ناشطون عقدوا مقارنة بين سلوك الجانبين عقب سقوط الإنقاذ ونظام بشار … “تقدم” والمعارضة السورية … فرق السماء والأرض
تقرير : ضياءالدين سليمان
ما أن أعلنت المعارضة السورية نجاحها في إسقاط نظام بشار الأسد الذي جثم على صدر السوريين لأكثر من 50 عاماَ حتى ضجت وسائل التواصل الاجتماعي في السودان بعقد مقارنات ما بين النموذج السوري في التعاطي مع شأن الدولة ما بعد بشار وما بين ما فعلته قوى الحرية والتغيير في السودان بعد ذهاب نظام الإنقاذ وإعتلائها هرم الحكم في البلاد.
والمعارضة السورية هو مصطلح شامل للمجموعات والأفراد الذين ظلوا يطالبون بتغيير النظام في سوريا، ومعارضة حكومة حزب البعث. حيث توحدت في العام 2011 عقب اندلاع الحرب الأهلية السورية لتشكيل الائتلاف الوطني السوري لتتحول في العام 2012 الي مجموعة معارضة شاملة جديدة تحت اسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية التي استطاعت بعد مضي 13 عاماً من النضال أن تسقط ما اسمته بنظام ” دكتاتور سوريا”
وتبدو المقارنة معدومة بين قحت والمعارضة السورية التي اختارت الحفاظ على مؤسسات الدولة دون اللجوء إلى الانتقام والتشفي مع خصومها عكس ما فعلته قحت والتي تعتبر الحرب احد افرازات سياستها ومحاولات تدمير مؤسسات الدولة.
الفترة الإنتقالية
أعلن المتحدث باسم إدارة الشؤون السياسية التابعة للحكومة المؤقتة السورية عبيدة أرناؤوط الخميس أنه سيتم تجميد الدستور والبرلمان خلال الفترة الانتقالية التي ستمتد 3 أشهر.
وفي تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية قال أرناؤوط إنه سيتم “تشكيل لجنة قانونية وحقوقية من أجل النظر في الدستور وإجراء التعديلات”، مشيرا إلى أولويات مرتبطة بـ”حماية المؤسسات والوثائق والثبوتيات” فضلا عن مواجهة التحديات على صعيد الخدمات.
بينما قادت قحت تفاوضاً ماراثونياً مع المجلس العسكري الذي قاد التغيير على نظام الإنقاذ وبعد حالة شد وجزب ليكون الاتفاق على أن تكون الفترة الانتقالية أربع سنوات رغماً عن ان قحت قدمت رؤيتها على أن تكون الفترة الانتقالية عشر سنوات وهو ما قاله قائد التمرد حميدتي الذي كان يمثل المجلس العسكري في التفاوض مع قحت آنذاك.
حماية المؤسسات
وأضاف الناطق الرسمي أرناؤوط “لدينا الآن أولويات مرتبطة بالحفاظ وحماية المؤسسات”، مؤكدا أن “هذه المرحلة عنوانها دولة القانون والمؤسسات (…) وكل مواطن سوري سيستعيد كرامته ويستعيد حريته المسلوبة” نافياً ما تردد في وسائل الإعلام عن نيتهم في حل الجيش السوري.
بينما سعت قحت ومنذ يومها الأول لهدم مؤسسات الدولة تحت دعاوى تبعيتها للنظام السابق حيث قامت إنشاء لجنة في ظاهرها تفكيك تمكين نظام الثلاثين من يونيو بينما يحمل باطنها تفكيك مؤسسات الدولة حيث فصلت الآلاف من الخدمة ونادى منسوبيها بحل الأجهزة الأمنية على غرار ما حدث لهيئة العمليات ومحاولة أضعاف الجيش والشرطة والأمن بترديد ( معليش معليش ماعندنا جيش ) وكنداكة جات بوليس جرا).
التشفي والانتقام
عمدت قحت على إنتهاج نهج إقصائي في حكمها من خلال ممارسة عملها السياسي منفردة دون أن تسمح لمعارضيها التواجد في ميدان الفعل السياسي حيث قامت بإعتقال الآلاف من قادة الاسلاميين والأحزاب الأخرى التي تعارض نظامها بل صممت قانوناً خاصاً للعزل السياسي منعت بموجبه بعض الاحزاب ذات التوجهات الإسلامية من ممارسة نشاطها السياسي عطفاً على توجيه الأجهزة الأمنية بإعتقال قادة المؤتمر الوطني في الولايات والمركز.
بينما ضربت المعارضة السورية امثولة رائعة في التسامح حينما قالت بأن سوريا للجميع دعت جميع القوى السياسية للعمل من أجل نهضة سوريا التي مزقتها ويلات الحرب بل دعت حتى قادة حزب البعث العربي والضباط الذين ينتمون إليه بضرورة البقاء في منازلهم دون ممارسة اي فعل سياسي مع ضمان الخروج لأي منهم خارج سوريا الا من ثبتت في حقه جريمة أو انتهاك.
سخرية
سخر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي من قيادات تحالف الحرية والتغيير بعد ان عقدوا مقارنات بينها وبين المعارضة السورية التي استطاعت أن تطيح بنظام بشار الأسد
ودوّن ناشطون تعليقات ساخرة على أحزاب قحت لا سيما في الجزئية المتعلقة بالفترة الانتقالية بعد سقوط نظام الإنقاذ حينما طالبوا بفترة انتقالية أربعة سنوات
وكتب احد الناشطين على صفحته على الفيسبوك قائلاً : المقارنة بين المعارضة السورية وقحت معدومة ومن أراد أن يعقد اي مقارنة فما بينهما فرق السماء والأرض