لقّن حميدتي دروساَ في بحري واذاقه المر .. الشهيد اللواء بحر .. “فارس الحوبة” و” مرعب الجنجويد”

فجعت الاوساط السودانية امس الاول بنبأ إستشهاد عدد من ضباط القوات المسلحة وضباط الأجهزة النظامية الاخرى ابرزهم اللواء بحر أحمد بحر قائد عمليات منطقة بحري العسكرية اثر تحطم طائرة انتنوف كانت تقلهم الي العاصمة الادارية بورتسودان
وأعلن الجيش السوداني عن تحطم طائرة عسكرية في شمال مدينة امدرمان، ما أدى إلى إستشهاد عدد من العسكريين والمدنيين.
وقال المتحدث باسم الجيش في بيان مقتضب إن الطائرة تحطمت أثناء إقلاعها من مطار وادي سيدنا مساء يوم الثلاثاء، وتابع “احتسبنا عددا من الشهداء والمصابين عسكريين ومدنيين، جرى إسعاف المصابين بينما تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة على الحريق بموقع تحطم الطائرة بالإسكان الحارة ٧٥”.
إلى ذلك أكدت تقارير أن الطائرة المنكوبة من طراز “أنتنوف”، تحطمت بعد دقائق من إقلاعها، بمنطقة الإسكان الحارة 75، حيث سقطت على منزلين.
وإستشهد نتيجة للحادثة عددا من ضباط الجيش على رأسهم اللواء بحر أحمد بحر، قائد العمليات في منطقة بحري.
من هو ؟؟
لم تبرز سيرة اللواء بحر أحمد بحر في سياق الأحداث المتسارعة في السودان فقط بعد اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل من العام 2023م حيث كان من أبرز ضباط القوات المسلحة واحد اهم الشخصيات العسكرية البارزة فيها.
حيث وُلد اللواء بحر في ولاية شمال كردفان محلية ام روابة، وهو خريج الدفعة 35 من الكلية الحربية، والتي تعتبر من اميز الدفعات في تاريخ الجيش السوداني في عهد الرئيس الأسبق نميري.
مسيرته العسكرية
تنقّل اللواء بحر عبر عدد من الوحدات العسكرية منذ ان تخرج ضابطاً صغيراً في الكلية الحربية حيث اكد عدداً من الضباط والجنود الذين عملوا معه بأنه تميّز بشجاعة لا مثيل بتقدمه للصفوف عطفاً على كونه افضل من يجيد رسم الخطط والتكتيكات العسكرية التي دائما ً ما تحدث التفوق في مسار العمليات التي يخوضها
يمتاز اللواء بحر بتفوقه العسكري، حيث عُرف كمقاتل من الدرجة الأولى وضابط استخبارات متميز، شارك في عدة عمليات عسكرية ابان حرب الجنوب، وابلى بلاءاً حسناً خصوصاً في أعالي النيل والاستوائية.
ترك بصمته خلال أحداث جبل ملح في عام 1998، حيث أسهم بشكل كبير في تأمين الطريق بين جوبا وتوريت.
وفي صيف عام 2013، لمع نجمه في قيادة عمليات أبكرشولا بولاية جنوب كردفان
رؤاه وافكاره
حينما وصل بحر الي رتبة العميد اكتسب خبرة واسعة في العمليات العسكرية من واقع تجاربه التي خاضها حيث أظهر فعالية قوية في استخدام الدروع الخفيفة.
وبحسب مقربين منه فان اللواء بحر حينما عاد من عمليات ابو كرشولا وفي احدى توصياته كتب تصوراً لإعادة تأسيس قوات مشاة آلية تحت مسمى “قوات التدخل السريع” ليتسرب هذا التصور إلى رئاسة الجمهورية، مما أثار جدلاً كبيرًا داخل القيادة العسكرية.
وبعد ترقيته لرتبة اللواء شغل بعد ذلك منصب قائد منطقة الخرطوم المركزية، حيث لعب دوراً حيوياً في تأمين العاصمة خلال فترة الانفلات الأمني.
مصادر متطابقة أكدت على رفضه طلباً للبرهان بتعيينه والياً للخرطوم بحجة انه يريد التفرغ لمهام الجيش ولا يريد أن ينغمس في حياة الملكية
عدو حميدتي
مقربون من الشهيد اللواء بحر أكدوا على أنه كان ضد مشروع تمدد الدعم السريع على حساب القوات المسلحة وانه من اوائل الذين كشفوا عن مخططات حميدتي واحلامه بالسيطرة على السودان
حيث عارض اللواء بحر مشروع قوات الدعم السريع بشكل قوي وتعاون مع عدد من كبار الضباط في صياغة رأي عام ضد هذا المشروع، الامر سبب له عداء شخصي من المتمرد حميدتي
وبحسب معلومات تحصلت عليها الكرامة فإن الشهيد اللواء بحر رفض تحية حميدتي في إحدى زيارته قائلاً ( انا أصغر عسكري عندي نمرته العسكرية أقدم منك )
وما ان برزت قضية انقلاب هاشم عبد المطلب الي السطح ، حتى تعرض اللواء بحر للاعتقال بتهمة المشاركة في الانقلاب وبحسب مصادر عسكرية قالت بان حميدتي كان له اليد في اعتقاله حينها ليمكث بعدها في السجن لمدة عامين قبل أن تتم تبرأته بواسطة المحكمة
عودته
وما ان اندلعت الحرب في السودان في الوقت الذي كان البعض ينتظر أن يتقاعس الشهيد بحر عن الدفاع عن البلاد انتصاراً لنفسه وفي لحظة مفاجئة، أعلن ولاءه للقوات المسلحة بعد تمرد الدعم السريع، حيث اقتحم القيادة العامة للقوات المسلحة في مشهد يُظهر إصراره على خدمة بلاده.
ليتم تعيينه قائداً للعمليات في بحري التي اذاق فيها الجنجويد الويل حيث كان له دوراً بارزاً في تحرير بحري من خلال رسمه للتكتيك وتوليه القيادة بنفسه في بعض الاحيان
تتوالى الأحداث بالسرعة التي تحتمها الأزمة، ومع ذلك يبقى الشهيد اللواء بحر أحمد بحر رمزاً للولاء والتضحية في خدمة الوطن
رحم الله اللواء بحر واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا