اليوم نيوز

أشرف إبراهيم يكتب …. مجلس النواب الأمريكي موقف جديد تجاه المليشيا

*جرائم مليشيا الدعم السريع المتمردة ليست خافية ولا تحتاج إلى تحقيق لأنهم وثقوا بأنفسهم لإنتهاكاتهم تجاه إنسان السودان في كل المناطق التي دنسوها، وهي جرائم تشبه سلوكهم الهمجي، ولكن المستغرب له هو الصمت الدولي والغربي تحديداً على هذه الجرائم في وقت كانوا يقيمون الدنيا ولا يقعدونها لقضايا صغيرة لاترقى لمستوى ماحدث ويحدث من مليشيا آل دقلو تجاه المواطنين السودانيين العزل.
*مجلس النواب الأمريكي اخيراً فاق من سباته العميق والذي امتد قرابة العامين وأجاز توصيف جرائم المليشيا في دارفور بأنها أعمال إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.
*وجاء في الاخبار أن مجلس النواب الامريكي وافق بالإجماع على قرار صنف ما قامت به ميليشيا الدعم السريع المتمردة والمليشيات المتحالفة معها في دارفور ضد الاثنيات غير العربية بجرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وذلك وفقا لمسودة القرار التي قدمها النائب الجمهوري جون جيمس في 27 يونيو 2024م، الماضي تحت الرقم 1228HRes .
*قبل موافقه مجلس النواب قدم النائب الجمهوري جون جيمس رئيس اللجنة الفرعية لأفريقيا كلمة عن الأزمة الإنسانية في السودان بصفة عامة وفي دارفور بصفة خاصة، وذكر أرقام النازحين واللاجئين وذكر ارقام الذين يعانون من الجوع في السودان ثم تحدث عن ارتكاب مليشيا الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها أعمال ابادة جماعيه ضد قبيلتي المساليت والزغاوة والمجموعات غير العربية من خلال العنف الممنهج والقتل وأشار لعدد 15,000 قتيل في دارفور من قبيلتي المساليت والزغاوة في العام 2023م، واستند في حديثه على تقارير المنظمات الإنسانية والحقوقية وذكر بالانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا مثل الاغتصاب والاجبار على النزوح وتدمير المزارع وأشار الى القرار السابق للرئيس السابق جورج دبليو بوش عن الإبادة الجماعية في دارفور.
*كذلك تحدث عضو مجلس النواب عن دور الامارات في اشعال الحرب في السودان من دون الحصول على عواقب من المجتمع الدولي كما تناول فشل الدبلوماسية الأمريكية والرئيس بايدن في وقف الحرب واشار الى ان هناك اداره أمريكية جديدة برئاسة الرئيس ترامب.
*الموافقة على القرار خطوة متقدمة في مواقف الجهاز التشريعي الامريكي وتنبع أهميتها في أن القرار صادر بالاجماع، مقدمه نائب عن حزب الجمهوري، الذي سيتولى مقاليد السلطة التنفيذية خلال شهر يناير 2025 المقبل، مما يشير إلى مزيد من المواقف القوية تجاه مليشيا التمرد.
*قرار الكونجرس يشتمل على عدة محاور رئيسية وهي تصنيف الانتهاكات أعمال إبادة جماعية ودعم المحاكمات الدولية واجراءات انسانية عاجلة وادانة الانتهاكات ضد النساء والفتيات.
*لاشك ان هذا القرار خطوة مهمة ومختلفة في الموقف الأمريكي تجاه الأزمة السودانية وقد يفسر بأنه نتاج ضغط لوبيات أو تسابق بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي حيث يعمل الحزب الديمقراطي على احراز تقدم قبيل تسلم الحزب الجمهوري وترامب مقاليد الأمور، ويحسب الفشل في إدارة الملف على الحزب الديمقراطي الذي تعامل مع الحرب والجرائم في السودان بتواطوء أوعدم جدية .
*تعيين المبعوث الأمريكي الخاص توم بيرييلو لم يسهم في إيقاف الحرب ووقف إمداد المليشيا المتمردة بالسلاح وذلك يعود بشكل أساسي لإرتباط بريليو ودوائر في الخارجية والبيت الأبيض مع نظام الحكم في الإمارات والرشاوي والإغراءات الشخصية.
*زيارة بيريلو لبورتسودان مؤخراً جاءت في الزمن الضائع محاولاً إدراك مايمكن إدراكه وفشل في تحقيق إختراق مثلما فشل في إنجاح منبر جنيف لأنه غير محايد ومنحاز بشكل واضح للمليشيا وداعميها الاماراتيين.
*فشل الإدارة الأمريكية في الملف السوداني واضح فهي لم تقم بالضغط على المليشيا لتنفيذ مخرجات اتفاق جدة الذي كانت أمريكا وسيط رئيسي فيه وذلك لأنها ببساطة تعمل على تحقيق أجندة لا تلبي تطلعات الشعب السوداني.
*ربما يكون كذلك التقارب الروسي السوداني مابعد الفيتو في مجلس الأمن لصالح سيادة السودان أقلق واشنطن وأثار مخاوفها من اتجاه السودان شرقاً وجاءت هذه الخطوة المتأخرة من مجلس النواب ، على أي حال السودان يمضي في كل المسارات الجيش يوالي إنتصاراته ميدانياً وتجري ترتيبات العلاقات الخارجية بما يحقق مصلحة السودان وشعبه ولا تمانع الحكومة في أي خطوة للسلام الذي يحقق مطالب الشعب ويحاسب المجرمين وعلى واشنطن أن تختار المسار الذي تريد المضي فيه فقد مضى عهد الإستهبال الأمريكي وانتظار الوعود الكاذبة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.