اقتصاد

خطوة مهمة تحسم الجدل بشأن مصير حقل هجليج

الخرطوم – جوبا – طلال مدثر- حسمت شركة 2B OPCO الجدل حول استئناف العمل في حقل هجليج بوصول طلائع فرقها الفنية إلى المواقع الميدانية أمس الأربعاء، الرحلة التي استغرقت ثلاثة أيام من النقل الجوي والبري عبر الرنك ويونتي وضعت المهندسين وجهاً لوجه مع التحدي الأهم:

إعادة الروح لمحطة الـ Power Plant الكهربائية التي تغذي الآبار والمعسكرات ومرافق الإنتاج في المربع (2) وهي محطة قادرة على مناولة نحو 130 ألف برميل يومياً من الخام الحدودي الذي يغذي اقتصادَي البلدين.

سباق الـ 14 يوماً
باشر الفريق فور وصوله مراجعة شبكات الوقود والمغذيات الكهربائية داخل المحطة المركزية.
تجهيز الـ Power Plant للعمل يمثل الخطوة المحورية لاستعادة معدلات الإنتاج في المربع (2) الذي يرتبط تاريخياً ببلوكات 1 و2 و4 التي تديرها شركات مشتركة مثل CNPC وPetronas وNilepet.

مصادر ميدانية أكدت لنا هاتفياً أن العمل سيتواصل على مدار أسبوعين لتهيئة الموقع لاستقبال وفود الشركات الزميلة وهو ما سيعيد مطار “الوحدة” إلى واجهة الحركة الملاحية الكثيفة لنقل المعدات والكوادر خاصة بعد تعطيل الطيران بسبب الاشتباكات الأخيرة.

في الوقت الذي ترابط فيه بالعاصمة الجنوب سودانية جوبا فرق فنية أخرى مكتملة الاستعداد تابعة لـ 2B OPCO، في انتظار نتائج عمل الفرقة المتواجدة الان بالحقل للتحرك على ضوئها

خلفية المشهد: تأمين سيادي وشراكة استراتيجية
تأتي هذه الخطوة مدعومة بسيطرة تأمينية كاملة فرضها جيش دولة جنوب السودان على كافة مساحات الحقل ومحطات المعالجة المركزية (CPF) تنفيذا لاتفاقية الدفاع المشترك بين الخرطوم وجوبا الذي دخل حيز التنفيذ.

هذا الاتفاق الثلاثي الحديث يحمي هجليج من امتداد الحرب بما في ذلك الهجمات بالطائرات المسيرة التي جبرت شركات على إعلان “القوة القاهرة” مؤخرا.

هذه السيطرة الميدانية مهدت الطريق لشركة جوبك (GPOC) لتدشين حضورها كشريك جديد في التشغيل المشترك ( شراكة تضم Nilepet مع عمالقة آسيويين) مما يضمن استدامة تدفق النفط بعيداً عن التجاذبات السياسية ويعيد إيرادات حيوية لاقتصادَي السودان وجنوب السودان.

أخيرا
بينما تضع الفرق الفنية لمساتها الأخيرة على صمامات الإمداد تدخل هجليج مرحلة جديدة من الإنتاج الفعلي.

إصلاح محطة الكهرباء سيمثل إعادة الروح لقلب الاقتصاد السوداني فكل قطرة خام تخرج من هنا هي بمثابة وقود لعودة الحياة من جديد وبداية فعلية لعودة آلاف الموظفين والعمال في مناطق الرنك ويونتي والوحدة لمواقعهم.

الوصول لمرحلة ضخ الخام من جديد بات يتوقف على نجاح هذه الاختبارات الفنية داخل هجليج مما يجعل الـ 14 يوماً القادمة هي الاختبار الأصعب لقطاع النفط السوداني في مواجهة تحدي الاستمرارية لاستعادة السيادة على موارد السودان النفطية قبل فوات الأوان.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى