
ثلاث نقاط توقفت عندهما كثيراً فى هذه الحادثة ، واقصد هنا لقاء رئيس مجلس السيادة مع بعض المنتسبين إلى (ثورة ديسمبر) ،
اولهما : بناء المواقف على (الرفض المبدئي) بغض النظر عن المتغيرات والتحولات والمواقف ، وبغض النظر عن الضرورات واستصحاب الآخر والقبول به ، هذه الدولة السودانية ليست (ملكية) لأحد ، صحيح أن الترجيحات والاولويات ينبغي أن تكون واضحة لدى صانع القرار ومطبخه ، بحيث لا يعجل من ذلك وسيلة لخلق حالة سياسية متوهمة ، وإنما هى جزء من نسيج عام ، لها حظها من الحركة والفعل السياسي ضمن القواعد المشروعة واولها الاعتراف بمؤسسات الحكم والتعامل معها ووفق سياقاتها..
والنقطة الثانية: أن صانع القرار انجز هذه المهمة ، اما أداة اختبار أو على استحياء أو حالة تجاذب ، والدليل على ذلك غياب هذا اللقاء وصوره عن المنصات الرسمية ، أو على الأقل اننى لم اعثر عليه فى مواقع ومنصات مجلس السيادة الانتقالي أو فى وكالة السودان للأنباء ، ولا أعتقد أن مؤشر سالب ، على صناع القرار حول رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبدالفتاح البرهان تحمل مسؤولية قراراتهم بشفافية ووضوح ، حتى لا يعطى انطباع أن هناك اجندة خفية ومريبة ، ويضاف لذلك فتح الباب لأي قوى سياسية ونشطاء مقابلة رئيس مجلس السيادة بذات المنطق ، والحديث معه..
اما النقطة الثالثة: فهذه المعني بها المنتوج السياسي الجديد من مكونات الحراك السياسي والاجتماعي والاعلامي فى المنصات والمنابر والتجمعات الصغيرة وغاية وسعهم الترصد والتتبع والرفض والمنع ، دون ان يكون لهم دور في صناعة البديل أو التعبير عن مواقفهم في اشكال وتجمعات ضغط ، إن الإكثار من النقاشات لا يوفر بيئة سياسية ، وإنما تعبيرات وقتية تتجاوز المتغيرات كل حين وآخر..
شكلوا تحالفاتكم ومجموعاتكم ، وتفاعلوا مع المجتمع وقضايا فى كتل ومجموعات سياسية واجتماعية فاعلة ومؤثرة..
حفظ الله البلاد والعباد..