
دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، يوم الإثنين، إلى تدخل دولي فوري لوقف ما وصفه بـ”الفظائع المروعة” التي تشهدها مدينة الفاشر في إقليم دارفور، محذرًا من مغبة الانتظار حتى يُصنف الوضع رسميًا على أنه إبادة جماعية، وسط تقارير متزايدة عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
أكد فولكر تورك في مقابلة مع وكالة فرانس برس،أن “جرائم فظيعة تُرتكب بينما نتحدث”، مشيرًا إلى أن الحصار الذي فُرض على المدينة يُعد في حد ذاته “جريمة فظيعة”.
وأوضح أن السكان كانوا يعيشون في ظروف قاسية، بلا غذاء كافٍ، وبكميات محدودة من المياه، لدرجة أن بعضهم اضطر لتناول علف الحيوانات وقشور الفول السوداني للبقاء على قيد الحياة.
وأضاف أن إعلان المجاعة في بعض المناطق يعكس حجم الكارثة، مشددًا على أن الوضع كان “ميؤوسًا منه للغاية”، حيث سُجلت حالات وفاة بين الأطفال بسبب الجوع، في ظل غياب أي استجابة دولية فعالة.
و شدد تورك على أن “التحرك يجب أن يتم الآن”، دون انتظار تصنيفات قانونية أو قرارات قضائية. وأكد أن “لا داعي للانتظار حتى تقرر المحكمة أن ما حدث كان إبادة جماعية”، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عاجلة لوقف الانتهاكات، وتوفير الحماية للمدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة. كما أشار إلى أن التحذيرات التي أطلقتها الأمم المتحدة على مدار العام لم تلقَ الاستجابة المطلوبة، ما فاقم من حجم المأساة.
أعرب تورك عن قلقه من احتمال تكرار الفظائع التي وقعت في الفاشر داخل منطقة كردفان الغنية بالنفط، مشيرًا إلى أن المؤشرات الميدانية هناك “مثيرة للقلق للغاية”. وقال إن من الضروري ضمان عدم تكرار الأحداث المأساوية في شمال كردفان، داعيًا إلى يقظة دولية حقيقية تجاه ما يحدث في السودان. وأضاف: “آمل أن يستيقظ المجتمع الدولي بالفعل”، في إشارة إلى الحاجة الملحة لتفعيل آليات الحماية الدولية، ومنع امتداد الانتهاكات إلى مناطق جديدة، في ظل استمرار النزاع المسلح وتدهور الأوضاع الإنسانية في البلاد








