مقالات الرأى

هل مصر ستدخل في الحرب بالسودان؟

كتب محمد مصطفى

وزارة الخارجية المصرية، أخرجت اليوم بيان، مؤكدة دعمها الكامل للجيش السوداني في مواجهة التحديات التي تهدد استقرار البلاد، رغم هذا الدعم الواضح، لم تُصرح القاهرة صراحة بأنها ستدخل عسكرياً على الأرض، بل اكتفت بإطلاق تهديدات وتلميحات قوية تُوحي بأنها تحتفظ بخيارات متعددة، من بينها التدخل المباشر، في حال تجاوزت الأمور حدود الخطوط الحمراء التي تعتبرها تهديد مباشر لها.

هذه الرسائل لا تُوجه فقط لقوات التمرد في السودان، بل تستهدف القوى والدول الداعمة لها، خصوصاً الإمارات، التي يُعرف الجميع أنها تدعم المليشيات بالمال والسلاح، مما يزيد من تعقيد المشهد ويهدد المصالح المصرية الحيوية في السودان والمنطقة.

تلويح مصر بالتدخل العسكري هو بمثابة تحذير دبلوماسي موجّه إلى أبوظبي بالذات، مفاده أن استمرار الدعم الإماراتي للتمرد لن يمر دون رد، وأن القاهرة مستعدة للحفاظ على مصالحها الإقليمية بكل الوسائل الممكنة، بما في ذلك القوة العسكرية إذا دعت الحاجة.

في الوقت ذاته، تحاول مصر الحفاظ على توازن دقيق في موقفها، فدخولها المباشر في الحرب قد يجرها إلى صراعات طويلة ومعقدة، خصوصاً في ظل الأوضاع الداخلية المضطربة. لذا، يبقى دعمها اللوجستي والاستخباري للجيش السوداني الخيار الأبرز حتى الآن، مع استثمار خطوط التحذير في إطار الضغط السياسي والدبلوماسي.

باختصار، مصر تقف صلبة خلف الجيش السوداني، لكنها ترسل رسائل حازمة إلى من يدعم التمرد، مؤكدة أن الخيارات مفتوحة، وأن استمرار الدعم الخارجي للميليشيات قد يُلزمها بتحريك أوراقها العسكرية دون تردد. هذه المعادلة تعكس عمق التوترات الإقليمية وتكشف عن صراع نفوذ لا يقل أهمية عن الصراع داخل السودان نفسه

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى