التقارير والحوارات

الجنجويد على حافة الانهيار .. المليـ. ـيشيا .. “إنشقاقات وتخوين وتصدعات”

تقرير : ضياءالدين سليمان

باتت الأوضاع داخل مليشيا الدعم السريع على صفيح ساخن واصبحت الخلافات هي السمة الابرز لعصابة آل دقلو الإرهابية الأمر الذي تشكلت معه مجموعات وتكتلات قبلية تارة أو مطلبية تشكو من هيمنة مجموعات وقبائل بعينها.

وتطورت الأحداث بشكل متسارع خلال الأسابيع القليلة الماضية ووصلت إلى حد الاشتباكات في بعض المناطق الي جانب إنشقاقات ضربت باطنابها وسط تراجع ميداني وهروب لعدد من العناصر ما يشير أن الأوضاع داخل المليشيا المتمردة في طريقها إلي الانفجار وانفراط عقدها.

إنشقاق

وأعلنت المجموعة 62، بقيادة الملازم أول خلا عبدالرحيم، انشقاقها الكامل عن مليشيا الدعم السريع، في خطوة مفاجئة بثتها عبر فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي.

وأكد المليشي عبدالرحيم في التسجيل أن مجموعته “من اليوم لا تعرف مليشيا الدعم السريع”، معلناً انحيازهم إلى “صف الوطن”، دون الكشف عن وجهتهم المقبلة.

وبحسب مصادر مطلعة، رفعت المجموعة جملة من المطالب لقيادات المليشيا شملت:
توفير العلاج للجرحى ونقل الحالات الحرجة إلى مرافق طبية مناسبة، إطلاق سراح منتسبيها المعتقلين في السجون، توفير مبالغ مالية للقيادات الأهلية للمساهمة في علاج المصابين، وقف الزجّ بشبابها في الخطوط الأمامية للمعارك، في وقت يتمتع فيه عناصر “الماهرية” بامتيازات خاصة ومواقع خلفية.

وحذرت المجموعة، وفق المصادر ذاتها، من أنها ستلجأ إلى نشر إحداثيات مواقع حساسة تشمل مخابئ ومخازن سرية للعتاد العسكري، إضافة إلى مقار إقامة وتحركات قيادات بارزة في المليشيا، إذا لم تتم الاستجابة لمطالبها.

ويُعد هذا الانشقاق حلقة جديدة في سلسلة الانقسامات داخل صفوف المليشيا، وسط تصاعد التوترات العسكرية والسياسية في البلاد، ما يعكس التصدّع المتزايد في بنيتها التنظيمية.

تخوين

كشفت مصادر ميدانية موثوقة عن صدور توجيهات مباشرة من قائد ميليشيا الدعم السريع، عبد الرحيم حمدان دقلو، تقضي باستبعاد جميع ضباط الاستخبارات من المعسكرات والمواقع الميدانية التابعة للقوة، وذلك عقب الضربات الدقيقة التي نفذتها قوات الجيش مؤخراً على مواقع تمركز الميليشيا في ولايتي دارفور وكردفان.
وبحسب ذات المصادر، فإن القرار المفاجئ جاء على خلفية شبهات بتسريب معلومات حساسة عن تحركات الميليشيا إلى القوات المسلحة، ما أسفر عن تدمير آليات ومخازن أسلحة خلال العمليات الجوية التي وصفت بالدقيقة والمنسقة.

وأشارت التقارير إلى أن دقلو أصدر كذلك تعليمات بتشكيل لجنة داخلية لمراجعة شبكة الاستخبارات داخل الميليشيا، وسط توتر متصاعد بين القادة الميدانيين، في ظل مخاوف من حملات تصفية أو اعتقالات قد تطال عناصر يُشتبه في تعاونهم مع الجيش.

ويأتي هذا التطور بينما تواصل القوات المسلحة السودانية تحقيق مكاسب ميدانية على عدة جبهات، بالتوازي مع تراجع تنسيقي واضح بين وحدات “الدعم السريع” وانقطاع الاتصالات في بعض المناطق.
ويُعد القرار هو الأحدث في سلسلة تطورات تعكس حالة من الارتباك والانقسام داخل صفوف الميليشيا، خاصة بعد فقدانها عدداً من القيادات الميدانية البارزة خلال الأسابيع الماضية.

إعتقال

أفادت مصادر مطلعة بإعتقال ميليشيا قوات الدعم السريع المتمردة، العقيد ركن عثمان جعفر المعروف بـ”ود بيلو”.

وبحسب المصادر فإن الاعتقال تم على خلفية صور التقطت له، وهو يقوم بتدريب الجنود بمعسكر دوماية للتدريب، قبل قصفه من قبل سلاح الجو السوداني بساعات.

واقتيد للتحقيق بتهمة التخابر مع الجيش السوداني، ما أسفر عن مقتل ما يزيد على ألف مجند و17 مدربا أجنبيا داخل المعسكر.

وكان الضابط الملقب بـ(كوبرا) انشق عن صفوف الجيش السوداني قد انضم لميليشيا قوات الدعم السريع بعد اندلاع الحرب في السودان.

إتهامات وإساءات

كشفت مصادر عن خلافات حادة ضربت ما يسمى (حكومة تأسيس)، مما دفع بهروب التعايشي من نيالا مغاضباً بعد أن طالته شتائم وإساءات عنصرية وجهها له بعض أبناء قبيلة الرزيقات المنتمين إلى المليشيا.

وأكدت المصادر على اتهامات بالخيانة والتعاون مع القوات المسلحة وجهت إلى الطاهر حجر عقب الضربات المؤثرة والهزائم الكبيرة التي تلقتها المليشيا في محاور كردفان والفاشر وفي المقابل غادر إلى مدينة نيالا هارباً من ولاية غرب كردفان المتمرد صالح الفوتي أحد أبرز قادة المليشيا في منطقة كردفان.

في الأثناء كشفت مصادر عن إجلاء محمد حسن التعايشي رئيس وزراء ما يسمى بحكومة تأسيس، وإبراهيم الميرغني وزير شؤون مجلس الوزراء بالحكومة، إلى الإمارات، وذلك عقب الضربات المتتالية التي وجّهها الجيش السوداني ليومين متتاليين، على مدينة نيالا شرقي دارفور.

وشملت الضربات مقرات حكومية ومطار نيالا ومخازن أسلحة ومقارات رجّح أنها مخصصة لإقامة أعضاء تأسيس ومعسكرات تدريب على أطراف المدينة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى