اخبار

جاءت مشاريعه الإنسانية كفعلٍ عملي يلامس احتياجات الناس الأساسية ويعزز قيم التكافل… سعد الخير ..العطاء اسلوب حياة

22 بئراً للمياه داخل السودان وخارجه تعالج أزمة العطش في شمبات ومحيطها

أكثر من 5,000 وجبة يومياً تسند الأمن الغذائي عبر تكية مفتوحة للمحتاجين

50 ألف شتلة و400 نخلة تعيد الخضرة والظل إلى شوارع وأحياء شمبات

4,500 كتاب مدرسي وزي مدرسي يخففان أعباء التعليم عن الأسر المتعففة

10,000 مصحف ودعم واسع لحلقات القرآن يعززان التكافل الديني والمجتمعي

إنارة 3.6 كيلومترات بالطاقة الشمسية تشمل المساجد والشوارع الحيوية

قوافل علاجية مجانية وحملات رش ضبابي تغطي جميع أحياء شمبات

شمبات نموذجاً للعطاء: كيف أعادت مبادرات سعد بابكر الاعتبار لفكرة التكافل؟

رجل الأعمال الذي اختار الناس: سعد بابكر ومشاريع تمسّ تفاصيل الحياة اليومية

كتب :رحمة عبدالمنعم

في مشهدٍ وطنيٍّ بالغ التعقيد، حيث تتقاطع الأزمات الاقتصادية مع التحديات الإنسانية، وتزداد الحاجة إلى مبادرات جادة تعيد الاعتبار لفكرة التضامن المجتمعي، تبرز تجربة الأستاذ سعد بابكر أحمد محمد نور، المدير العام لشركة تاركو للطيران، بوصفها واحدة من أكثر النماذج اكتمالاً للعمل الخيري والتنموي المؤسسي في السودان،تجربة لم تُبنَ على الظهور الإعلامي أو العمل الموسمي، بل تشكّلت بهدوءٍ وإصرار، وانطلقت من رحم الحاجة، مستندة إلى رؤية إنسانية عميقة ترى في التنمية حقاً أصيلاً للمواطن لا منّةً أو تفضلاً.

رؤية تنموية

وانطلقت مشاريع الخير والتنمية التي يقودها الأستاذ سعد بابكر المدير العام لشركة تاركو للطيران ،استجابة مباشرة لاحتياجات المواطنين في الخرطوم بحري عموماً، ومدينة شمبات على وجه الخصوص، في ظل أوضاع اقتصادية ضاغطة وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة، وتراجع ملحوظ في الخدمات الأساسية، وقد قامت هذه المشاريع على فلسفة واضحة، مفادها أن الاستقرار المجتمعي يبدأ من توفير أساسيات الحياة، وأن التنمية الحقيقية هي تلك التي تخاطب جذور المشكلة وتضمن الاستدامة، مع الحرص على توسيع دائرة المستفيدين إلى أقصى مدى ممكن.
وشكّلت مشاريع السقيا حجر الزاوية في هذه المبادرات، باعتبار أن الماء هو المدخل الأول للكرامة الإنسانية، وبلغ إجمالي عدد آبار السقيا المنفذة داخل السودان وخارجه 22 بئراً، موزعة بعناية على مناطق تعاني من شح الإمداد المائي.
وبدأت التجربة من مدينة الحلفايا شمال بحري، حيث نُفذ أول مشروع سقيا باستخدام أحدث تقنيات الحفر، وتحت إشراف مهندسين وجيولوجيين مختصين، وبالتنسيق الكامل مع هيئة مياه ولاية الخرطوم،وتم تزويد المشروع بمنظومة طاقة شمسية لضمان استمرارية التشغيل وتقليل الكلفة التشغيلية. وحمل المشروع اسم والدة الأستاذ سعد بابكر، المرحومة الحاجة الروضة الطيب محمد نور، في لفتة إنسانية تعبّر عن عمق الارتباط بالقيم الأسرية والاجتماعية.
ولم يتوقف الأثر عند توفير المياه فحسب، بل شمل تشجير محيط المشروع بزراعة 33 نخلة برحي، إلى جانب 300 نخلة خُصصت لتسوير مقابر الصواردة، في ربط ذكي بين الخدمة العامة والبعد البيئي والجمالي.
وفي شمبات، توزعت آبار السقيا على أحياء صرص، شمبات الجنوبية، شمبات الأراضي، وميدان رابطة شمبات، إضافة إلى أحياء كوبر، الختمية، المزاد، الصبابي، الصافية، امتداد ناصر، البراري، الحلفايا مربع (5) و(7). كما امتدت يد العطاء إلى خارج الحدود، عبر تنفيذ أربعة مشاريع سقيا في معسكرات النازحين بدولة يوغندا، في تأكيد واضح على أن البعد الإنساني لهذه المشاريع لا يعرف الجغرافيا.

بيئة وإنارة

وأدرك القائمون على مبادرات( سعد الخير )أن التنمية لا تكتمل دون بيئة صحية وآمنة، فكانت مشاريع التشجير والإنارة وتحسين البيئة حاضرة بقوة.
وشملت الجهود تسوير مقابر الصواردة بزراعة 300 نخلة برحي، وإنشاء واحة بابكر أحمد محمد نور بجوار سقيا صرص، والتي تضم أكثر من 50 نخلة، لتكون متنفساً طبيعياً لأهالي المنطقة.
كما تم تأهيل وتشجير وإنارة شارع النص – شمبات الحلة بطول 3.6 كيلومترات، بزراعة أكثر من 400 نخلة، وإنارته بالطاقة الشمسية، ما أسهم في تحسين السلامة المرورية وإعادة الحيوية للشارع، وامتدت الإنارة لتشمل جميع مساجد شمبات، إلى جانب عدد من الشوارع الحيوية مثل شارع الشهيد ياسر كرم الله، شارع الموية، وشارع شمبات الغربي.
وفي اتجاهٍ يعكس وعياً استراتيجياً بأهمية الأمن الغذائي، أُطلق مشروع نفرة شمبات الزراعية، الذي استهدف إعادة الخضرة وتحقيق قدر من الاكتفاء الذاتي، وتم خلاله جلب أكثر من 50 ألف شتلة مثمرة، وزراعة الشوارع والحدائق باستخدام نظام الري بالتنقيط لترشيد المياه، مع إضافة أشجار الياسمين لإضفاء لمسة جمالية وإنسانية على المشهد العام.

تدخلات عاجلة

وفي القطاع الصحي، جاءت استجابة (سعد الخير ) سريعة ومباشرة، حيث تم صيانة مركز شمبات الجنوبية وتزويده بالأدوية، إلى جانب تنفيذ قوافل علاجية مجانية لمكافحة الملاريا وحمى الضنك. كما نُفذت حملات رش ضبابي مكثفة غطّت جميع أحياء شمبات، وأسهمت في الحد من انتشار الأمراض وتحسين الصحة العامة.
واحتل التعليم موقعاً متقدماً في سلم الأولويات، إيماناً بأن بناء الإنسان هو الضمان الحقيقي للمستقبل. وشملت مبادرات( سعد الخير ) توزيع 4,500 كتاب مدرسي على مدارس المنطقة، مع تركيز خاص على السادس أساس والثالث متوسط لقرب الامتحانات ونقص الكتاب المدرسي.
كما تم توزيع الزي المدرسي دعماً للأسر المتعففة، وتوفير معينات الدراسة للمعلمين من طباشير وورق تحضير وأقلام تصحيح، إلى جانب تحفيز وتكريم الأساتذة المتطوعين تقديراً لدورهم في استمرار العملية التعليمية رغم قسوة الظروف.

التكافل الاجتماعي

وفي بعده الاجتماعي والديني، تجلّى المشروع الخيري لسعد بابكر في دعم التكايا بالمواد التموينية الأساسية، وتوزيع أكثر من 10 آلاف مصحف ودعم حلقات القرآن الكريم.
وتبقى تكية سعد بابكر، التي أُنشئت داخل منزله، واحدة من أكثر المبادرات رمزية وتأثيراً، إذ تقدم يومياً وجبات غذائية لأكثر من 5,000 مواطن، في صورة نادرة لعلاقة مباشرة بين صاحب المبادرة والمجتمع، دون حواجز أو مسافات.
وفي هذا السياق، يقول بدر الدين تاج الدين رحمة الله، المدير التنفيذي لمشاريع سعد الخير لـ”الزرقاء”:هذه المشاريع لم تكن عملاً عفوياً أو ارتجالياً، بل جاءت نتيجة تخطيط ورؤية واضحة، الأستاذ سعد بابكر يحرص على أن تصل الخدمات إلى مستحقيها، وأن تكون المشاريع قابلة للاستمرار، سواء في الماء أو الزراعة أو التعليم أو الصحة،هدفنا الأساسي هو تخفيف معاناة الناس وبناء استقرار حقيقي في المجتمع.
و تمثل أعمال الأستاذ سعد بابكر أحمد محمد نور نموذجاً نادراً لرجل أعمال اختار أن يكون قريباً من الناس، منخرطاً في تفاصيل حياتهم اليومية، ومؤمناً بأن النجاح الحقيقي لا يُقاس بحجم الثروة، بل بعمق الأثر.،لقد قدّم سعد بابكر تجربة إنسانية صادقة، أعادت الاعتبار لقيم العطاء والمسؤولية المجتمعية، وأثبتت أن المبادرات الفردية، حين تُدار بعقل مؤسسي وروح وطنية، قادرة على صناعة فرقٍ حقيقي، وبناء أملٍ مستدام في زمنٍ أحوج ما يكون إلى الأمل.

نهج ثابت

وفي ختام هذا المسار الإنساني المتكامل، يبرز الأستاذ سعد بابكر أحمد محمد نور بوصفه نموذجاً لرجلٍ آمن بأن قيمة الإنسان تُقاس بقدر ما يقدّمه للآخرين. لم تكن مساهماته استجابةً ظرفية أو حضوراً عند الأزمات فحسب، بل جاءت امتداداً لنهج ثابت جعل من العطاء التزاماً ومن خدمة الناس أولوية، فقد ظلت يده ممدودة بالخير، حاضرة لدعم المبادرات الإنسانية، ومتقدمة لتخفيف معاناة المحتاجين، دون ضجيج أو انتظار مقابل، وبهذا النهج الصادق، استطاع أن يرسّخ معنى المسؤولية المجتمعية الحقيقية، وأن يترك أثراً إنسانياً عميقاً يظل شاهداً على أن الخير حين يصدر عن قناعة، يتحول إلى فعلٍ باقٍ يتجاوز الزمان والمكان.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى