مقالات الرأى

يوسف عبدالمنان يكتب … سفير جديراً بالاحترام


السفير عمر الصديق ممن لم تجمعني به إلا رحلة واحدة إلى قلب أفريقيا وأخرى لدولة تشاد رغم سنواته الطويلة في الخارجية وهو سفير مهني على قدر من الاحترام لنفسه ومهنته وللاخرين والان ارتقى مقاما عليا في نظر الشعب السوداني والإنسان موقف وليس موقعا وكرامة وليس غنميه وظيفة مهما علا فإن المواقع إلى زوال والقيم إلى الرسوخ في تربة الوطن وحقول المهن كيفما تعددت
استقال السفير المحترم عمر صديق في زمن يهرع فيه المتهافتون إلى المناصب راكعين وساجدين حالقي قيمهم ومقصري هممهم لايعبئون الا بما يحقق لهم مصالحهم ومثل استقاله عمر صديق كاستقالة أنتوني ايدن رئيس وزراء بريطانيا عام 52 وابت نفس السفير أن يصبح مطية للسياسيين بعد تعينه وزيرا للخارجية بعد إعفاء الدكتور علي يوسف ولم تمضي ايام على جلوسه في الكرسي الهباب حتى جاء رئيس الوزراء وقرر خفض وظيفته إلى وزير دولة على أن يتولى كامل ادريس الوزارة بنفسه وان يصبح عمر صديق ساعده الأيمن وزير دولة واحتراما وتقديرا لكامل ادريس ولكن لم تمضي إيام والدولة المضطربة في قراراتها تأتي بالسفير محي الدين سالم وهو يقل درجة عن عمر صديق الذي يكبره مقاما وظيفيا وبذلك ارغم السفير عمر صديق على تقديم استقالته من منصبه واستراح من عناء ومشقة الأسفار والترحال ومثله عملة نادرة نفدت من الأسواق ولم يعد لها وجودا الآن بعد أن صار الوزير الاتحادي يتدحرج لمنصب الوكيل وترضى نفسه الإمارة بالوظيفة أن يحافظ على( أكل عيشه) وصار الولاة بعد رفدهم يعودون إلى السلك الإداري ضباط تنفيذيين ولكن ماكل الرجال يرتضون لأنفسهم مثل الهوان ومنهم السفير عمر صديق الذي قال كلمته في رسالته الأخيرة وذهب لحاله وغدا تتخطفه المنظمات وربما يعود يوما للخارجية وزيرا
وقديما قال الإمام علي كرم الله وجهه
الايام بين الناس دولا
من سره زمنا ساءته ازمان
شكرا عمر صديق وانت تبعث في الأموات قيم كادت أن تندثر ويمحوها فقر النفوس مبروك للسفير محي الدين سالم بالمقام الرفيع ولكن لن يبقى الرجل إلا شهور ويرغم على الاستقالة وتفقد البلاد سفيرا ولن تكسب وزيرا لأنه أمراض الخارجية عصية علي العلاج وغير قابلة للاستجابة للمسكنات

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى