عايدة سعد تكتب….. ألوان الديمقراطية “المجغومة”
رغم ان صحيفة ألوان تحسب على الإسلاميين من حيث التوجه الفكري لمالكها الاستاذ حسين خوجلي.. وقياديتها للرأي العام لثورة الإنقاذ الوطني في ٨٩ عبر صفحاتها.. الا ان ألوان كانت اسما على مسمى خاصة في الفترة ما بين ٢٠١٥ – ٢٠١٩م.. اذ جمعت كل الوان الطيف السياسي في السودان…. حيث كنا في القسم السياسي لصحيفة ألوان وكل منا له توجهه السياسي… بعثي.. شيوعي. اتحادي… إسلامي.. شعبي ووطني.. عشنا في تناغم تام واجزم انها..اقوي ديمقراطية طبقت في السودان……
نعم ألوان كانت عباره عن سودان مصغر…… احترمنا فيه توجهات بعضنا السياسية وابعدناها الي حد ما من الممارسة الصحفية… ولا يأتي ذكر الانتماء السياسي الا في إطار المناكفة أو المكاواة…. هذا التباين في الرؤي جعل القسم السياسي بصحيفة ألوان ينتج يوميا 5 صفحات سياسية بمختلف القوالب التحريرية….
الوان هي سودان مصغر من حيث التعايش السياسي الذي كان يمارس فيها دون اقصاء احد او تهميشه…..
هذا التسامح السياسي الذي عاشته ألوان لم يكن وليد اللحظة؛ لان معظم الأحزاب خاصة التقليدية منها كحزب الأمة القومي…. ظل يقاطع كل قادته التحدث للصحيفة أو الحوار على صفحاتها….. فكلما اتصلنا بقادة حزب الأمة لأخذ معلومة يأتي الرد بأنهم لديهم مرارات تاريخية تجاه هذه الصحيفة لأنها قادت لانقلاب الإسلاميين علي ديمقراطيهم المفقودة أو #المجغومة… ظلننا نطرق باب الأمة كثيراً املا في خلق معادلة سياسية متوازنة…وقد توصلنا الي ذلك باقناع قيادات الصف الأول من الحزب إننا صحفيين مهنيين لا علاقة لنا بالمرارات التاريخية للحزب مع الصحيفة… واننا #ولاد #النهار ده…. وخلونا نفتح صفحة جديدة.. وقد افلحنا في كسر العزلة التاريخية وكان اول حوار مع مريم الصادق المهدي ثم سارة نقدالله وتواصلت العلاقة بيينا كصحفين
وقيادات حزب الأمة القومي ومع مرور الايام كانت زيارة المنصورة لمباني صحيفة ألوان وحينها تفتت كل قيود العزلة النفسية تجاه صحيفة ألوان…..
نموذج ألوان الصغير في قبول الأخر سياسيا لو طبقناه على مستوى الوطن لكفانا الكثير من المحن والمهازل.