مقالات الرأى

حسين خوجلي يكتب … أبو ريشة يخترق تشكيل حكومة الأمل

تابعنا على واتساب

كنا في أيام الصبا الأول ونحن نتلمس طريقنا صوب الأدب والصحافة والثقافة والشعر، نتخير القصائد الفرائد والأبيات الشوارد لنتعزى بها ونتأسى، ونتعلم ونتحصن بها من الواقع العربي المذل والمهيض الجناح.

ومن الشعراء الذين كنا نعتز بهم كثيرا ليغسلوا بأشعارهم دواخلنا من عار الهزيمة وسوالب المشاعر، الشاعر العربي الكبير عمر أبو ريشة. وقد كان سفيرا بالخارجية في سوريا الكبرى قبل أن ينالها التقسيم والتفريق وطاعون الشتات
وكان جيلنا يحفظ عن ظهر قلب أغلب قصائده الوطنية ويتوقف عند أبيات القصيد التي تجمع ما بين التفجع والرفعة والنداء الأخير.
رب وامعتصماه انطلقت
ملء أفواه البنات اليتم

لامست أسماعهم لكنها
لم تلامس نخوة المعتصم

أمتي كم صنم مجدته
لم يكن يحمل طهر الصنم

لا يلام الذئب في عدوانه
إن يك الراعي عدوَّ الغنم

ومن السرديات الصحفية التي تُحكى عن الرجل والمهندس والدارس للكيمياء بأرقى الجامعات البريطانية بيد أنه تركها للأدب والقصيد واللغات، فالرجل من غير شاعريته ووطنيته الفياضة كان يتحدث سبع لغات. عندما تم تعيينه سفيرا عربيا بالولايات المتحدة الأمريكية ذهب للبيت الأبيض لتقديم أوراق اعتماده للرئيس الأمريكي النجم والمثير للجدل جون كيندي القتيل. كانت ترتيبات البروتوكول تقتضي أن تكون مدة اللقاء مع الرئيس عشر دقائق فقط فإن زادت فان سكرتير مكتب الرئيس يفتح الباب في هدوء ليذكر الرئيس بأن مدة اللقاء قد انقضت. ولأن الرئيس الأمريكي فوجئ بثقافة الرجل ولغته المتدفقة ومعلوماته الموسوعية التي كان يرسلها في لباب الدعابات واللطائف فقد استبقاه ليسامر اللقاء لأكثر من ساعتين، فكلما فتح السكرتير الباب ليعلن انقضاء المقابلة كان الرئيس كيندي يصرفه بإماءة منه واشارة لطيفة.
وعندما انقضت المقابلة بطلب من أبو ريشة قال له الرئيس الأمريكي: لو كنت أمريكيا لعينتك وزيرا للثقافة أو مندوبا لبعثة الولايات المتحدة بالأمم المتحدة أو عينتك مديرا لمكتبي.
فأجاب عمر أبو ريشة بسرعة وهدوء وقد انطلقت كلماته من خلف ابتسامة ساخرة تحمل الكثير من المعاني قائلا: لو كنت أمريكيا لجلست مكانك يا سيادة الرئيس فضحك جون كيندي عاليا على غير عادته حتى انتبهت سكرتاريا مكتبه والمكتب المجاور وصار بعدها الرجل للرجل صديق.

عندما مرت بخاطري هذه الحكاية الموحية أغرتني بأن أرسل برقية للأخ الدكتور كامل الطيب أدريس رئيس الوزراء والمكلف بتشكيل الوزارة الأمل الحلم المرتجى، صحيح أن الكفاءة والتجرد واللانتماء الحزبي في هذه المرحلة مهم، ولكن عليك يا سيادة الرئيس أن تراعي في مزايا وزرائك الجدد اعتداد وكبرياء أبوريشة الحميد أو بعضه.
نأمل ذلك في فضائل (الكابنت) الجديد قبل الفحص الأمني، ورضا الجماهير المأمول. فهل نطمع في هذه الفضيلة هل؟

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى