:: (نعترف بأخطاء يتحملها الجميع)، حاكم دارفور مني أركو مناوي، عقب سقوط بارا و الفاشر، كأول مسؤول سوداني يعترف بالأخطاء في تاريخ السودان الحديث.. كما تعلمون، الإعتراف بالخطأ في ثقافة نخب السياسية (مذلة)، بيد أن المكابرة شجاعة والتمادي في الخطأ ( شطارة )..!!
:: فيما كانت مليشيا و مرتزقة أبوظبي تغزو بارا، كان المجلس السيادي يجتمع بالجاكومي و محمد وداعة و آخرين آحزابهم غير مؤثرة حتى في بيوتهم، كان المجلس يجتمع بهم في بورتسودان ويحاضرهم سياسياً ثم يستمع إلي تنظيراتهم بالساعات، وكانت بارا تصطلي بالغزو ..!!
:: وفيما كانت مليشيا أبوظبي تُحاصر معاقل الأبطال بالفاشر لحد التجويع، كان رئيس الوزراء يوجّه بالإسراع في إنشاء حديقة حيوانات ببورتسودان لتوفير بيئة ترفيهية للمواطنين وتُثري تجربتهم الحياتية، ثم يوجه الولاة بمساعدة مجلس عاطل على تزكية المجتمع، وكانت الفاشر تترقب مجازر العصر ..!!
:: وفيما كانت مليشيا أبوظبي ترتكب جرائم الإبادة والتطهير العرقي والتهجير القسري والقتل على الهوية بالفاشرو أريافها، وتتباهى بالجرائم و تنشرونها في وسائل الإعلام، وفي ذات الوقت كان نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار يخاطب العبث المسمى بورشة إصلاح قانون الأحزاب..!!
:: وبهذا الوهن – واللامبالاة – بورتسودان هي التي حفّزت جنجويد آل دقلو على إسقاط بارا و الفاشر و إرتكاب الجرائم، وهذا ليس محض خطأ كما يصفه حاكم دارفور، بل جريمة في حق الشعب و البلد، وليس في فقط في حق بارا و الفاشر و أهلها المنكوبين و المكلومين..!!
:: كتبنا يوم تحرير الخرطوم ( لا تحتفلوا)، فالمعركة لم تنته، وأن هذا التحرير يجب أن يعني للحكومة نفضها لغُبار معارك الخرطوم عن جسدها، ثم تتهيأ لخوض معارك دارفور وكردفان، حتى تتعافى كل ربوع بلادنا من فيروس آل دقلو و مُرتزقة الإمارات.. ولكن بورتسودان لاتقرأ أولاتفهم إلا ضحى الغزو ..!!
:: ناشدناهم، بأن الذين قتلوا ونهبوا بالخرطوم و الجزيرة و هربوا، ما كان عليهم أن يتنفسوا الصعداء في دارفور وكردفان، و ما كان عليهم أن يتنعموا بما نهبوا، بل يجب الزحف إليهم متحركاً تلو الآخر، حتى يتم القضاء عليهم، ولكن المزاج العام ببورتسودان وأد هبة الشعب و مقاومته وكشف ظهر الفرسان – بمحاور القتال – للعدو..!!
:: واليوم ما يُحزن ليس فقدان الأرض، فالأرض لامحالة عائدة بإذن الله، فما يُحزن هو ما آل عليه حال الناس بالفاشر و غيرها.. فالأوغاد الذين يتشدقون بالديمقراطية والعدالة، ينتهكونها ويفتخرون بالجرائم لحد بثها بطرب وسعادة ..وليس في أمرهم عجباً، فالمرضى تسعدهم السادية التي تربوا عليها..!!
:: وعليه، كما قال مناوي (يجب إصلاح الأخطاء بشكل صارم)، وليس هناك خيار آخر طالما ثقة الشعب في جيشه ( كما هي)..وناهيكم عن بارا و الفاشر، بل حتى لو سقطت الخرطوم وبورتسودان، لن تهتز ثقة الشعب في الجيش والقوات المعاونة..ولكن بشكل صارم يجب إصلاح حال الذين يهدرون الجهد والمال والوقت في ( سباق الحمير)..!!