
لدي قناعة شخصية بأن الصورة التي يظهر بها رئيس الوزراء د.كامل إدريس ليست هي شخصيته الحقيقية، ولا تعكس نهجه الإداري المعروف بالحزم والانضباط. ثمة من يريد له أن يبدو بهذه الصورة المربكة لسببٍ ما، لكن على أي حال، فإن الواجب الوطني يقتضي أن يتخذ رئيس الوزراء جملة من القرارات الشجاعة لتصحيح هذا الوضع الشائه والمعيق، وأن يتحرر من القيود التي تكبله، وينطلق بحكومة الأمل نحو الناس والتحديات، عابراً الصعاب ومتجاوزاً العراقيل، وأول ما يجب أن يبدأ به هو:
- إعادة هيكلة مكتبه، وتبديل طاقمه الحالي بآخر يمتلك وزناً سياسياً وخبرة في إدارة العمل التنفيذي، بعيداً عن المجاملات والولاءات الشخصية. كما ينبغي إعفاء جميع المستشارين أو على الأقل تقييد نشاطهم الخارجي، خصوصاً أولئك الذين تربطهم علاقات مشبوهة مع بعض “الجوكية” و”السماسرة” ، فذلك الباب هو أخطر منافذ الفساد. والتجربة أثبتت أن لا جدوى تُرجى من استمرارهم.
- من المهم أيضاً عودة وزير الثقافة والإعلام بكامل صلاحياته، ليقود رؤية إعلامية واضحة تتناسب مع المرحلة الحساسة الراهنة، لا أن يظل مجرد مرافق في الزيارات الخارجية.
- كما يستلزم الأمر تعيين خبير مختص في شؤون البروتوكول الرئاسي يتولى تنظيم زيارات وحركة رئيس مجلس الوزراء، ويضبط آليات الجلوس والتصوير واللقاءات بما يليق بالمقام الرسمي، مع تعيين مدير مكتب صحفي محترف يتابع بدقة ما يُنشر، ويراجع التصريحات والبيانات، ويدير المنصات الإعلامية والرقمية الخاصة برئيس الوزراء بوعي وذكاء .
- أما في ما يتعلق بالزيارات الخارجية، فينبغي وقف العشوائية والاستعجال الذي يصحبها، وتشكيل لجنة لتقييم أداء البعثات الدبلوماسية، مع إلزامها بمهام محددة وأهداف عملية تخدم توجهات الحكومة.
- وأخيراً، يجب الانتقال رسمياً إلى العاصمة الخرطوم، وعقد جلسات مجلس الوزراء بصورة دورية ومنتظمة، لمتابعة تنفيذ القرارات المرتبطة بمعاش الناس وخدماتهم الضرورية من صحة ومياه وأمن وكهرباء وغيرها.
هذا غيض من فيض، ووراءه ملفات كثيرة تحتاج إرادة جادة وقرارات جريئة تعيد للدولة هيبتها وللناس ثقتهم في حكومة الأمل.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم.