التقارير والحوارات

مستشارو الدعم السريع … موسم الهجرة الي الجيش

تابعنا على واتساب

تقرير : ضياءالدين سليمان

منذ أن بدأت موازين العمليات العسكرية تميل كفتها لصالح قوات الجيش السوداني بدأت بعض الجهات الداعمة لمليشيا الدعم السريع طوال أيام الحرب المشتعلة منذ أبريل من العام 2023م في التخلي عن المليشيا والقفز من مركبها الغارق ، حيث بدأت قيادات من الإدارات الأهلية والسياسيين وحتى بعض المقاتلين في اتخاذ خيار الاستسلام تارة أو إعلان الانحياز لصف الوطن والوقوف الي جانب القوات المسلحة تارة أخرى.

وخلال الأيام الماضية تزايدت وتيرة إنسلاخ ما كان يسمون انفسهم بمستشارين لقائد الدعم السريع عن المليشيا وإنضمامهم للقوات المسلحة ما مثل ضربة معنوية كبيرة ضاعفت الهزائم التي تتلقاها عناصر الدعم السريع في الميدان القتالي بعد فرض القوات المسلحة سيطرتها على عدد من المناطق واقتراب تحرير البلاد من دنس التمرد.

ضربة عمران

وتواترت الأنباء خلال الأيام القليلة الماضية عن تقديم عمران عبدالله استقالته من منصبه كونه مستشاراً للدعم السريع وإنحيازه للقوات المسلحة وقد ظل عمران طوال فترة الحرب احد الذين يدافعون بشدة عن توجهات المليشيا وقائدها ومشروع التغيير الكاذب الذي يتبنوه
وقال عمران بيان متداول ان خطوته جاءت استجابةً لنداء الوطن ولتوجهات الفريق أول عبد الفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة السودانية مشيراً الي إن هذا القرار لم يكن سهلاً، ولكنه جاء بعد تفكير عميق ومشاورات للانحياز إلى القوات المسلحة، التي تمثل رمز الوحدة الوطنية والأمل في استعادة الأمن والاستقرار في بلادنا.

واضاف إنني أؤمن بأن القوات المسلحة هي الحامية للسيادة الوطنية، وهي الأداة الأساسية لتحقيق السلام والتنمية في السودان. لذا، فإنني أختار اليوم أن أكون جزءًا من هذا الجهد الوطني الكبير.
ونال عمران إبان تواجده في الدعم السريع سخطاً واسعاً كونه لا ينتمي الي اي القبائل التي تشكل حواضن للدعم السريع وان المليشيا تستهدف اهله واثنيته وأنه خرج من البلاد بفعل جرائم وانتهاكات المليشيا

عزت وفارس

ومنذ اللحظات الاولى لحرب الخامس عشر من أبريل تصدر الثنائي يوسف عزت وفارس النور المشهد في التصدي والدفاع عن المليشيا تحت مسمى مستشار قائد الدعم الا انه عزت غادر منصبه بسبب خلافات حادة بينه وبين عبدالرحيم دقلو شقيق قائد التمرد سببها هيمنة الاخير وتكريسه للسلطات السياسية والعسكرية تحت يديه دون الرجوع الي شخص آخر لاسيما بعد اختفاء حميدتي عن المشهد في الفترة الماضية ما جعله ينفرد بكل القرارات المتعلقة بالتواصل مع تنسيقية تقدم الي جانب التواصل مع المؤسسات والمنظمات الدولية الداعمة لمليشيا الدعم السريع

فيما اختفى فارس النور بعيداً عن الأعين بعد ان كان المتحدث الاول عن المليشيا وعضواً في وفد التفاوض إنابة عنها في مفاوضات منبر جدة ، مصادر كشفت للكرامة عن مغادرته لمنصبه بعد ضغوطات اسرية تعرض إليها نظير الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا في اهله بالجزيرة الا انه ما زال موجوداً في دولة الإمارات

(5) مستشارين

وفي اكتوبر الماضي أعلن 5 من أعضاء المجلس الاستشاري لقوات الدعم السريع انشقاقهم، وانحيازهم إلى الجيش واتهموا قائدهم السابق “حميدتي” بالتخطيط للاستيلاء على السلطة، والسيطرة على سواحل السودان على البحر الأحمر، وأن فشل طموحاته قاد إلى اندلاع الحرب
وعقد المستشارون المنشقون مؤتمرا صحفيا ، كشفوا خلاله أسباب انشقاقهم وخطط حميدتي وارتباطاته الخارجية وهم :
عبدالقادر إبراهيم علي محمد مسؤول ملف شرق السودان، ورئيس قطاع منظمات المجتمع المدني بالمجلس الاستشاري لقائد الدعم السريع ، ويحمل درجة دكتوراة في التخطيط الإستراتيجي القومي.
ومحمد عبدالله ود أبوك المحامي عضو المجلس الاستشاري لقائد الدعم السريع ورئيس القطاع الإعلامي، ويحمل درجة دكتوراة في القانون الدولي العام وخبير في قضايا العدالة الانتقالية.
نواي إسماعيل الضو رئيس قطاع التخطيط الإستراتيجي بالمجلس الاستشاري لقائد الدعم السريع، ورئيس اللجنة الإستراتيجية العليا.
محمد محمد عثمان عمر وهو خبير في الإعلام الرقمي ومدير الإدارة الفنية بإعلام الدعم السريع مستشار باللجنة العليا للدعم السريع.
عبدالرحمن علي حمدو رئيس القطاع القانوني بالمجلس الاستشاري لقائد الدعم السريع ومسؤول ملف شباب القبائل.

أيوب نهار

وفي خواتيم يناير الماضي أعلن مستشار قائد الدعم السريع أيوب عثمان نهار، استقالته من منصبه احتجاجا على مواصلة المليشيا استهداف المدنيين وقصفهم عشوائيا بالمسيرات والمدفعية الثقيلة.
وقال أيوب نهار في بيان إنه قرر تقديم استقالته الرسمية كمستشار لقائد قوات الدّعم السريع مبرراً أسباب مغادرته لمنصبه للاستهداف المباشر للمدنيين عبر القصف المدفعي وعن طريق المسيرات على معسكرات النازحين بولاية شمال دارفور إضافة إلى الهجوم على قافلة تقل فارين من الفاشر بالقرب من بلدة كبكاكية.
واتهم قوات الدعم السريع بحرق القرى والفرقان في شمال دارفور والجزيرة التي نتج عنها جرائم قتل مدنين وتصفية واغتيال أسرى مدنيين.

لاقضية لهم

ويرى مراقبون بان تخلي مستشاري قائد الدعم السريع عن المليشيا في هذا التوقيت تحديداً هو امراً طبيعياً من واقع أن ميزان القوة قي العمليات العسكرية بدأ يرجح كفة قوات الجيش السوداني.

ويقول الدكتور أحمد حسب الله استاذ العلوم السياسية بأن الواقع العملياتي شكّل واقعاً جديداً فيه الغلبة لصالح القوات المسلحة وأن عملية إنسلاخ مستشاري الدعم السريع بناءاً على هذا الواقع .

ويمضي استاذ العلوم السياسية قائلاً أن مستشاري المليشيا لا قضية لهم ولاعقيدة ولا مبدأ فقط هم انحازوا للدعم السريع في بدايات الحرب لان كل المؤشرات كانت تشير الي سيطرة قوات المليشيا عطفاً على العطايا والمنح التي كانت تأتيهم لاسيما أصحاب المرتبات الدولارية منهم والذين تكفلت الإمارات بإعاشتهم وسكنهم وكل تفاصيلهم الحياتية

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى