عبدالماجد عبدالحميد يكتب … عرمان ودموع التماسيح
- قبل شهرين من بداية الحرب التي أشعلتها قوي الحرية والتغيير وتولّت كِبرها مليشيات التمرد السريع، تلقيت دعوة لحضور منتدي صحفي كان المتحدث الرئيس فيه ياسر عرمان .. وبحضور عدد غفير من زملاء وأصدقاء المهنة الذين كانت أكثريتهم من المؤيدين لشتات الحرية والتغيير ومليشياتها .. كال عرمان المديح والثناء للتمرد السريع وعدّه من ممسكات وحدة البلاد ..
- فوجئت حقاً بإعتراف جهير لعرمان في تلك الندوة الصحفية .. قال إنه وبعد تجربة طويلة مع الكفاح المسلح كما قال بات علي قناعة بعدم جدوي التغيير الديمقراطي عبر حمل السلاح وأن الطريق إلي الديمقراطية عبر البندقية لا جدوي منه ..
- لكن المدهش أن عرمان وفي ذات الجلسة كان يمدح مليشيا التمرد السريع وزعيم عصابتها حميدتي .. وحديث عرمان يومها موثق بالصوت والصورة وتداولته الوسائط يومها علي نطاقٍ واسع ..
- من جهة أخري دعا عرمان بعد أيام من اجتياح مليشيات التمرد لمدن وقري ولاية الجزيرة الوادعة إلي ضرورة التعايش مع التمرد السريع ونادي بتعميم تجربة مدينة الهلالية التي قال إنها قدمت نموذجاً مبهراً في التأكيد علي تعزيز الشراكة المدنية لأهل المنطقة مع التمرد السريع .. وحديث عرمان جاء علي خلفية إعلان عدد من كلاب صيد المليشيا والمتعاونين معها عن ترحيبهم بتدنيس القتلة والمجرمين للهلالية وغيرها من قري وحواضر ولاية الجزيرة ..
- من مفارقات الزمان العجيبة أن عرمان عاد اليوم يذرف دموع التماسيح علي من سماهم بضحايا الحرب في كلٍ من الضعين والهلالية !!
- عرمان .. وبلا وخزة من ضمير يتجاهل أن من نقل الحرب إلي الضعين هو حليفهم حميدتي وأن من أدخل عصابات القتلة إلي الهلالية هو تحالف الحرية والتغيير !!
- التاريخ لن يرحم ياسر وعرمان ومن لفّ كدموله المدني والمليشي .. أياديهم ملطخة بدماء الأبرياء وإن غسلوها بالتراب ألف مرة ..