مقالات الرأى

عبدالماجد عبدالحميد يكتب .. إلى البرهان، إلى رئيس الوزراء، أدركوا الولاية الشمالية قبل فوات الأوان.

■ بدعوة كريمة من البروفيسور عصمت قرشي، وزير الزراعة والري، زرت الولاية الشمالية لحضور تدشين الموسم الشتوي. كانت الزيارة فرصة نادرة لمعايشة واقع الحياة وهموم الناس في الولاية الشمالية التي يعاني إنسانها النبيل جملة تحديات يأخذ بعضها برقاب بعض.

■ سعدت حقًا بالتعرف عن قرب على طريقة التفكير التي ينظر بها وزير الزراعة لمهمته الحالية. البروفيسور عصمت لديه قناعة راسخة بأن الحرب الحالية التي تتولى كبرها ووزرها مليشيات الجنجويد وعصابة أبولولو تقودها جهات دولية هدفها تفكيك الدولة السودانية. ومما يراه الوزير البروفيسور عصمت أن أهم ملفات تفكيك الدولة السودانية هي تعطيل قاطرة الثورة الزراعية بالسودان عبر تعطيل وتكسير المشاريع والتجارب الزراعية الناجحة.

■ كانت خلاصة هذه الرؤية هي أحاديث البروفيسور عصمت في جولته بالولاية الشمالية، وهي جولة سنعود لها تفصيلاً لأهميتها.

