اليوم نيوز

امريكا .. غيرت لهجتها و لم تغير منهجها

متابعات – اليوم نيوز

 

ما وراء الخبر – محمد وداعة – امريكا .. غيرت لهجتها و لم تغير منهجها

 

المبعوث الامريكى و منذ تعيينه فى فبراير الماضى لم يقابل وزير خارجيته بلنكن او يلتقى الرئيس بايدن

من الضرورى معرفة وزن و قيمة هذه التصريحات لدى الادارة الامريكية ، و عما اذا كانت تعبر عن سياسة امريكا تجاه السودان

اذا كانت امريكا جادة فى الوصول لاى اتفاق فى جنيف يبنى على ما تم فى جدة ، عليها ان تطالب المليشيا باعلان الالتزام باتفاق جدة

 

مراقبون : تصريحات بيرليو لا تمثل رؤية الادارة الامريكية للصراع فى السودان

 

محللون : تصريحات بيرليو تهدف الى استدراج المسؤولين السودانيين الى جنيف

 

السيد بيرليو مع احترامنا له، و بحكم وضعه الوظيفى لا يستطيع الايفاء بمثل هذه التعهدات

 

المبعوث الامريكى للسودان السيد توم بيرليو ، هو موظف صغير فى سلم الخارجية الامريكية ، تم تسميته فى فبراير الماضى باعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن تعيينه كمبعوث أمريكي خاص للسودان ( احيانآ يسمى مبعوث الرئيس الامريكى )، على أن يقوم في إطار هذا المنصب بتنسيق السياسة الأمريكية بشأن السودان وتعزيز الجهود الرامية إلى إنهاء الأعمال العدائية وضمان وصول المساعدات الإنسانية ، و الحقيقة لا احد يعلم الى اى جهة يتبع المستر بيرليو ،هل هو موظف فى الخارجية الامريكية ، ام البيت الابيض؟ ، وهل هو منسق ام لديه صلاحيات اتخاذ القرار ،؟ و على كل حال فلم يرشح فى الاخبار فى اى وقت انه قابل وزير خارجية بلاده بلنكن ، او قابل الرئيس الامريكى بايدن ،

 

امريكيآ ظهر بيرليو مرة واحدة فى مايو الماضى و قدم احاطة امام لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس ، نال على اثرها توبيخآ من اعضاء اللجنة لعدم وضوح سياساته و خطته ، بيرليو زار كل الدول ما عدا الدولة التى عين مبعوثآ اليها ،

 

بعد تصريحات بيرليو الاخيرة ، التى وصفها البعض بالايجابية ، يجب معرفة وزن و قيمة هذه التصريحات لدى الادارة الامريكية ، و عما اذا كانت تعبر عن سياسة امريكا تجاه السودان ، خاصة و ان بعض التصريحات ربما تقتضى قرارات تنفيذية لتأكيد جدية الادارة الامريكية ، فلم تكن هناك ايضاحات ملموسة لتعهدات بيرليو بدعم ( السودانيين الذين لا يرغبون فى اى دور سياسى للدعم السريع فى المستقبل ) ، و لا كيف ستتصرف ادارته مع اقراره ان ( الدعم السريع تاريخه مرتبط بالابادة الجماعية و التطهير العرقى فى دارفور) ، فضلا عن اعترافه بان ( الدعم السريع لا مستقبل له فى السودان ، وان الجيش مؤسسة لها تاريخ فى السودان ) ،

 

مراقبون يميلون الى ان تصريحات بيرليو لا تمثل رؤية الادارة الامريكية للصراع فى السودان ، و تحليلات تذهب الى ان هذه التصريحات الهدف منها استدراج المسؤولين السودانيين الى جنيف ، لضرورات انتخابية ، مع تقديم وعود شفاهية بأن مفاوات جنيف ستعتبر ان اتفاق جدة هو الاساس ، و تبريرات واهية لاشراك الامارات فى جنيف لضمان تنفيذ ما يتفق عليه ،

 

الجدية فى اعتبار جدة هى الاساس و بعد موافقة المليشيا على حضور جنيف ، تقتضى ان تبدأ المليشيا فورآ بتنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق ، وعلى سبيل المثال فان الخروج من منازل المواطنين و اخلاء الاعيان المدنية لا يتطلب اى اجراءات او ترتيبات ، ايقاف قصف المدنيين فى الفاشر و الخرطوم هو احد اهم بنود اتفاق جدة وهو لا يستدعى اى ترتيبات اضافية ، فقط على مليشيا الدعم السريع التوقف عن ذلك ، الافراج عن شاحنات برنامج الغذاء العالمى لا يتطلب اى اجراءات او مفاوضات ، هذه التزامات بموجب القانون الدولى الانسانى و قانون حقوق الانسان ، فضلآ عن النص عليها صراحة فى اتفاق جدة ،

 

اذا كانت امريكا جادة فى الوصول لاى اتفاق فى جنيف يبنى على ما تم فى جدة ، عليها ان تطالب المليشيا باعلان التزامها به ، و الالتزام بالقانون الدولى الانسانى ،بما فى ذلك حقوق المدنيين اثناء الحرب، علي امريكا ابلاغ الامارات، الراعى الرسمى لعدوان المليشيا ان تكف عن توريد الاسلحة و المعدات الحربية لان هذا يتعارض مع نص القرار (1591 ) ، ومع تقرير لجنة الخبراء ،

 

السيد بيرليو مع احترامنا له، و بحكم وضعه الوظيفى لا يستطيع الايفاء بمثل هذه الالتزامات ، ربما عليه الطلب الى ادارته تعهدات ملموسة و مكتوبة لطمأنة الجانب السودانى بان تصريحاته تمثل السياسة الامريكية تجاه السودان ، حتى الان لم تتسلم الخارجية السودانية ردآ على الاستفسارات حول الاجندة و الاطراف المشاركة فى جنيف و الموقف من اتفاق جدة ، و طلب الاجتماع مع الجانب الامريكى، هل يستطيع السيد بيرليو استعجال رد خارجية بلاده ؟ امريكا غيرت لهجتها و لم تغير منهجها .

 

7 اغسطس 2024م

 

ما وراء الخبر – محمد وداعة

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

قد يعجبك ايضا
تعليق 1
  1. محمد يقول

    وعلى حكومتنا ان تتمسك بعدم انشاء منبر غير منبر جدة ما دامت القضية واحدة والاطراف واحدة والوسطاء هم نفسهم…
    على الحكومة ان تتمسك بإلزام الدعم السريع بتنفيذ مخرجات ومقررات جدة اولاً وقبل كل شيئ، وإلا فلن تتوقف الحرب حتى قتل او إجلاء آخر جنجويدي من ارض السودان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.