التقارير والحوارات

هل اقنعت مصر البرهان بالتراجع عن رفض بيان الرباعية؟

كانت زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، إلى بورتسودان، لافتة إلى حدِ كبير أثارت تساؤلات المهتمين بالشأن السياسي في السودان ومسار العلاقات بين البلدين، خاصة إنها جاءت مباشرة بعد عودة الوزير المصري من السعودية، وبعد زيارة محمد بن زايد رئيس الإمارات إلى القاهرة.

وما أثار التساؤلات هو حديث الوزير عن مناقشة بيان الرباعية الدولية مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، حيث قال بدر عبد العاطي إنه بحث مع البرهان الجهود التي تقوم بها مصر من أجل إنهاء الحرب في السودان بما في ذلك الآلية الرباعية الدولية للعمل للتوصل إلى هدنة إنسانية تقود لوقف فوري لإطلاق النار وإطلاق عملية سياسية تقود لتوافق سوداني سوداني”

ويأتي حديث الوزير في هذا الجانب ومعلوم أن البرهان حدد موقفه من بيان الرباعية الذي قال خلال زيارته إلى العاصمة القطرية، إن بيان الرباعية لا يعنينا لأننا لسنا طرفا فيه وأن وقف الحرب في السودان يقرره الشعب السوداني”، وهو ما يطرح السؤال المهم هل ما اطلقه البرهان عن الرباعية مجرد حديث سياسي يشير إلى رفض ظاهر وموافقة في الباطن؟

يقول مساعد وزير الخارجية المصري مسؤول ملف السودان السابق بالخارجية المصرية السفير حسام عيسى إن زيارة وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي، تأتي عقب اجتماع مجموعة الرباعية الدولية (أمريكا والسعودية ومصر والإمارات)، وللتأكيد على مواقف مصر الداعمة للدولة والجيش السوداني، والعمل على هدنة إنسانية والتخلص من حصار الفاشر لإيصال المساعدات لأهل المدينة.

ولكن فيما يبدو أن البرهان لا يريد أن يرفض بيان الرباعية جملة ويتشدّد في الرفض مراعاة لوجود مصر بين تلك الدول، وهو ما يؤكد أن هناك ثقة لدى القيادة السودانية تجاه دور مصر، ويقول الدبلوماسي المصري حسام عيسى بحسب موقع المحقق إن وجود مصر في الرباعية عامل اطمئنان لكل من يؤيد الجيش السوداني، وصمام أمان دون أن تتمخض اجتماعات الرباعية عن اتفاقيات لا تعكس الوضع العسكري للجيش أو تحاول الإضعاف من مؤسسات الدولة السودانية.

وعلى الرغم من أن السودانيين لا ينسون ما قامت به الرباعية قبل الحرب والتي تمخضت مجهوداتها في الاتفاق الإطاري الذي كان هو السبب المباشر لاندلاع الحرب بشهادة قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” وإلا أن في تلك الفترة لم تكن مصر جزءً من تلك الاجتماعات، وهنا يقول حسام عيسى إن الرباعية السابقة (أمريكا والسعودية والإمارات وبريطانيا)، التي كانت مصر خارجها، جرت السودان إلى اتفاقية أدت إلى ما يحدث الآن

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى