(تقرير) لنـدن.. محرقة (تقـدم)
تظاهرة سودانية حاشدة بلندن، قبيل تولي بريطانيا رئاسة مجلس الأمن الدولي بأيام..
سودانيون من 22 مدينة بريطانية، ينددون بدور (تقدم)، الداعم لميليشيا آل دقلو..
مخاطبة المجتمع الدولي برسائل تفضح انتهاكات تقدم والميليشيا في السودان..
مطالبات بتوجيه إدانات واضحة للأمارات جراء مساهمتها في إطالة أمد الحرب..
مناشدة المنظمات الإغاثية بإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
ألقت الجالية السودانية بالمملكة المتحدة، تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ” تقدم” إلى مزبلة التاريخ وكتبت نهاية وجودها ككيان سياسي يتطلع إلى قيادة قاطرة المشهد المدني في السودان في مرحلة ما بعد الحرب التي ساهمت بقدر متعاظم في إشعال فتيلها من خلال دعمها لميليشيا الدعم السريع المتمردة، ونظَّم تجمع روابط دارفور في المملكة المتحدة بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني السوداني، تظاهرة السبت الماضي، نددت من خلالها بتورط دولة الإمارات في الإبادة الجماعية للمدنيين على يد الميليشيا الإرهابية، في الفاشر والهلالية، ورفض المتظاهرون الذين تدفقت حشودهم من أكثر من 22 مدينة بريطانية، دور (تنسيقية تقدم)، ودعمها لميليشيا آل دقلو في ممارسة الجرائم والانتهاكات، ومحاولة تحسين صورتها دوليًا، والتبرير لإرهابها وجرائمها التي تخالف القوانين الإنسانية والأعراف الدولية.
أهمية التظاهرة:
وتأتي أهمية تظاهرة الجالية السودانية بالمملكة المتحدة والمتمثلة في تجمع روابط دارفور ومنظمات المجتمع المدني، في أنها نُظمت في عاصمة الضباب مدينة لندن، ووصَّلت رسالتها الواضحة إلى الحكومة البريطانية، وما أدراك ما بريطانيا ومحاولاتها المستمرة للنيل من السودان، ويكفي مشروع القرار الذي أودعته مؤخراً منضدة مجلس الأمن الدولي منتصف الشهر الجاري والذي تضمن 7 نقاط رئيسية، منها إدانة الانتهاكات المرتكبة ضد المدنيين، ووضع خطة لتشكيل آلية تلزم طرفي القتال بالامتثال لمقررات اتفاق جدة الموقع في مايو 2023م، والنظر في تشكيل وحدة حماية إقليمية بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي والأطراف الدولية والإقليمية الأخرى، وغيرها من النقاط التي ذهبت أدراج الرياح بفعل الفيتو الروسي الذي ابتلع كل الترهات والهرطقات البريطانية، وجعل المجتمع الدولي قبل (القحاتة) يزرفون دموع الخيبة والإحباط المبين.
ذكاء التنظيم:
ذكاء منظمي تظاهرة لندن الحاشدة تمثل في التوقيت الذي تم فيه تنفيذ التظاهرة قبيل ستة أيام فقط من تولي بريطانيا الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي لشهر نوفمبر خلفاً لسويسرا، وفي ذلك ( قرصة أضان ) مبكرة لبريطانيا بضرورة التعامل بعدالة لا ينقصها وعي وحكمة مع القضية السودانية التي يحرسها جنود وطنيون ينطلقون من قلب العاصمة البريطانية، ومن مختلف مدنها، متى ما حملت إليهم الرياح ما لا تشتهي سفنهم من مواقف وأحداث تمس وطنهم السودان، أو تحاول النيل من مقدَّراته ومكتسباته، كما ظلت تفعل الحكومة البريطانية الداعمة لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ” تقدم” بقيادة رئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك، وليست أحداث ( الشاتام هاوس) ببعيدة عن الأذهان، حيث تعرض العميل حمدوك لحصار محرج قبل نحو ثلاثة أسابيع، لم يفلت منه إلا تحت حراسة أمنية مشددة ساعدته على الخروج من داخل مبنى المعهد الملكي البريطاني للعلاقات الدولية بعد ساعات من نهاية الندوة الفاشلة التي تحدث فيها تحت قبة المعهد الملكي.
رسائل مهمة:
لقد كانت تظاهرة السبت بمثابة القشة التي قصمت ظهر حمدوك ورهطه من تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ” تقدم” وعملت على تعريته تماماً أمام داعميه من البريطانيين، حيث حرص منظمو التظاهرة على توصيل عدة رسائل من خلال اختيار توقيت التظاهرة وجغرافيتها المكانية، والمواقع التي مرت من أمامها أو توقفت عندها، فقد بدأت التظاهرة من أمام مقر البرلمان البريطاني، ثم توجهت إلى رئاسة مجلس الوزراء البريطاني، قبل أن تحط عصا ترحالها أمام سفارة دولة الإماراتية العربية المتحدة ببريطانيا، ويقول الأستاذ الصادق علي النور المتحدث الرسمي باسم حركة جيش تحرير السودان، في إفادته للكرامة من العاصمة البريطانية لندن، إن التظاهرة عمدت إلى تقديم رسائلها إلى الرأي العام البريطاني، والحكومة البريطانية، برفض دعمها لميليشيا الدعم السريع وظهيرها السياسي تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ” تقدم” بقيادة عبد الله حمدوك، وأن هذا الأخير لا يمثل أي جهة شرعية، وأن بريطانيا بهذا التوجه لا تريد استقراراً للسودان.
تنديد بالإمارات:
ونددت تظاهرة الجالية السودانية بالمملكة المتحدة والمتمثلة في تجمع روابط دارفور ومنظمات المجتمع المدني خلال وقفتها أمام السفارة الإماراتية في لندن، بالدعم المستمر الذي ظلت تقدمه دولة الإمارات لميليشيا الدعم السريع، ورفدها بمرتزقة من مختلف بقاع الأرض، كان آخرهم عصابات المخدرات التي وفدت من كولومبيا بأمريكا اللاتينية، وهي خطوة تطيل من أمد الحرب وتزيد من معاناة الشعب السوداني، وطالب المتظاهرون الحكومة البريطانية بإدانة الإمارات، وإدانة ميليشيا الدعم السريع على جرائمها الفظيعة وانتهاكاتها المريعة المخالفة للقوانين الإنسانية، والأعراف الدولية.
تنبيه في وجه بريطانيا:
وأمام مجلس الوزراء البريطاني، شددت تظاهرة الجالية السودانية بالمملكة المتحدة والمتمثلة في تجمع روابط دارفور ومنظمات المجتمع المدني على ضرورة أن تتوقف بريطانيا عن دعم وإسناد ميليشيا الدعم السريع المتمردة، منبهة بريطانيا التي سترأس دورة مجلس الأمن الدولي الشهر المقبل، من مغبة الاستمرار في نهجها القائم على معاقبة الشعب السوداني، وقال المتحدث الرسمي باسم حركة جيش تحرير السودان الصادق علي النور إن المخاطبات التي تمت أمام مبنى مجلس الوزراء البريطاني كان قوية وهادفة، شددت على ضرورة أن تدين بريطانيا الإمارات وميليشيا الدعم السريع على الانتهاكات التي تمارسها في حق الشعب السوداني، والكف عن إسناد تحركات تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ” تقدم” ومساعيها لإلباس الشرعية من الاتحاد الأوروبي تحت فزاعة حماية المدنيين وإنشاء مناطق آمنة منزوعة السلاح لحمايتهم، ونوه الأستاذ الصادق إلى الرسائل التي تم إيصالها إلى المعونة الأمريكية ومنظمات الأمم المتحدة الناشطة في مجال الغوث الإنساني بضرورة توصيل المساعدات الإنسانية للسودانيين المتأثرين بالحرب في مختلف المناطق العالقين فيها جراء استمرار القتال.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فقد كان شهر نوفمبر الجاري جافاً جداً على تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ” تقدم”، فقد قست عليها لندن برياح شتاءها القارص من خلال عدة تظاهرات نددت بمواقفها الداعمة لميليشيا آل دقلو الإرهابية، قبل أن تطلق عليها رصاصة الرحمة وترمي بها في مهاوي الردى كقوة سياسية غير مرغوب فيها، وهي الرسالة التي أراد منظمو تظاهرة السبت وضعها في بريد الرأي العام البريطاني خاصة، والمجتمع الدولي بصفة عامة، أن ” تقدم” أصبحت من الماضي، والماضي ولىّ زمان.