أكد تقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي أن السودان يحتل المرتبة الأولى بين الدول العربية في إنتاج الذهب، رغم التحديات الأمنية والاقتصادية التي فرضتها الحرب المستمرة منذ عام 2023، مشيرًا إلى أن ولايات نهر النيل والشمال والبحر الأحمر تشكل العمود الفقري لعمليات التعدين في البلاد.
وبحسب تقرير بعنوان “الذهب والحرب في السودان” الصادر عن معهد تشاتام هاوس، فإن تجارة الذهب ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالصراع الدائر، خاصة في ظل تراجع مؤسسات الدولة وتوسع التعدين غير المنظم.
قبل اندلاع الحرب، بلغ الإنتاج الرسمي للذهب في السودان أكثر من 80 طنًا سنويًا، لكنه تراجع بشكل حاد إلى نحو طنين فقط بين أبريل وأغسطس 2023، قبل أن يعود للارتفاع إلى 73.8 طنًا في عام 2024، وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي.
وفي أحدث إحصائية، أعلنت الشركة السودانية للموارد المعدنية أن إنتاج البلاد بلغ 37.3 طنًا خلال النصف الأول من عام 2025، مسجلًا زيادة ملحوظة مقارنة بالسنوات السابقة، رغم استمرار الحرب وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية.
يتركز الإنتاج حاليًا في سبع ولايات، بعد افتتاح مكاتب جديدة في جنوب كردفان، مقارنة بـ14 ولاية كانت تنتج الذهب قبل الحرب، بحسب بيانات مركز ديفان للأبحاث، ما يعكس تقلص النشاط الجغرافي للتعدين الرسمي.
تشير تقارير صادرة عن معهد الدراسات السياسية الدولية (ISPI) وتشاتام هاوس إلى أن جزءًا كبيرًا من إنتاج الذهب في السودان لا يُسجل رسميًا، بسبب التهريب والتعدين العشوائي، ما يجعل الأرقام الرسمية أقل من الواقع الفعلي، ويطرح تحديات كبيرة أمام ضبط الموارد وتعزيز الشفافية في قطاع التعدين.
ويُعد الذهب أحد أبرز الموارد الطبيعية في السودان، لكنه أيضًا أحد أكثرها ارتباطًا بالتوترات السياسية والاقتصادية، ما يجعل مستقبل هذا القطاع مرهونًا بالاستقرار الداخلي وإصلاح منظومة الرقابة والإنتاج