■ عقب نهاية برنامج رحلتنا مع الأخ وزير الزراعة، استأذنته في البقاء لأيام في مدينة مروي لزيارة أحباب وصحاب جمعتنا بهم وأهلهم رحلة سنوات من المحبة والمودة والإخاء وباعدت بيننا مشاغل الحياة وعراكها الذي لا ينتهي. كنت حريصًا على البقاء بعيدًا عن طقس الصحافة وأسئلة الناس عن الراهن السياسي.لكنني فوجئت بقضية لا تحتمل التأجيل ولا التأخير .. قضية تحتاج إلي تدخل عاجل من الفريق البرهان رئيس مجلس السيادة والبروفيسور كامل إدريس رئيس مجلس الوزراء..
■ بتاريخ 26أغسطس2025 بعث والي الولاية الشمالية الفريق الركن عبدالرحمن عبدالحميد إبراهيم والي الولاية الشمالية المكلف خطاباً إلي فخامة السيد رئيس مجلس السيادة القائد العام بخصوص أيلولة المشاريع المصاحبة لقيام سد مروي للولاية الشمالية .. وفي خطابه لرئيس مجلس السيادة أوضح الوالي المكلف أن الخطاب يأتي علي خلفية لقاء سابق له مع القائد العام في خواتيم شهر أبريل من العام الحالي وأن المشاريع التي يريد الوالي المكلف أن تؤول إلي الولاية الشمالية هي مشروع الحامداب الزراعي .. مشروع أمري الزراعي .. مدينة مروي الطبية ..المخازن المبردة بمروي .. مباني هيئة تطوير الزراعة بتنقاسي ..
■المدهش في خطاب الوالي أن هذه المشاريع تعاني الإهمال ومساهمتها في الناتج القومي ضعيفة بسبب عدم دخولها في خطط الولاية الإنتاجية والتطويرية وأضاف الوالي إن هذه المشاريع سيكون لها أثر في مسيرة الولاية التنموية إن تمت أيلولتها للولاية وأضاف الوالي فقرة غريبة في خطابه بأن هذه الأيلولة سيكون لها أثر كبير في تنمية الولاية التي تستهدف هذا العام زراعة مليون فدان !!
■والغريب في أمر والي الولاية الشمالية الذي كان غائباً عن ولايته أثناء زيارة وزير الزراعة ( سافر إلي القاهرة لحضور ملتقي للإستثمار مع رجال أعمال مصريين ).. الغريب في أمروالي الشمالية أن ولايته لاتملك حتي لحظة كتابة هذه السطور أي خطة لكيفية تمويل زراعة المليون فدان التي أشار إليها في خطابه لرئيس مجلس الولاية .. والمحزن حقاً أن الموسم الزراعي في العام الماضي شهد فشلاً ذريعاً لأسباب لايُسأل عنها الوالي الحالي ..
■المدهش حقاً مرة أخري أن الفريق الركن محمد الغالي الأمين العام لمنجلس السيادة بعث بخطاب إلي السيدة وزير شؤون مجلس الوزراء يفيد فيه بإحالة خطاب والي الولاية الشمالية وتوجيه رئيس مجلس السيادة للبحث عن جدوي وفائدة المشروعات المذكورة للولاية الشمالية !!
■ هنالك جانب آخر من الصورة يحتاج إلي تدقيق من السيد رئيس مجلس السيادة من جهة .. ورئيس الوزراء من جهة أخري .. والتدقيق المطلوب هو أن يتم تشكيل لجنة محايدة من المركز لزيارة الولاية الشمالية وولاية نهر النيل لتقف علي حقيقة الموقف ميدانياً قبل أن يتم التقرير في طلب والي الولاية الشمالية عن طريق الدورة المستندية والخطابات الباردة التي يمكن أن تتحول إلي قرارات ستكون نتائجها كارثية علي الولاية الشمالية ..
■ أقول وبالصوت العالي .. هنالك جهات ( سنكشفها تباعاً ) لديها مصلحة مباشرة في تفكيك المشاريع الناجحة لهيئة تطوير الزراعة بالشمالية ونهر النيل .. وهي ذات الجهات التي ساهمت وتساهم منذ سنوات في إضعاف الهيئة وتكسيرها وخنقها وقتل مبادراتها العملية في تطوير الزراعة بولايتي نهر النيل والشمالية ..
■هل هي مصادفة أن يتزامن خطاب والي الولاية الشمالية إلي رئيس مجلس السيادة وتحويل خطاب الوالي بهذه السرعة إلي مجلس الوزراء .. هل هي مصادفة أن تتزامن هذه المخاطبة مع خطاب آخر من الأمين العام لمجلس الوزراء بتاريخ 20 سبتمبر 2025 حول خطاب من والي الولاية الشمالية يطلب فيه نقل ملكية وتبعية مشروع دواجن النيل ( أحد المشروعات الناجحة ليس في الولاية الشمالية فقط وإنما في السودان ) لشراكة بين الولاية الشمالية بنسبة 40 % ومنظومة الصناعات الدفاعية بنسبة 40% والمؤسسة التعاونية الوطنية بنسبة 20% .. والغريب جداً في هذا الخطاب التوجيه بأن يتم خصم قيمة نسبة منظومة الصناعات الدفاية ال40%( وردت هكذا في الخطاب) من مديونية المنظومة لدي وزارة المالية !!
■السؤال الذي يقف في وجه هذه القسمة الضيزي وأين نصيب ولاية نهر النيل من قسمة تركة دواجن النيل التي لديها مشروعات وحظائر ناجحة في الولاية ؟!
■وسؤال آخر : كيف ستقوم الولاية الشمالية بإدارة حصتها البالغة 40% من مشروع ناجح علماً بأنها تعجز عن إدارة مشاريع عديدة تقع تحت ولايتها الكاملة ؟!
■ أيها الناس .. نحن أمام مؤامرة صامتة تتم تحت وقع الأزمات الطاحنة التي تعيشها بلادنا .. ومحزن حقاً أن يستغل بعض النافذين الظروف الضاغطة التي يعيشها رئيس مجلس السيادة لتمرير قرارات ظاهرها المصلحة العامة وباطنها خطط ماكرة للإستيلاء علي مشاريع وتجارب ناجحة بذرائع لم تستكمل حصتها من النقاش والحوار الأمين والصادق من أجل المصلحة العامة ..
■ إلي رئيس مجلس السيادة ..
■إلي رئيس مجلس الوزراء ..
لا تسمحوا بتمرير مؤامرة تدمير المشاريع الناجحة بالولاية الشمالية ..
■ولنا عودة بالصوت والصورة ..
■ نصرٌ من الله وفتحٌ قريب ..

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى