تقرير : ضياءالدين سليمان
تسبب الضربات المتتالية التي ظلت توجهها مسيّرات و طائرات سلاح الطيران التابـع للقـوات المسـلحة في إحداث ربكة داخل مليشيا الدعم السريع بعد أن أبدت قيادة الدعم السريع استياءها من الخسائر التي تكبدتها المليشيا المتمردة خلال الأشهر القليلة الماضية.
وفاقت خسائر المليشيا ملايين الدولارات الأمر الذي جعل دولة الإمارات التي تعد الداعم الرئيسي في توفير العتاد القتالي والذاد البشري من المرتزقة الأجانب تنادي بضرورة إجراء تغييرات عاجلة تطال غرفة قيادة المليشيا المتمردة ما يجعل الأوضاع داخل عصابة آل دقلو تمضي على صفيح ساخن واصبحت الخلافات هي السمة الابرز.
وتطورت الأحداث بشكل متسارع خلال الأسابيع القليلة الماضية ووصلت إلى حد الاشتباكات في بعض المناطق الي جانب إنشقاقات كبيرة ضربت صفوف القوات المتمردة.
إستياء دقلو
وكشفت مصادر مقربة من دوائر المليشيا عن حالة الاستياء التي تعيشها قيادة الدعم السريع من الضربات المتتالية التي تنفذها نسور الجو بين كل فترة والأخرى واستهدفت بها مناطق عديدة في دارفور لاسيما مدينتي نيالا والجنينة واستهداف مخازن الأسلحة في كبكابية وسرف عمرة مؤخراً
وبحسب المصادر فإن ضربات نسور الجو الموجعة فجّرت الخلافات بين عبدالرحيم دقلو قائد ثاني مليشيا الدعم السريع واللواء عيسى بشارة قائد الاستخبارات العسكرية بعد اتهام الاخير بالفشل في تأمين الأماكن التي تعتبرها المليشيا ذات أهمية عسكرية كونها مخازن للأسلحة ومعسكرات تدريب علاوة على بيوت آمنة تدار من خلالها العمليات العسكرية.
وأكدت المصادر على أن عبدالرحيم دقلو إنفجر غاضباً بعد الغارة الجوية التي استهدفت اجتماع أمني مهم بمقر الإدارة المدنية في مدينة الجنينة لاسيما وان المليشيا قامت بتغيير مكان الاجتماع وهو ما اعتبره دقلو اختراق ذات درجة عالية محملاً مسؤولية ذلك الأمر لقائد الاستخبارات عيسى بشارة.
غضب الكفيل
المصادر ذاتها أشارت الي إن المخابرات الإماراتية أبدت انزعاجها من الأداء الذي يقدمه اللواء عيسى بشارة قائد استخبارات المليشيا المتمردة لاسيما مع وعوده المتكررة بضبط الإيقاع وتقليل الاختراقات وسط عناصر المليشيا
وقالت المصادر بأن مسؤول رفيع بمخابرات دولة الإمارات الراعي الرسمي للمليشيا أبدى انزعاجاً مما وصفه بتزايد تغلغل عناصر الجيش وسط الدعم السريع وان قائد الاستخبارات فشل في إيجاد حل يوقف هذا الإمر الذي وصل حتى الدائرة المقربة من حميدتي وشقيقه عبدالرحيم.
وحتى يقنع بشارة المخابرات الإماراتية قامت استخبارات المليشيا بشن حملة اعتقالات واسعة لعدد من عناصر الجيش والشرطة والمخابرات الذين رفضوا الانضمام لمليشيا الدعم في كل من الجنينة ونيالا
تصرّف متهور
مصادر محلية أكدت بأن المليشيا شنت حملات إعتقال واسعة طالت عدد من المواطنين في عدد من المناطق في محليات ولايتي جنوب وغرب دارفور.
وأكدت المصادر بأن حملة الاعتقالات في تشنها المليشيا عقب كل غارة جوية ينفذها الجيش حيث يتم تفتيش المواصلات العامة وانزال المواطنين واتهامهم بالتخابر مع قوات الجيش.
و علمت مصادر بأن عيسى بشارة وفي تصرف متهور، أقدم على إعدام أكثر من (20) عنصراً بتهمة التخابر مع الجيش دون أدلة حقيقية، في محاولة يائسة لإرضاء عبدالرحيم دقلو والإمارات وإظهار الحزم.
خوف دقلو
كشفت تقارير صحفية من مدينة نيالا بجنوب دارفور، أن قائد المليشيا المتمردة، عبد الرحيم دقلو، أجرى تغييراً مفاجئاً في طاقم حراسته الشخصية، حيث استبعد عدداً من الحراس المنتمين لقبيلة الرزيقات، واستبدلهم بعناصر جديدة من أبناء الفلاتة.
وأفادت المصادر أن قرار عبدالرحيم دقلو جاء نتيجة تزايد حالة انعدام الثقة داخل الدائرة الضيقة المحيطة به مشيراً إلى أنه أصبح يتهم أقرب الناس له بالتخابر مع الجيش ما دفعه لمراجعة الأفراد المقربين منه.
وأضافت المعلومات أن عملية التبديل تمت بسرية تامة وتحت إشراف مباشر من أحد المقربين من دقلو، تحسبًا لأي رد فعل من المجموعة المستبعدة، مع الحرص على حماية موقعه الشخصي وضمان ولاء الحراس الجدد


