مقالات الرأى

الطاهر ساتي يكتب … والي الشمالية..كٌن مسؤولاً..!!

:: وكأن أخبار الحرب وجرائم مليشيا آل دقلو بالفاشر وغيرها لاتكفي لتعكير صفو الحياة، كان الخبر المؤلم بالأمس عن شاب عشريني لقى مصرعه غدراً بالسكين في مدينة دنقلا بالشمالية على يد العصابة المسماة شعبياً ب (9 طويلة)، وذلك لمقاومته عملية نهب إستهدفت هاتفه ومحفظته..!!

:: ( ٩ طويلة) كانت بالخرطوم دراجة نارية يمتطيها شخصان، أحدهما يقود والآخر يخطف هاتف الضحية أو حقيبته، ثم يلوذا بالهروب، أو يطعنوه إذا قاوم الخطف والنهب ..وهي من ظواهر الخرطوم التي انتقلت بعد الحرب إلى كل ولايات السودان، بما فيها الشمالية، ثم نمت لملائمة المناخ ..!!

:: والحادثة التي راح ضحيتها المغفور له بإذن الله مصدق محمد طمبل ليست الأولى بدنقلا، بل أصبحت ظاهرة ..وحكومة الشمالية، رغم أن واليها لواء ركن متقاعد، لم تعرف بعد بأن قوة القانون، وتفعيل الأجهزة المنفذة، هي التي تُكسب السلطات هيبتها، وتحفظ للمجتمعات أمنها وسلامته.. !!

:: حياة الناس بالشمالية لاتختلف عن حياة أهل المدن ذات الطابع الريفي، والبعيدة عن الخرطوم مكاناً وسلوكاً، آي هي حياة آمنة ومٌطمئنة لحد أن أبواب الحيشان لا تُوصد آناء الليل و أطراف النهار، و أن أسلحة الأهل هناك هي فقط معاول البناء و مناجل الحصاد ثم وعي العقول ..!!

:: الوافدون من الخرطوم بجرائمهم يستغلون مكارم أخلاق المجتمعات، وفي غفلة السلطات المسؤولة يحولون الأهل إلى ضحايا، وهذا لايحدث ما لم تكن أجهزة الدولة فاشلة أو فاسدة .. فليعلم والي الشمالية عبد الرحمن عبد الحميد بانه مسؤول عما يحدث من قتل للأنفس البريئة في الأحياء المعزلة، ومن نهب لأموال الناس في الأزقة المهجورة والشوارع المظلمة..!!

:: على الوالي اطلاق حملة لمراجعة الدراجات وملاكها وفحص أوراقها وتراخيصها، ثم حجز المخالفات بلا أي إستثناء، مع تكثيف الدوريات في الأحياء العشوائية طالما عجز عن تخطيطها وتنظيمها..ومنع حمل أي شخص، وفرض غرامة على هذه المخالفة، فالدراجة مُصنعة ومرخصة لتحمل شخصاً واحداً فقط لاغير، وهو قائدها..!!

:: ومن آمن العقاب أساء الأدب.. وما استقرت العصابات في المدن التي كانت آمنة إلا حين آمنت العقاب، أي حين وجدت أجهزة شرطية و أمنية ( رخوة) أو متصالحة مع الجرائم..هيبة الدولة ليست هي الرتبة العسكرية أو (الشنب)، بل الهيبة هي إحساس المواطن بالأمن و العدل.. فليكن الوالي مسؤولاً عن بسط الأمن و العدل أو يترجل ..!!

:: بالبرازيل كافحت المجتمعات جرائم تسعة طويلة بحق الدفاع عن أفرادها بكل الوسائل، بما فيها غير المشروعة، إذ كانوا يطاردون رجال العصابة في الشوارع ويقتلونهم أويكسرونهم دهساً بالعربات، فهل هذا ما ينتظره والي الشمالية ليقضي على عصابات تسعة طويلة..؟؟

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى