
لا يخفى على أحد الأثر الذي أحدثته الحرب الكارثية هذه و التي تدور رحاها في البلاد علي الواقع الحياتي بإنعكاساته العميقة والموثرة في نمط الحياة وإيقاعها لما تنطوي عليه من أجندة وماتحمل من سمات تعجل منها ذات ملامح متباينة و بعد له أثره في واقع الحياة بجوانبها المختلفة،،،،
فبجانب فقدان الارواح والدمار والخراب المباشر الذي صاحب ذلك وطال كل أوجه الحياة يبقى الأثر الإجتماعي والنفسي هو الأسوأ وأبلغ واعظم مهدداً للحياة الإجتماعية على الإطلاق كنتاج لهذه الكارثة فضلاً عن التحول الذي حدث في السياق العام وما طرأ عليه من تأثير إنعكس في سلوك ونمط حياة الناس وتفكيرهم وبما أحدث من تغيرات في الفهم وإيقاع الحياة ومضمونها الذي قطعاً تأثر بالوتيرة الإتصالية والرسائل السالبة المصاحبة وإيقاعها غير المتناغم والمتسق مع الثوابت والقيم التي توصف وتحكم حياة المجتمع وسياقه قبل الحرب،،،،
حيث عمدت منصات التواصل للمليشيا وغرفها الإعلامية الموجهة علي التغيير الذي يصب في مصلحتها ويخدم خطها الذي يهدف لإحداث تحول يتسق وما تبشر به لذلك صممت انشطة و خطاب إعلامي له تأثيرها المباشر بما يُبث في تشكيل وتكوين الرأي العام المساند والمناصر لتلكم الرؤى التي تتبني الخطاب الجهوي والمناطقي والإثني وكذا تلكم الرسائل المقصودة والتي تعنى وتعبر عن آراء أصحابها وأحلام من يقفون خلفها و التي تهدف لتحقيق مراميها من خلال ما ترسل من أفكار لدعم دولتهم المزعومة، ،،
هذا الأمركان له مابعده لما أحدثه في تفكير وتوجه العامة فضلا عن محركي المجتمع، ويظهر ذلك جلياً فيما نشهد اليوم من حراك يحمل سمات تحول لا تهدد فقط الحياة الإجتماعية وتماسكها بل يتعدى ذلك لتدميرها وتمزيق الروابط والتماسك المجتمعي والذي سيصبح مشكل حقيقي في المستقبل،،،،
فإضعاف اللحمة المجتمعية والعمل على زرع الفتن وخلق أسباب الفرقة بين المكونات هذا ما تسعى اليه تلكم المنصات والغرف الإعلامية التي وجدت لتلعب مثل هكذا دور الذي يعمل بالتوازي مع النشاط العسكري للمليشياحتي تكتمل حلقات التآمر الممنهج والذي يهدف لإحداث تغيير شامل وكامل يتنكر على الموروث والمسلمات التي ترسم الملامح التاريخية لشعب السودان والعمل على تهيئة المناخ والبيئة لإستيعاب ما يرغبون في تمريره وخلق واقع جديد يتسم بتغيير ديمغرافي وثقافي وطمس للملاح والسمات التي كانت تعبر عن إنسان البلاد وتاريخه،،،
فالتكتل والإستقواء بالجهوية هي نتاج النشاط الإعلامي والتسويق للافكار التي يرادلها أن تصبح هي المرجعية في تحديد وتنظيم العلائق بين مكونات المجتمع،،،،وبناء علي ذلك علا الصوت المهدد للوحدة والتنمية والانتصار للعصبية الضيقة التي لاتؤمن بالتنوع و لاتعترف بالتعايش بين المجتمع،،،،
فذاك هو الخطر المحدق و المهدد لكيان الدولة وهذا ما سعت له المليشيا في إستهداف نمط التعايش والانفراد بسيادة الموقف وفق الأستعلاء العرقي،،، ونجحت بذلك في إقناع السوقة ومحدودي الفكروالبعد الثقافي من شذاذ الآفاق حيث أصبحوا ابواق تخدم أهدافها العنصرية من خلال التسويق وبث تلك الأفكار،،،،
والشاهد في خطورة الامر أن جعلوا لهذه الحرب حواضن بهكذا مفردة والتي جعلت للتمرد والخروج عن إجماع الأمة حاضنة قبلية وهذه أولي الخطوات في إحداث الشرخ في الاستقرار المجتمعي وإحداث الفتنة بين المكونات وانطلى هذا الأمر علي فئة تائة من مدعي الإعلام الزائف (وزلنطحية) الوسائط وأخذوا في تبني نهج علي النقيض من الموقف الرسمي لإعلام الدولة،،،،
فبغباء وجدوا أنفسهم يخدمون خط المليشيا التي أرادت تحويل حربها العنصرية الخاسرة لثورة من أجل حقوق المهمشين والمغلوب على امرهم،،،،، والعمل على إعادة إنتاجها وفق أجندة ذات طابع إنساني جهوي وتسعي لجعل من عمل قواتنا وهي تقوم بدورها الوطني والمفروض عليها القيام به ، وتصويره بانه عمل عدائي و استهداف لمجموعات قبلية مهمشة وبخبث وسوء نية نجحت في أن غررت بالجهلاء وتبعهم أصحاب الغرض والمنتفعين،،،،
فلنحذر الفتنة وعلينا جميعاً ادراك ألاعيب الغوغاء ومسانديهم من المخابرات الاجنبية العميلة وقوم تبع إذ أنه ليس للمليشيا حاطنة قبلية كما يزعم أصحاب الغرض دعاة الفرقة والشتات وزُراع الفتنة ،بل هناك من التزم صف المليشيا بجهالة و لاغراض شخصية ومغريات دنيوية الكل كان يعلمها والتي طالت حتي زعماء القبائل و قادتها أجمعين،لكن الخلص من الوطنين وما اكثرهم كانت لهم مواقف مشهودة وأدوار معلومةوخير دليل على ذلك الإنتصارات التي تشهدها المحاور التي كذبت ذلك الادعاء والقمت المروجين حجراً، ومواطن كثيرة تجعلنا نستهجن ما يصدر عن الرعاع ونفوت عليه الفرصة لإحداث شرخ إجتماعي في بنية المجتمع،،، ونؤكد على إصطفاف الشعب خلف راية قواته المسلحة رمز العزة والكرامة وتحت راية الوطن بشمم وأيباء،،،ونصر من الله وفتح قريب،،،،،،،