مقالات الرأى

ايمن كبوش يكتب … اعلان استنفار ضد الثوار.. !!

تابعنا على واتساب

قلت له: رسم الزميل الاستاذ (محمد عبد القادر) رئيس تحرير صحيفة (الكرامة).. صورة قلمية غاتمة جدا عن العاصمة الخرطوم، وتحديدا الخرطوم (المحلية)، وذلك من خلال جولته الميدانية على أرض الواقع وقد جاء ما كتبه هذا، متماشيا مع تسجيلات صوتية عديدة تأتيني من هناك عن الوضع المائل.. وهو وضع غير مفاجئ بالنسبة لي.. لأن خراب سنتين من عمر الزمان.. لا يمكن إصلاحه في فترة وجيزة.. خصوصا وأن ثقافتنا الجمعية السودانية قد أرخت لمبدأ (الخراب ساهل) منذ عشرات السنوات.

تطرق مقال الاخ والصديق (ابو حباب) لقضية مهمة كنا قد اثرناها قبل فترة مراراً وهي هل نحن مطالبون بترميم القديم الانكسر ؟ ام الارتقاء إلى رحاب بدايات جديدة تمسح القديم بإستيكة الحداثة والتطور والمراقي السحاب ؟ .. تبدو الإجابة لي واضحة من خلال اجتهاد الوالي الهمام احمد عثمان حمزة في (ورنشة) القديم لتكون هذه هي المرة الوحيدة التي يقوم فيها المهندس مقام الاسكافي.. !

ما يطلبه المواطن السوداني، وانسان الخرطوم تحديدا ليس مستحيلا.. ولكنه لن يأتي على كفوف الراحة التي لم تكن ممدودة لإنسان السودان (عموم) حتى عندما كان هذا الإنسان آمنا في سربه يملك قوت يومه، فكانت مشاكل الخرطوم (هي.. هي).. التظاهر عند قطع الكهرباء والصفوف و(الكاش العدم) وتجليات (زيرو عطش.. زيرو كوش).

أعود وأقول إن الأمور تحتاج لصبر، ولا ضير في أن الاخ ابو حباب قد شرح الأمر من أرض الواقع وهذا مدعاة للمزيد من البذل لكسب التحدي وهذا سيبدأ اول ما يبدأ بأبعاد المسئولين من فئة (حشاش بى دقنو) وهو الشرح المبسط لحالة أولئك الذين يؤجلون اي عمل إلى الغد الذي قد لا يأتي.. هؤلاء.. وما اكثرهم فينا ومنا وبيننا.. فئة غالبة للاسف الشديد.. لا تريد ان تشقى.. وتكافح وتنحت في الصخر لكي تكسب.. وكأنها تنتظر السماء لكي تمطر ذهبا.. او عنبا.

واحدة من مشاكلنا الكثيرة والكبيرة.. اننا نختزل هذه المشاكل الموروثة والمتوارثة في الأحوال السياسية.. بل نحمل الدولة جميع المسئوليات.. وننسى أنفسنا.. صحيح ان الدولة.. لا تحقق لنا مطلوباتنا الحياتية.. ولا تقدم لنا الحد الادنى من موجبات الرحمة والحق في الحياة من مياه نظيفة وكهرباء لا تعرف الانقطاع وطرق غير مشمولة بالحفر والمطبات ومدارس ومستشفيات.. لانها تتعامل معنا من خلال (عقود اذعان) حتى في الخدمات التي ندفعها مقدما.. ولكن كل هذا لا يمنعنا من القول بأننا أمة لا تعمل.. ولا تريد ان تعمل.. وحتى لا يقال أنني القى القول باحكام سطحية.. عليكم طرق أبواب العمالة السودانية في شتى المجالات.. اطلبوا سباكا على سبيل المثال ليصلح لكم ماسورة معطوبة.. او استدعوا فني الكهرباء ليصين لكم مروحة.. ثم عامل البناء وفني التكييف والتبريد وعامل النظافة.. ستكتشفون انهم كلهم قد أعلنوا الحرب على العمل والانتاج وكأنهم وصلوا إلى مرحلة من اللا مبالاة واليأس لا تمكنهم من الإنجاز..

لن نتقدم بين الأمم ولن تقوم لنا قائمة اذا لم نحترم عملنا.. لابد من طرد الكسل الذي ظل يرافقنا حلا وترحالا إلى درجة أن بعض الشعوب لا تعرف السوداني إلا بهذه الصفة.. نحن نعترف بأننا الأكثر ارتباطا ببكرة.. مع ان اليوم أرحب واوسع للانجاز.. ولكن.. بعد بكرة افضل من بكرة.

انتفضوا يا اهل حشاش بى دقنو.. ولعل الحش بالدقن معادلة مستحيلة لا يتقنها إلا العامل السوداني الذي يريد أن يبني ويشيد ويأكل ويشرب ويطهر العيال ويقص النجيلة.. وهو جالس في مكانه.

هذا النداء هو ثورة حقيقية.. ولن تعود الخرطوم إلى سابق عهده الا بتضافر الجهود التي يكون فيها المواطن في المقدمة، صحيح أن الحياة الأسرية في الظروف الحالية صعبة، ولكن علينا أن نتذكر اخوان الخنادق الذين ظلوا في الخرطوم بكل الصمود والعنفوان.. هذه رسالة مباشرة في بريد انسان الخرطوم، اجعل من منزلك وشارعك وحيك.. ارض حصار وصبر وقتال.

اخيرا اقول، أن الخرطوم في حاجة لاستنفار مماثل لذلك الذي أعلن لطرد العدو.. لابد أن تستنفر الاحياء الخرطومية بشبابها اولا دونا عن الشيوخ والنساء والاطفال، حيث يتكفل أبناء الاحياء بالمستطاع، الحضور، النظافة، الحراسة، والرباط، وهذا يشجع الدولة بالاسراع في إعادة الخدمات.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى