكثر إخضرارا لبلادنا التي ستخرج من هذا المخاض طاهرة مطهرة من رجس الجنجويد وبقايا التتار ومن آمن بمسيحهم الدجال وأيقن أن ناره بردا وظلمه عدلا وإجرامه ديمقراطية.
كما أن عقيدة القتال في الميدان تصبح كل يوم أنضر وأنظف خالية من الدخن والوهن، وقد امتلأ الميدان بالعناصر ذات الدافعية والتي لها معرفة بطرائق قتال العصابات الغازية من شباب يرون القتل مجدا وشيبا في الحروب مجربينا، لذلك ف (عدوى) النصر لن تقف عند المؤمنين بها بل تتعداهم لغيرهم فيتقوى كل منهم بالآخر ، فيتلاشى وهن المحبطين وتتثبط العناصر المندسة من الخونة والمرجفين، فالشعب منتصر بجيشه والجيش منتصر بشعبه وسيظهر جند الله على جند الشيطان وستعود بلاد النيلين كما العهد بها معطاء كأهلها ومخضرة كأن لم يمسسها سوء من قبل، وسيخرج الناس من هذا الابتلاء على خير بصيرة يميزون بها الخبيث من الطيب ويجعلون لأنفسهم معيارا يفرقون به بين العدو والصديق وهو الإجابة على سؤال: ماذا كنت تفعل في وقت الحرب؟ وفي أي صف كنت تقف؟ وسيضطر العاقين بأوطانهم إن هم عادوا إلى أضيق الطريق (اختيارا لا جبرا) فليس ثمة وجه يقابلون به من شردوهم ولا لسان يخاطبون به من انتهكوا حقهم في الحياة وستظل أياديهم ملوثة بدماء الأبرياء وبطونهم مختمرة بمال السحت (المدقل) ورغالة سفارات الشر ومحلسة منظمات الإفك والبهتان..
رب شمس غربت والبدر عنها يخبر
وزهور قد تلاشت وهي في العطر تعيش
نحن أكفاء لما حل بنا بل أكبر
تاجنا الأبقى وتندك العروش
الثلاثاء 2 ديسمبر 2025


