ايمن كبوش يكتب … الكباشي ومفعول السحر في محاور العمليات
جاءت زيارة السيد نائب القائد العام، عضو مجلس السيادة، الفريق أول ركن شمس الدين كباشي ابراهيم للمحور الغربي بمدينة المناقل، مختلفة كليا عن الزيارات السابقة التي كانت عملية التنوير فيها، تتم عن النواقص العسكرية، سواء في المقاتلين أو العتاد وكذلك مناقشة بعض الأفكار العملياتية، والاستماع لبعض الشكاوى، ثم الانصراف مع امنيات احراز تقدم في مسرح العمليات.. كان ذلك أمرا معتادا في الزيارات الرسمية لكل المسؤولين بما فيهم رأس الدولة البرهان ولكن اختلف الوضع الآن ولله الشكر والحمد والامتنان.
هذه المرة.. جاء (اسد الجيش) كما يسميه زميلنا الاستاذ الكبير (الهندي عز الدين) متأبطا تعليمات واضحة ومحددة عن التقدم إلى الأمام والهجوم الكاسح نحو تحرير أي شبر دنسته مليشيا آل دقلو الارهابية، كان الكباشي مدفوعا بالانتصارات المبهرة لمحور سنار الذي وصله (اسد الجيش) بعد يوم من عملية التحرير والنظافة، وخاطب المقاتلين من داخل مصنع سكر سنار ومن ثم أطلق تصريحاته الجهيرة: (لا هدنة ولا تفاوض سياسي مع المتمردين)، بهذا اغلق الكباشي باب الرجوع إلى منصات الخنوع، وإضعاف الدولة السودانية التي تشهد تماسكا غير مسبوق في الجبهة الداخلية.. لدرجة كبيرة وصلت إلى مرحلة تراص الصفوف بين الجيش والشعب في خندق واحد وبندقية واحدة تقاتل الخونة والمأجورين.
لم تأخذ تعليمات الكباشي وقتا طويلا للمدارسة بين قادة السيطرة وقيادة المتحركات، لأن الجيش وجحافل المقاتلين، كانوا في (وضع الاستعداد) يتشوقون لقاء العدو المغتصب، لذلك انطلقوا في عدة محاور، لا نريد الحديث عنها تفصيلا، ولكن نبشر الشعب السوداني أنه سيراها بعينه وسمع اذنه خلال الساعات القليلة القادمة.
أعود وأقول أننا كنا ننتقد زيارات الكباشي وجميع كبار قادة الدولة في الفترة الفائتة، حيث كانوا يزورون المحاور المختلفة ويبذلون ما في وسعهم من الوعود ودعوات الصمود، في كوستي وسنار والمناقل والفاو والقضارف، ونحن ننتقدهم لأننا لم نكن نرى تقدما في هذه المسارح بدليل أن مدينة سنجة حاضرة ولاية سنار سقطت في نفس الساعة التي غادرت فيها طائرة الرئيس البرهان المنطقة، كنا ننتقد وكان سعادتو الكباشي يدرك تماما، أكثر من غيره، بأن هناك خطأً ما في مكانٍ ما، إلى ان أعادت القيادة النظر جرحا وتعديلا في بعض الأمور وبعض الوجوه في مركز القيادة الميدانية، فتحققت الانتصارات التي أسعدت الشعب واغاظت الاعداء، كنا ننتقد اشفاقا وها نحن نشيد بذات الرجل الذي انتقدناه لأن همنا واحد وهو تطهير البلاد من الاوغاد.. التحية للفريق أول الكباشي الذي انحنى للكثير من العواصف فلم تزده الانتقادات الا صلابة على صلابته فواصل الليل بالنهار إلى أن أصبح الجيش مهاجما لا مدافعا في جميع الجبهات.