التقارير والحوارات

إستسلامات الدعم السريع … هل بدأ الإنهيار ؟؟

تابعنا على واتساب

تقرير : ضياءالدين سليمان

مع تصاعد العمليات العسكرية بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع في العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة وسط البلاد، تزايدت عمليات إستسلام مجموعات كبيرة من عناصر “الدعم السريع” عطفاً على إنسحابات متتالية ضربت أوصال المليشيا المتمردة

ففي الوقت الذي بدأت فيه قوات الجيش في فرض سيطرتها على عدد من المناطق واقترابها من تحرير العاصمة الخرطوم من دنس أكبر تمرد واجهته البلاد توالت عمليات إستسلام مجموعات كبيرة من عناصر مليشيا الدعم السريع

وبدأت قوات الجيش السوداني في خواتيم سبتمبر الماضي أكبر عملية عسكرية برية تمكنت من خلالها من إمتلاك زمام المبادرة العسكرية وسط فقدان المليشيا لعدد من المناطق التي كانت تسيطر عليها منذ إندلاع الحرب.

ضربة كيكل

لم تكن موجة الإستسلامات التي ضربت المليشيا مؤخراً جديدة حيث أعلنت مجموعات عديدة إستسلامها لصالح القوات المسلحة منذ الأيام الأولى للحرب لاسيما بعض الضباط والجنود الذين كانوا منتدبين للعمل مع الدعم السريع حينما كانت تحت مظلة الدولة تماشياً مع نداءات القائد العام البرهان وإعلانه العفو العام عن كل من يضع سلاحه واسفرت هذه الخطوة عن عودة أكثر من 400 ضابط الي حضن القوات المسلحة في مايو من العام 2023م مما شكل ضربة موجعة لحميدتي الذي وصفهم في إحدى لقاءاته بانهم “خونة ومندسين” الا أن الضربة التي شكلت أكثر وجعاً عند المليشيا هي إستسلام قائد الدعم السريع بولاية اللواء ابوعاقلة كيكل والذي تم تعيينه بعد سيطرة المليشيا على ولاية الجزيرة قائداً للفرقة الأولى بودمدني والتي تبعتها عدة إستسلامات في الجزيرة وسنار ودارفور والخرطوم بدرجة أقل.

زيادة الوتيرة

إرتفعت وتيرة الإستسلامات داخل مليشيا الدعم السريع في الفترة الأخيرة مع تزايد ضغط العمليات العسكرية التي تشنها قوات الجيش السوداني الأمر الذي اجبر المليشيا رفع رايات الإستسلام خوفاً من إبادتها
فبعد سيطرة الجيش على منطقة جبل موية الاستراتيجية أعلن أكثر من 111 فرد من المليشيا إستسلامهم ثم تلتها مجموعات أخرى بعد السيطرة على مدينتي الدندر والسوكي وسنجة والمناطق التي حولها غالبيتهم من المتعاونين من أبناء تلك المناطق
ففي ولاية سنار تحديداً بلغ عدد الذين أعلنوا استسلامهم لصالح القوات المسلحة أكثر من 800 فرد كانت عمليات الإستسلام تتم عبر دفعات متتالية حيث اسفر تحرير تلك المدن من إغلاق طرق الهروب أمام الدعم السريع فلجأ بعضها الي الهروب لدولة جنوب السودان فيما لم تجد المجموعات المستسلمة بداً اخراً غير الإستسلام
فيما أعلنت مجموعات قبلية على غرار أبناء المسيرية والرزيقات والسلامات استسلامهم في مصفاة الجيلي قبيل تحريرها بكامل سيارتهم وعتادهم العسكري استجابة لنداءات العقلاء مم أبناء تلك القبائل
فيما نجح جهاز المخابرات العامة أن عناصر الجهاز بولاية الجزيرة، نجحوا – بعد عدة أشهر من المفاوضات – في إقناع مجموعة كبيرة من عناصر مليشيا الدعم السريع المتمردة بلغت أكثر من 103 فرد بقيادة محمد الاغبش انشقاقها وانضمامها لقوات الجيش بعد اتصالات استمرت لثلاثة أشهر إلى جانب 6 عربات مقاتلة، و 4 رشاش دوشكا، و5 رشاش قرنوف، بالإضافة إلى عدد كبير من أسلحة RPG والكلاشنكوف.
وسط توقعات بانضمام مزيد من المجموعات قريباً.
ثم تلتها يوم أمس الاول إستسلام أكثر من 150 فرد في منطقة ابوقوتة بولاية الجزيرة بعد مقتل قائد الدعم السريع بولاية اللواء عبدالله حسين.

ضغط العمليات

ويرى مراقبون بان موجة الإستسلامات الاخيرة لعناصر الدعم السريع ما كانت ستكون لولا الضغط العسكري العنيف الذي مارسته القوات المسلحة على كل جبهات القتال حيث شن الجيش السوداني في الأيام الماضية هجمات متواصلة وأحرز تقدماً كبيراً في مدن الخرطوم وبحري إلى جانب تقدم أكبر في ولاية الجزيرة ووصل منها إلى مناطق متاخمة لولاية الخرطوم، مما قاد ذلك إلى إستسلام مجموعات من “الدعم السريع”

وقالت مصادر داخل الدعم السريع لـ” الكرامة “، إن هناك حالة استياء كبيرة في صفوف الدعم السريع مما اجبر بعضهم على الهروب حيث تنشط هذه الايام حركة مستمرة لمقاتلي “الدعم السريع” من وسط وجنوب شرق الخرطوم نحو أحياء الكلاكلة وطيبة الحسناب وجبل أولياء أقصى جنوب الخرطوم. وأضافت المصادر أن شاحنات وسيارات تمر باستمرار وهي تحمل مقاتلين متوجهة نحو جسر خزان جبل أولياء للعبور من الضفة الشرقية للنيل إلى الجانب الغربي نحو مدينة أم درمان المجاورة.
كل ذلك نتيجة لضغط العمليات العسكرية للجيش وتضيق دائرة الخناق جعل أمام عناصر المليشيا خيار الاستسلام مع صعوبة الهروب والذي ستكون تكلفته باهظة اذا تمكنت قوات الجيش من السيطرة على جسر جبل أولياء المنفذ الوحيد للهروب.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى