اليوم نيوز

ايمن كبوش يكتب … عندما كان التحضير للدرس: (بل بس.. قحاته جاهم مغص)

قال لي بالامس: التحضير للدرس.. هذه المرة.. لم يكن: (مشمعات فرش.. ارض صالحة للطابور.. وسلاح بعدد الجماعة)، بل كان التحضير على السنان والرماح وانتهى الدرس هو: (بل بس.. قحاتة جاهم مغص) و… ارض صالحة للقتل.. وسلاح بعدد المتحركات.. ومسيرات.. وار بي جي هات.. ودوشكات.. ومجنزرات.. وقرنوفات..) وهتافات.. وتكتيكات.. وسيطرة في كل الجبهات.. القيادة العامة.. وادي سيدنا.. سيطرة الشرقية.. سيطرة المناقل.. وجنوب الجزيرة وسيطرة سنار… النبأ اليقين.. عزم الرجال.. وهتافات تعانق السماء.. (ده جيش بداوس).. و(أمن يا جن) و(مورال فوق ومشتركة فوق) و(دراعة) و(براؤون يا رسول الله)…

جاءت نسبة تنفيذ الخطة العملياتية بدرجة نجاح باهرة.. لأن إحكام التنسيق كان عاليا وهو السمة التي ميزت جميع المتحركات، ما بين انضباط القادة وتواضعهم مع الجنود، واستجابة القوات للاوامر والتعليمات.

بعد عام ونيف، بتاريخ الاماني العذبة وابويا يا السني.. عادت مدني لحضن الوطن.. 11 يناير 2025 فلم تكن الفرحة حصرية على اهلنا في مدني، لأن مدني هي واسطة عقد المحبة السودانية المتجزرة في البلد الطيب… في الطين والرمال والشمس الساطعة والاشراق الجميل والسنا الوضاء والقمر الذي يتمخطر في النهر والزهر.. مدني هي بلد الخير والنفير واقداح اللبن والمودة.. مدني هي الصوفية والديوان واكرام الضيفان والصالون المفروش حبا على مدى القرى والنجوع والفرقان.. مدني هي جلسة الشيخ السني، والمسيد والمريدين والمصانع والطلائع وزارع الحقل في البكور الذي يأتيك حافي القدمين يدرج بين شجيرات النعيم وجداول ابو عشرين.. يلتقط الثمار ويجري اليك ليقطع عليك الطريق العام وانت تعافر سكة السفر وتتوقف مكرها لتسأله عن الدرب العديل.. !! ينهض بجسارة فتى في العشرينات ويستمهلك ثم يسرع اليك بقرعة اللبن ثم يهدي طريقك ويودعك وفي عينيه رجاء لعلك تبقى معه لتبيت الليلة وهو لا يعرفك فتمضي وهو لا زال يتبعك بيقين: (اعصر يمين عشان الأرض لينة وشمالك الطين).

من كل هذا المزيج الرائع.. ومن كل هؤلاء.. من البيداء والصحراء والضفاف البيضاء جاء انسان ود مدني وعموم الجزيرة النضيرة.. جاء صاحب الفضائل التي تضعه مباشرة في مرتبة النبلاء.. الاتقياء.. فبحمد الله عادت مدني بعد عام من الإحتلال.. عادت وبعودتها عاد النبض لقلوب السودانيين، وهو ما عبرت عنه احتفالاتهم العفوية في كل أركان الدنيا، نحن نقول لهم احتفلوا برفق وهدوء لأن (القحاته) يتألمون.. يصرخووون.

التحية لابطال القوات المسلحة السودانية.. القائد العام ونائبه ومساعديه وهيئة الأركان وهيئة الإدارة وقادة الافرع الرئيسة والإدارات وقادة الفرق والالوية، وقادة المتحركات والكتائب والسرايا والفصائل والجماعات.. التحية لفرسان جهاز المخابرات العامة (أمن يا جن)، والتحية للمستنفرين وكتائب الطيارين والبراؤون واسود درع البطانة، التحية للشعب السوداني الصابر الذي يستحق كل هذا الفرح الكبير.. عادت ثلاث محليات لارض الجزيرة الممتدة بقيادة محلية ود مدني الكبرى وجنوب الجزيرة وام القرى في ملحمة من ملاحم التلاحم مع محليتي المناقل والقرشي.. وفي الطريق محليات شرق الجزيرة والحصاحيصا والكاملين، بعدها (كل القوة.. الخرطوم جوه).

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.