*كلما وجدت المليشيا نفسها في ورطة لاتدري ماذا تفعل حيالها لجأت إلى غرفها الإعلامية التي سرعان ماتغرق الميديا والوسائط بشائعات لا تنطلي على عاقل ولاتفوت على فطنة اي سوداني يدرك انها شائعات من نوع ( واحد جنيه) وانا هنا لا اعني بكلمة (المليشيا) ذاك الشخص الذي يحمل سلاحه ويلف كدموله وعليه ملابس متسخة تفوح منها رائحة نتنة قذرة ويحدثنا عن تحقيق الديمقراطية ومحاربة دولة 56 بل أعني كلاب صيدهم وحلفاءهم و(متصورين) معاهم (القحاتة) الذين أصبحوا بفعل دراهم ودولارات ( بن زايد) دعامة أكثر من الدعم السريع ذات نفسه.
*ورغم التأكيدات المتكررة لقيادة الدولة بعدم التفاوض مع المليشيا والتي عبّر عنها البرهان في كثير من المواقف المسنودة بإرادة الشعب السوداني الرافض لوجود الدعم السريع وقحت في الحياة السياسية الا ان القحاتة ما زالوا يحدثونا عن هدنة ثلاثة أشهر تم الاتفاق عليها في واشنطون مع وجود آليات رقابة دولية للهدنة.
*هبّ ان الرواية التي نسجها القحاتة عن وجود هدنة صحيحة وان الدولة قد اتفقت ( سراً) على هذه الهدنة حسب ما ورد في الاشاعة، وهبّ ان دعوات الهدنة التي طفق القحاتة ( الكيوت) يحدثها عنها ذات مقصد نبيل فهل هنالك آلية دولية تضمن بالا يستغل الدعم السريع الهدنة المؤقتة ويحولها لفرصة لإعادة التموضع العسكري؟ على غرار ما حدث في جدة في الأشهر الأولى للحرب حينما استغلت المليشيا الهدنة في إيصال الإمداد العسكري من الأسلحة والعتاد بدلاً من المساعدات الإنسانية.
*لا اظن أن الدولة بهذه السذاجة حتى تقع في نفس الخطأ مرتين فالتجارب السابقة مع الهدن المؤقتة أظهرت ضعف الالتزام الميداني لعناصر المليشيا التي لا تجيد سوى الغدر والخيانة فغالبًا ما تقوم بخرق الهدنة بعد ساعات أو أيام، فبدلاً من أن تمهّد الهدنة لطريق التسوية فإنها تمنح المليشيا مساحة لإعادة ترتيب صفوفها وشن عمليات عسكرية على بعض المناطق.
*لا يوجد أحد يمكن أن يرفض إيقاف الحرب ولو لفترة مؤقتة وتحقيق السلام ولكن إرادة السودانيين وحدها هي التي ستقرر وستجلب السلام الحقيقي الذي يعالج جذور الأزمة السودانية، لا أعراضها فقط ويقتص لهم من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا في حقهم فلك ان تتخيل انه في الوقت الذي يتحدث القحاتة عن هدنة هي من وحي خيالهم المريض هناك في الفاشر يتباهي المجرم ابو لولو بأنه قتل أكثر من 2000 مواطن ثم توقف بعد ذلك عن عد القتلى.
*الحديث عن هدنة في هذا التوقيت لا يعدو كونه ورقة ضغط سياسية خبيثة تحاول من خلالها المليشيا وانصارها أن تجبر الحكومة السودانية بقبول الأمر الواقع خصوصًا بعد احداث الفاشر وإظهار ان المليشيا حريصة على تحقيق السلام حتى لا تطالها يد العدالة والمساءلة القانونية فارواح المواطنين في الفاشر وشرف المغتصبات من نساءها كفيل بأن يرسل القحاتة والدعامة والإماراتيين والمحايدين الذين يقفون في المنطقة الرمادية الي الجحيم
*فالسودان اليوم يقف على مفترق طرق لايعرف اي خيار اخر سوى (بل بس) حيث لا مجال لهدن أو مفاوضات أو غيرها من الأشياء التي تدنس كرامته وتمرق أنفه في التراب ويبقى صوت الشعب السوداني هو الأحق بأن يُسمع، لأنه وحده من يدفع ثمن الحرب والسلام معًا.
*فـ ( هدنة) شنو البدلت بيها هواي انا
