التقارير والحوارات

موجات خلافات وهروب وتمرد ضربت الجنجويد .. المليشيا … إنفجار داخلي وإنهيار وشيك

تقرير : ضياءالدين سليمان

باتت الأوضاع داخل مليشيا الدعم السريع على صفيح ساخن واصبحت الخلافات هي السمة الابرز لعصابة آل دقلو الإرهابية الأمر الذي تشكلت معه مجموعات وتكتلات قبلية تارة أو مطلبية تشكو من هيمنة مجموعات وقبائل بعينها.

وتطورت الأحداث بشكل متسارع خلال الأسابيع القليلة الماضية ووصلت إلى حد الاشتباكات في بعض المناطق الي جانب إنشقاقات ضربت باطنابها وسط تراجع ميداني وهروب لعدد من العناصر ما يشير أن الأوضاع داخل المليشيا المتمردة في طريقها إلي الانفجار وانفراط عقدها.

حميدتي وعبدالرحيم

كشفت مصادر إعلامية عن خلافات طاحنة تعيشها مليشيات آل دقلو هذه الأيام و أخرى ستتصاعد بدرجة كبيرة خلال الأيام القادمة

وأوضحت المصادر بأن الخلافات بين حميدتي وشقيقه عبدالرحيم دقلو انتقلت الى العلن بعد أن كانت في دوائر مغلقة مع بروز تيار مناوئ لحميدتي يقف خلفه عبدالرحيم والذي يشن حملات مكثفة ضد حكومة تأسيس والكيفية التي تدار بها لاسيما بعد فشلها في تحقيق اي اختراقات في العلاقات الخارجية بحسب مصادر مقربة منه

فيما يرى التيار المساند لحميدتي ان عبدالرحيم فشل في السيطرة على الفاشر رغم الدعم المادي والبشري والفني الذي تم توفيره له.

وبحسب المصادر فإن عبدالرحيم دقلو بدأ في تنفيذ خطة جديدة تهدف لطرد ما اسماهم بالانتهازيين والغرباء على مجتمع التمرد السريع، على حد قولهم.

تحوّل مفاجئ

وفي تحول لافت يعكس تبدل المواقف مع تصاعد المخاطر، خرج ناظر قبيلة الرزيقات، محمود موسى مادبو، بموقف جديد محذراً أبناء القبيلة من الانخراط في ما وصفه بـ”الحرب الخاسرة”، داعياً إلى الحياد حفاظاً على مصلحة دارفور والسودان.

وبحسب مصادر مطلعة، أجرى مادبو اتصالات واسعة مع وجهاء وأعيان القبيلة، شدد خلالها على ضرورة الابتعاد عن عمليات التجنيد وعدم الانضمام للمعسكرات التي تُقام في دارفور وكردفان.

وبحسب مصادر مقربة من الناظر فان ما جرى لأبناء الضعين الذين دُفع بهم للمشاركة في القتال بمحور كردفان، وتعرضوا لكمين أحدث في صفوفها خسائر كبيرة وسط حالة حزن كبيرة، خاصة بعد عودة عدد من الجرحى والمصابين إلى الضعين في حالة يرثى لها الأمر الذي تسبب في حرج كبير للناظر وسط مطالبات من أسر القتلى والمصابين بحقوقهم المالية لدفع تكاليف العلاج للمصابين.

اولاد راشد

كشفت مصادر عن تصاعد موجة غضب داخل صفـوف مليشيا الدعم السريع، بعد أن أعلن أولاد راشد الموالين للقيادي المليشي حبيب حريكة تمردهـم على قيادة آل دقلو، متهمين إياهم بممارسة التمييز العنصري والاحتكار داخل المليشيا .

وقالت المصادر إن التوتر تفـاقم عقب استبعاد عدد مـن منسوبي المجموعة مـن المناصب القيادية وتهميش دورهـم الميداني، في وقـت يتم فيه منح الامتيازات والمواقع الحساسة لعناصر مقربـة مـن أسرة دقلو.

وأكدت المصادر أن أبناء راشد حملـوا القيادة مسؤولية ما وصفـوه بالاستغلال الممنهج لأفـراد المليشيا في معارك خاسـرة، دون مراعاة لتضحياتهم أو وضعهم المعيشي

وتتزايد الاتهامات لقوات الدعم السريع بممارسات تمييزية ضد المقاتلين من القبائل العربية، حيث يُزعم أن هناك تفضيلاً للمقاتلين من قبائل معينة على حساب الآخرين، مما أدى إلى استياء واسع النطاق داخل صفوف القوات.

هروب قوات الحلو

وكشفت مصادر عن عودة مجموعة من مقاتلي الحركة الشعبية -جناح عبد العزيز الحلو- إلى مدينة الفولة بولاية غرب كردفان، بعد ما اعتُبر صفعةً ميدانية وفضيحة لوجيستية أدّت إلى إذلال مقاتلين انتظروا 47 يوما على وعد من ميليشيا الدعم السريع المتمردة لم يُنفّذ.

وبحسب المصادر فإن المجموعة جرى نقلها سابقا بعربات كبيرة من لقاوة إلى الضعين شرق دارفور، على أن تتسلم عربات وسلاحا وملبوسات ورواتب وإعاشة تمهيدا للانتشار في ساحات العمليات، لكن وعود ميليشيا الدعم السريع تحولت إلى هراء ومماطلة

ونقل شهود عيان إنهم شاهدوا ثلاثة شاحنات كبيرة محملة بالجنود المقاتلين وصلت الي مدينة الضعين عن طريق نيالا. مشيرين إلى أن المقاتلين يتبعون لقوات الحركة الشعبية بقيادة “عبدالعزيز الحلو”.

وأشار الشهود إلى أن عدد الجنود يقدر بالمئات يستغلون ثلاثة شاحنات كبيرة من نوع ZS، يرتدون زي مليشيا الدعم،، السريع ويحملون شعارات قوات الحركة الشعبية اتجهوا شرقًا بعد أن مكثوا عدة ساعات في مدينة “الضعين”.

هروب جديد

كشفت مصادر عسكرية عن توالي حالات الهروب داخل مليشيا الدعم السريع من محور مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور
وقالت المصادر هربت صباح اليوم مجموعة مكونة من عشرات السيارات القتالية لمليشيا الدعم السريع من محور الفاشر، متجهةً نحو منطقة مستريحة شمال غرب دارفور.

وأكدت المصادر أن ما لا يقل عن 37 عربة قتالية هربت من مواقعها في المحور الغربي، فيما غادرت مجموعات كبيرة من عناصر الجنجويد المنطقة على نحو يوحي بوجود ارتباك ميداني داخل صفوف المليشيا.

ويأتي هذا التطور عقب تقدم القوات المسلحة السودانية في عدة محاور حول الفاشر، واستعادت مواقع إستراتيجية قرب السلاح الطبي ومحيط المطار، وسط تقارير عن خسائر فادحة في صفوف المليشيا خلال الأيام الماضية.

خلافات وقتل

في مشهد يجسد حالة التصدع والإنهيار داخل صفـوف مليشيا الدعم السريع، أقدمت عناصر مـن المليشيا على اغتيـال أحد قادتها البارزيـن، المدعو آدم بلة.

وأفادت مصادر ميدانية أن الجريمة وقعت نتيجة خلافات حادة بين أفـراد المليشيا على الأمـوال والغنائم، ما أدى إلى تطور النزاع الداخلي لمواجهات دامية انتهت بمقتـل القائـد بلة على يد مـن يفتـرض أنهم رفاقـه.

وبمقتل آدم بلة، الذي لحق بأخويه إسماعيل بلة وعمر بلة، تتجلى صورة التفكك والانهيار داخـل تشكيلات المليشيا، والتي تحولت مـن قـوة قتالية إلى مجموعات تتناحر فيما بينها بدافع الطمع والمكاسب الشخصية.
وتكرار مثل هذه الحوادث يشير إلى أزمة ولاء وأخلاق عميقة داخل مليشيا الدعم السريع، ما يعجـل بانهيارها الكامل في ظل تصاعدالخيانات والانقسامات بين عناصرها.

تصريحات خطيرة

كشفت مصادر محلية أن القائد المليشي أبشر بلايل يخطط لمغادرة مدينة نيالا خلال الساعات القادمة، برفقة مجموعة محدودة من المقربين الذين يحظون بثقته، وسط حالة من التكتم على وجهته المقبلة.

وفي جلسة خاصة، عبّر المليشي بلايل عن استيائه من مسار الحرب قائلاً: “الحرب دي بتكملنا نحن المسيرية لأنو خاتننا صف تاني”، في إشارة إلى ما وصفه بتهميش مكونه القبلي في الترتيبات العسكرية.

وتداولت معلومات غير مؤكدة عن وجود صلات بين المليشي بلايل وبعض الجهات العسكرية، يُعتقد أنها سهلت له الخروج من الخرطوم سابقاً، كما لوحظ أن المواقع التي يتواجد فيها لا تُستهدف بأي ضربات جوية أو طائرات مسيّرة، ما أثار شكوكاً حول طبيعة الحماية التي يحظى بها

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى