زار رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، أمس الثلاثاء ، العاصمة الإريترية أسمرا في زيارة رسمية، حيث استقبله الرئيس أسياس أفورقي وأعضاء البعثة السودانية لدى دولة إريتريا ،هذه الزيارة تحمل في طياتها رسائل قوية تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وتعكس في الوقت نفسه المواقف الثابتة التي يتبناها الرئيس الإريتري تجاه دعم السودان في أزمته الحالية
منذ بداية الحرب في السودان، كان الرئيس أسياس أفورقي من أبرز الزعماء الذين أعلنوا عن دعمهم الصريح للجيش السوداني في معركته ضد تمرد مليشيات الدعم السريع ،وقد تجسد هذا الدعم في العديد من المبادرات والمواقف التي أكدت على التزام إريتريا بالوقوف إلى جانب الجيش السوداني في هذه المرحلة الدقيقة، ورفض التدخلات الأجنبية التي تهدف إلى زعزعة استقرار السودان، كان موقف أفورقي الحاسم في دعم السودان ليس فقط على مستوى التصريحات السياسية، بل على أرض الواقع، حيث أبدت إريتريا استعدادها للتعاون في مختلف المجالات العسكرية واللوجستية التي تساعد في تعزيز قدرة الجيش السوداني على مواجهة التحديات الميدانية
المزيد من المشاركات
إضافة إلى الدعم السياسي، كانت إريتريا دوماً ملاذاً آمناً للعديد من اللاجئين السودانيين الذين فروا من ويلات الحرب ،وقد استقبلت أسمرا آلاف اللاجئين السودانيين الذين هربوا من مناطق القتال، وقد تم توفير المأوى والرعاية الصحية والطعام لهم، في لفتة إنسانية تعكس عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين السوداني والإريتري، هذا الموقف الإنساني يعزز صورة إريتريا في المجتمع الدولي كداعم للسلام والاستقرار، ومساند للشعوب التي تواجه الأزمات
زيارة البرهان إلى أسمرا تأتي في هذا السياق، بهدف تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وفي مقدمتها تعزيز الأمن والاستقرار على الحدود المشتركة، بالإضافة إلى توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والثقافي ،هذه الزيارة تشكل خطوة استراتيجية مهمة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها السودان، إذ يسعى البرهان إلى تعزيز الدعم الإريتري في مواجهة التحديات التي تواجه البلاد داخلياً وخارجياً ،برفقة البرهان، كان وزير الثقافة والإعلام، الأستاذ خالد الأعيسر، الذي يضطلع بدور كبير في تعزيز التفاهم الإعلامي والثقافي بين البلدين في هذه المرحلة، فضلاً عن الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، مدير جهاز المخابرات العامة، الذي سيكون له دور محوري في بحث سبل التعاون الأمني والاستخباراتي بين الخرطوم وأسمرا
الزيارة إذن ليست مجرد زيارة رسمية تقليدية، بل هي خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقة بين السودان وإريتريا في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، إن الدعم الإريتري للحكومة السودانية، سواء على الصعيد السياسي أو الإنساني، يمثل عاملاً مهماً في تعزيز استقرار السودان وحمايته من تأثيرات الحرب، كما أن التعاون الثنائي في مجالات الأمن والاقتصاد والثقافة سوف يفتح آفاقاً جديدة تساهم في تعزيز العلاقات بين الشعبين الجارين، وتدعم استقرار المنطقة بشكل عام.