عادل عوض يكتب .. بالشراكات الاستراتيجية والانتاج لن نحتاج .. زبيدة نموذجاً

قيام السيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان بعقد شراكات استراتيجية في وقت عصيب وحساس خلال زيارته الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية خطوة ممتازة من ناحية التوقيت، كما أن الزيارة في غاية الأهمية بعد انتصارات الجيش السوداني والمخابرات وكتائب الاسناد واكتمال المرحلة الأولى المهمة من معركة الكرامة.
تحديات الدولة المقبلة والتي تتعلق معاش الناس واستقرارهم، هى الأصعب، والأكثر أولوية، وهذا لا يتأتى إلا بالإنتاج والإنتاجية حتى نخرج من دائرة العوز والاحتياج وتعويض فاتورة الحرب المهلكة لخزانة الدولة.
وهنا يبرز الدور الحقيقي للأشقاء والدول الصديقة، ولكن حتى لا تكون عطية مزين يجب أن تبنى هذه العلاقات على مصالح استراتيجية حقيقية ويكون لها ديمومة، خصوصًا وأن المملكة العربية السعودية تضع برنامج الأمن الغذائي العربي في سلم أولوياتها، وهو برنامج للاكتفاء الذاتي.
من المرجح أن تركز الشراكة السعودية السودانية بعد تكوين مجلس التنسيق المشترك على مشروعات التنمية تحت مظلة مركز الملك سلمان، فيما سيعلب القطاع الخاص السعودي الدور الأكبر، وذلك عبر الخارطة الاستثمارية في السودان، ودعم مدخلات الإنتاج الزراعي وتطوير قطاع الثروة الحيوانية وصادراتها. وجاءت هذه الاتفاقية في وقتها ونحن ننطلق من التحرير إلى التعمير، في الخرطوم وقبلها الجزيرة الخضراء. ومن ثمار ذلك التوقيع على مذكرة تفاهم بين شركة زبيدة ومشروع الجزيرة، إذ أنها وبلا شك خطوة في الاتجاه الصحيح، وتدعم الرؤية التنموية للبلدين، خصوصاً وأن مجموعة زبيدة القابضة_ ومقرها في السعودية_ لديها تجارب إقليمية ودولية في مجال مدخلات الإنتاج الزراعي، ولرئيس مجلس الإدارة د. هزبر غلام الشيخ خبرات وتجارب نوعية، ورغبة صادقة في خدمة بلده.
آخر تظاهرة معرض الخرطوم الدولي كان لزبيدة جناح تعرفنا من خلاله على الإمكانيات المتوفرة لها. فضلاً على التجربة الاقليمية والدولية التي جعلتنا نطمئن لها، ونعضد على المشروعات التي تعمل عليها، مع ضرورية أن نقوم بتشجيع الاستثمار وحماية الشراكات التنموية، خصوصًا إذا عبر البحر الأحمر من الخليج.
والأهم زبيدة ليست غريبة على السودان، وهى تتطلع لغد مشرق، ولن تضيرها محاولات تشويه سمعتها، وحفلات الكيد والتأمر التي تنطلق من الحسد والتنافس، وأخرها معركة البنك الزراعي التي حسمها تقرير النيابة العامة، ويكفي فقط الإشارة إلى الأسماء التي تقود هذه الشركة من نجاح إلى نجاح.
مشروع الجزيرة بعد هذه الحرب والعجز في تمويل الموسم الزراعي يحتاج إلى مجهود حقيقي حتى يعود لسابق عهده، وأفضل بعزيمة الرجال.
على السيد وزير الزراعة ومديرو المشاريع الزراعية المعنية بالعروة الصيفية التحرك من اليوم قبل الغد لنجاح الموسم الزراعي الذي يمثل صمام أمان السودان من الجوع والنهوض بالاقتصاد، والرد عملياً على كل من يروج لوجود مجاعة في السودان، ما يتطلب إحكام التنسيق بين كافة المؤسسات المعنية بالشأن الزراعي والاقتصادي.
ويجب زيادة رأس مال البنك الزراعي، وسداد كافة الديون السابقة حتى يستطيع تمويل أكبر قدر من صغار المزارعين والجمعيات النسوية المنتجة لأنهم الحلقة الأهم في الإنتاج. أما كبار المزارعين على بنك السودان أن يعمل ضوابط جديدة للتمويل وتوفير السيولة خاصة للقطاع المطري في القضارف تفاديا للاحتكاكات بين المزارع والعامل ولتجنب تجربة بوادر فشل حصاد الذرة بالقضارف هذا العام نظراً لشح السيولة.
خط أول
إلى السيد محافظ مشروع الجزيرة وبعض الناشطين والحادبين على المشروع عليكم بالتفكير خارج الصندوق والمضي قدماً في أي خطوة يعود نفعها على الجميع وبذل كل ماهو ممكن لعبور هذه المرحلة العصيبة من تاريخ السودان.
خط أخير
ـ بالإنتاج لن نحتاج ـ نصر الله السودان على كل متآمر ومتخاذل.