دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش” مجلس الأمن الدولي إلى فرض عقوبات عاجلة على قادة قوات الدعم السريع، والضغط على الإمارات والدول الأخرى الداعمة لها، لوقف الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها بحق المدنيين في إقليم دارفور، عقب استيلائها على مدينة الفاشر في 26 أكتوبر 2025.
وقالت المنظمة في بيان الخميس، إن عشرات المقاطع المصورة التي نُشرت خلال الأيام الماضية تُظهر قوات الدعم السريع وهي تنفذ عمليات قتل ميداني وتعتدي على الفارين من الفاشر، في مشاهد وصفتها بأنها “تحمل بصمات سجل الدعم السريع الحافل بالفظائع الجماعية”.
وأضاف فيديريكو بوريلّو، المدير التنفيذي الانتقالي لـ”هيومن رايتس ووتش”، أن الصور القادمة من الفاشر تكشف عن جرائم بشعة تستوجب تحركًا دوليًا عاجلًا، محذرًا من أن “التقاعس عن الرد سيترك المدنيين عرضة لمزيد من الجرائم”.
وطالبت المنظمة دول “الرباعية” – الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات – بإعلان موقف واضح لمحاسبة قادة الدعم السريع، وتجميد أصولهم وفرض حظر سفر عليهم فورًا.
وأشار التقرير إلى أن قوات الدعم السريع فرضت حصارًا خانقًا على الفاشر طوال 18 شهرًا، ومنعت وصول الغذاء والإغاثة، مما تسبب في مجاعة داخل المدينة ومخيمات النازحين، في وقتٍ كانت تحفر فيه خنادق وتبني سواتر ترابية حولها لمنع الهروب أو دخول المساعدات.
وأكدت المنظمة أن المدنيين الفارين من المدينة واجهوا على طول الطريق عمليات اغتصاب ونهب وقتل، وأن مقاطع الفيديو التي جرى تحليلها تُظهر مقاتلين من الدعم السريع يُعدِمون مدنيين جرحى بدم بارد، ويسخرون من الضحايا قبل قتلهم.
وكان المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، قد حذر من أن خطر ارتكاب مزيد من الفظائع ذات الدوافع العرقية في الفاشر يتزايد يومًا بعد يوم، فيما أفاد مكتبه باعتقال مئات الفارين من المدينة.
وأوضحت “هيومن رايتس ووتش” أن استيلاء الدعم السريع على الفاشر جاء بينما كانت محادثات غير رسمية تُجرى في واشنطن بين أطراف النزاع برعاية دول “الرباعية”، في وقتٍ تؤكد فيه تقارير أممية وإعلامية أن الدعم السريع يتلقى دعمًا عسكريًا ولوجستيًا من الإمارات، بما في ذلك أسلحة ومقاتلين أجانب.
واختتم بوريلّو بالقول: “على المجتمع الدولي أن يوجّه رسالة حازمة لقادة الدعم السريع بأن جرائمهم لن تمر بلا عقاب. مجلس الأمن والدول الرئيسية أمام اختبار حقيقي لردع هذا السلوك الإجرامي، عبر فرض عقوبات فورية على محمد حمدان دقلو (حميدتي) وشقيقه عبد الرحيم”.
